لم يعد المصورون الفوتوغرافيون وحدهم من يمتلكون الكاميرات الاحترافية بعدساتها المختلفة، إذ أصبحت العدسات في ايدي الهواة مثلها مثل المحترفين برغم اسعارها الخيالية.. ربما كان عشق التصوير هو دافع البعض لاقتنائها.. ربما التقليد، لكن الحقيقة ان ظاهرة عشق التصوير سادت الاوساط الشبابية مؤخرا.. سعد الرصيص مصور هاو يقول ان البعض يحرص على اقتناء الكاميرات الاحترافية من باب التقليد والموضة وخصوصا اوساط الفتيات حتى أن بعضهن لا تعرف كيف تخرج عدسة الكاميرا، لكن اغلب الشبان يقتنون العدسات لتصوير السيارات المعدلة وتوثيق ذكرياتهم الخاصة مثل التفحيط وغيرها وفيهم من يملك الموهبة. وعن سبب اقتنائه يقول الرصيص انه عاشق للتصوير وهاو واطلع على فنونه عبر شبكة الانترنت ويهوى تصوير الطبيعة. تقليد ودلع الشابة تهاني دفعها عشق التصورير الى اقتناء كاميرا احترافية حيث أصبحت من الضروريات مثلها مثل أجهزة الجوال والكمبيوتر المحمول، والكثير من صديقاتي لديهن كاميرات احترافية، ليسا شرطا أن المصورين الفوتوغرافيين هم وحدهم من يقتنيها فالجميع عشاق للتصوير خاصة في المناسبات العائلية. المصور المبتدئ فيصل النعمي يرى أن أغلب الشباب والفتيات أصبحوا يقتنون تلك الكاميرات من باب الدلع والتقليد، أما هو شخصيا فحب التصوير يسري في دمه. رفيع العبسي بائع كاميرات يقول إن الشباب في عمر 20 فما فوق هم الأكثر إقبالا على الكاميرات الاحترافية، كما أن الفتيات أيضا يقبلن عليها، وتختلف مبرراتهم في الشراء على حسب المزاج، حيث يقتنيها البعض من باب الموضة والبعض من باب الرغبة في الاحتراف. كما أن الفتيات يقبلن عليها لنفس الأسباب أو لأسباب أخرى مثل استخدامها في الحفلات والأعراس والمناسبات. أما بالنسبة للأسعار فيقول العسي انها تراوح حسب الجودة بين الألف والخمسة آلاف ريال. سهلة وسريعة المصور الفوتوغرافي، رئيس لجنة التصوير بجمعية الثقافة والفنون في أبها سلطان العسكري يذكر ان الحرص على امتلاك كاميرا احترافية يعود لعدة أسباب أهمها الاعتقاد بأن هواية التصوير سهلة التنفيذ وسريعة النتائج. ومن اسباب بروز الظاهرة الرغبة في الوصول لنتائج مذهلة احترافية ظنا أن كاميرات DSLR تقوم بعمل المستحيل متناسين أن عين المصور بالاضافة إلى عدة عوامل مثل الإضاءة والتكوين وغيرها هي من تصنع الصورة الجيدة وليست الكاميرا غير أداة تنفيذ. ويكمل: أنصح المبتدئين في التصوير الفوتوغرافي بالاطلاع عبر مواقع الإنترنت والكتب والصور العالمية مع تقبل النقد، والجرأة في تصوير الاشياء مهما كانت محرجة أو بوضعيه غير مناسبة. التحميض في الظلام تقول المصورة الفوتوغرافية والمدربة المعتمدة من مجلس الخليج للتنمية البشرية عزيزة القرني: لا أعتقد أن امتلاك الشباب والفتيات كاميرات احترافية يأتي من باب التقليد أو الموضة بل من باب العشق والبحث عن اللقطة المميزة وساعد على ذلك انتشار مواقع التواصل الاجتماعي.. والابتعاد عن تحميض الصور يعطي دافعا أكبر وأقوى لكون النتيجة تشاهد حال الالتقاط دون الحاجة للغرف المظلمة لتحميضها والانتظار للنتائج التي لربما تكون جيدة أو العكس، ونلاحظ في السنوات الأخيرة حصول المصورين السعوديين على مشاركات في المحافل العربية والعالمية وتحقيق جوائز مرموقة كان لها أثر إيجابي على متابعي ومحبي التصوير. وتضيف القرني ان ظاهرة انتشار الكاميرات الاحترافية ظاهرة إيجابية تخدم جميع المجالات سواء لإظهار جماليات الطبيعة وعظمة خلق الله ومعرفة بعض العادات والتقاليد ونشر الثقافات المختلفة من أزياء ورقصات شعبية وغيرها. وأيضا ساعدت بشكل قوي في خدمة السياحة والتعرف على مواقع لم يسبق لبعض الأشخاص التعرف عليها وخدمت الآثار ومكنونات كثير من البلدان «وأعتبر العدسة بمثابة العين الثالثة التي سرعان ما تقتنص وتدون ما تريد تدوينه وحفظه للمدى البعيد».