لا تزال الجوانب التطبيقية في التعليم الجامعي بؤرة الانتقاد، فمع ضخ جامعة المؤسس الكثير من الطلاب إلى سوق العمل، تتوالى الانتقادات فيما يخص الاهتمام بالجانب التطبيقي، إذ لا يزال البعض يراه دون المستوى وغير كاف لتخريج طلاب جاهزين مهيأين لسوق العمل، كما تتهم العديد من الجهات الجامعة بضعف مخرجاتها وعدم مواكبتها لسوق العمل، حيث يرى بعضهم أن مخرجات الجامعة بعيدة عن متطلبات السوق وفئة أخرى ترى أن القصور في الجوانب التطبيقية بعدم إعطائها ما تستحقه من الاهتمام.. يستهل محمد الزهراني خريج كلية الأرصاد والبيئة وزراعة المناطق الجافة بجامعة المؤسس حديثه قائلا «بحكم تجربتي العملية في هيئة المساحة الجيولوجية حتى قبل تخرجي من هذا التخصص، ولكوني مشبع بالجانب العملي بحكم خبرتي الطويلة، لا يزال الجانب النظري يطغى على الجانب التطبيقي لدينا حتى في التخصصات التطبيقية التي من المفترض أن تهتم الجامعة أكثر بجوانبها العملية، وأرى قصورا في الجانب العملي، من خلال قلة الزيارات التي يقوم بها الطلاب سواء للشركات والمصانع أو المزارع أو غيرها من الأماكن التي ترتبط بتخصصهم، حيث إن مثل تلك الزيارات ضرورية لأنها الطريق الأفضل لصقل خبراتهم وتطوير مهاراتهم حين يطبقون ما يتعلمونه على أرض الواقع». ويضيف نبيل سليمان خريج كلية الحقوق: الجانب التطبيقي تطور في الجامعة خلال السنوات الأخيرة ولكنه لا يزال دون المستوى المأمول، والذي يساهم في تخريج طالب متكامل جاهز لسوق العمل، وأرى من الضروري التوفيق بين الجانب النظري والعملي في الدراسة، وكذلك توطيد علاقة الشاب بالمؤسسات والشركات وسوق العمل ليتخرج وفي ذهنه صورة واضحة لمستقبله وطبيعة عمله ليسير في الاتجاه الصحيح، ولا بد من تضافر جهود جميع الجهات وتعاون كافة الجهات الحكومية والخاصة مع بعضها لتحقيق هذا الهدف. ويتابع عاصم مليباري خريج هندسة كهربائية: هناك تخصصات تعتمد كثيرا على الجانب العملي وخصوصا التخصصات الهندسية، إلا أن الجامعات لديها قصورا في الجانب التطبيقي، فمن خلال تخصصي الذي يعني بدراسة كيفية عمل وتصميم الدوائر الإلكترونية بالإضافة لكيفية عمل وتصميم أنظمة الاتصالات السلكية واللا سلكية، لمست نقص الزيارات إلى الشركات والجهات التي تهم تخصصنا فهناك جانب تطبيقي، وزيارات قمنا بها غير أنها قليلة وليست كافية على الإطلاق، كما ينبغي الاهتمام بجودة وتطوير المعامل لأهميتها الشديدة. ويقول أحمد البشري أحد خريجي كلية الحاسبات وتقنية المعلومات: لا يزال التعليم لدينا للأسف الشديد يركز أكثر على الجانب النظري، ورغم أهميته إلا أنه يحتاج إلى تطبيق، فلا بد على الطالب أن يطبق ويجرب ويتعلم ويخطئ ليستفيد من أخطائه، ولاشك أن تطوير الجوانب التطبيقية، سيكون له دور كبير في المستقبل وسيوفر للخريجين جانب الممارسة ويصقل مهاراتهم بشكل واضح سنلمس أثره في سوق العمل، أما الجانب التطبيقي الآن لا يزال دون المستوى الذي يلبي طموحاتنا، فيما يخالفه عوض الزهراني خريج العلوم التطبيقية قسم أشعة تشخيصية ويعمل حاليا بإحد المستشفيات الحكومية قائلا: بالنسبة للتخصص الذي درسته الاهتمام بالجانب التطبيقي فيه جيد للغاية وزرنا عددا من المستشفيات لصقل خبرتنا بالممارسة، وأشكر مسؤولي الكلية على اهتمامهم بالناحية التطبيقية وأيضا اهتمامهم بالجانب البحثي الذي يعزز ويطور المبادئ العملية. فيما يقول حسين خان خريج كلية المجتمع تخصص مساعد صيدلي: أعتقد أن الجانب التطبيقي يحتاج لتطوير شامل ليؤهل الخريجين لممارسة أعمالهم بشكل جيد، خاصة أن الكثير من المؤسسات تريد خريجا جاهزا من جميع النواحي ولا تستقطب أي شخص، لذا ينبغي أن تتعاون كافة القطاعات لتحقيق هذه الغاية. من جهته يرى رجل الأعمال محمد عطاس أن مخرجات الجامعات بعيدة عن متطلبات سوق العمل، ولا يوجد تنسيق واضح بين الجامعات ومتطلبات العمل على حد وصفه. ويؤكد الدكتور شارع البقمي المتحدث الرسمي باسم جامعة الملك عبدالعزيز على اهتمام الجامعة بالجانب التطبيقي للطلاب بشكل كبير وتحرص على تأهيلهم قدر المستطاع لسوق العمل، فبعض الطلاب تتطلب تخصصاتهم برامج تدريبية تقدمها الجامعة لهم، فمثلا بالنسبة إلى خريجي اللغة الإنجليزية يتم اختيار الطلاب المتميزين منهم وإرسالهم في آخر فصل دراسي إلى جامعات بريطانيا والولايات المتحدة لتقوية لغتهم، وممارستها بشكل تطبيقي وكذلك خريجو اللغة الفرنسية يتم إرسال المتميزين منهم إلى الجامعات الفرنسية لتطبيق اللغة وممارستها بشكل عملي، كما أن الجامعة قامت بإنشاء محكمة افتراضية في كلية الحقوق التي افتتحت مؤخرا قبل شهر ليتدرب طلاب القانون على طريقة المرافعات ولتعزيز الجوانب التطبيقية لديهم لصقل مهاراتهم في هذا الجانب، مبينا أن لدى الجامعة العديد من البرامج التدريبية الأخرى، وفي كل عام يتم تطوير الجوانب التطبيقية بما يلائم احتياجات الطلاب ويؤهلهم لسوق العمل.