لا يكاد من يدخل مكتبة تسوتايا في اليابان، إدراك أنها مكتبة؛ لما تحويه من أمور متنوعة؛ معرفية وترفيهية وتسويقية، وغذائية حتَّى. وقد تمدَّدت هذه المكتبة مُذ بدأت العمل بفرع واحد في عام 1983 حتى أصبح لها اليوم آلاف الفروع في العالم، مثل الصين وتايوان، ومؤخرًا أنشأت فرعًا ضخمًا في ماليزيا. تتميز هذه المكتبة (TSUTAYA BOOKSTORE) بالتصميم المعماري الجميل الفريد، وحينما تشاهدها، أو حتى تشاهد أي فيلم تصويري لها، تحار في توصيفها؛ أهي معرض صور، أم مجمع تسويق، أم مطعم، أم مقهى، أو مكان للاسترخاء، أم مصدر للتغذية البصرية الإيجابية كما يقولون؟ أم محل لبيع المصنوعات اليدوية؟ أم هي كل ذلك؟ وهي بهذه الأفكار تقحم الناس بعالم الكتب في الأماكن التي يحبونها، بدلًاً من انتظار الناس أن يفدوا إلى المكتبات العامة أو إلى متاجر الكتب. ويكمن سر نجاح هذه المكتبة، في أنها مزجت ما بين فكرتيْ المكتبة العامة ومتجر الكتب في موقع واحد، وأنها عدَّت الكتاب سلعة تحتاج إلى مكملات ومشهيات، لتبقى النفوس يقظة تجاهها، وأن الاكتفاء بعرض المؤلفات على الأرفف، صامتة، رصينة، بانتظار وصول القارئ، هو أمر سينتهي إلى خيبة أمل، أو في أحسن الأحوال إلى نجاح محدود"، كما قالت سوسن الأبطح (الشرق الأوسط – 3 أغسطس 2022م). وتوفر المكتبة كذلك، أجواء مناسبة لمن يريد أداء بعض الأعمال الجزئية، أو حتى الحصول على وقت قصير من الراحة والاسترخاء مع قليل من الشاي، حيث تتوفر فيها مساحات عمل فردية وجماعية. وتعود هذه التسمية (تسوتايا)، إلى أحد رواد النشر في اليابان في القرن الثامن عشر، تسوتايا جوزابورو (1750-1797م)، الذي حقق نجاحاً كبيراً بطباعته سلسلة كتب في طوكيو آنذاك رغم الملاحظات الكثيرة عليها. لهذا النوع من المكتبات مغناطيس خاص يجتذب القراء، ثم يغريهم بالتقاط كتاب، ثم الشروع في قراءته، أوابتياعه، كونها تتضمن خيارات متنوعة إضافة إلى الكتب.