سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأميرة عادلة: ثغرات خطيرة في التخطيط وإعداد الكوادر والبحث العلمي وخدمة المجتمع ندوة توظيف خريجات الجامعات السعودية تحدد مواقع الخلل في النظام التعليمي:
رغم كثرة الملتقيات التي تناقش قضية الخريجات ورحلة البحث عن وظيفة الا ان الندوة التي عقدت الاسبوع الفارط في مركز الدراسات الجامعية التابعة لجامعة الملك سعود والتي اعدها مركز البحوث هناك برئاسة الدكتورة نورة الشملان تعد من اقواها واكثرها تلمسا لكافة جوانب القضية. فعلى مدى يومين واربع جلسات واثنتي عشرة محاضرة وحضور متحمس معني بالمشكلة ويرغب في ايجاد حلول لها دارت احداث ندوة "خريجات الجامعات السعودية والتوظيف في القطاع الخاص"... يمكننا بسهولة ارجاع تصاعد درجة النقد الذاتي للسياسة التعليمية في الجامعة الى الرأي الصريح الذي ادلت به صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله آل سعود في ورقتها التي افتتحت بها الندوة وكانت بعنوان س الدراسة الجامعية للتثقيف أم التوظيف س حيث انتقدت الاداء الوظيفي للجامعة من خلال اربعة محاور هي: التخطيط - واعداد الكوادر - والبحث العلمي - وخدمة المجتمع. واعتبرت أن التخطيط للتعليم العالي في المملكة كان ولا يزال يلبي متطلبات القطاع العام بتوفير موظفين وأن التركيز على الجوانب الكمية لاستيعاب أكبر عدد من الطلاب والطالبات سبب خللا في الكفاءة الداخلية للجامعات، وقالت ان الجامعات بطيئة الحركة في مسايرة التطورات التقنية وأنظمة الجامعات قديمة تسببت في إنفاق أموال كبيرة لتأهيل الطلاب لمهارات تلاشي الطلب عليها أو يكاد كما ان مخرجات معظم الجامعات دون المستوى المطلوب في المهارات المطلوبة لسوق العمل. وفيما يتعلق بإعداد الكوادر(نشر العلم من خلال التدريس)انتقدت الأميرة عادلة عدم تطوير المناهج الدراسية وكون الجامعات لا تأخذ في الاعتبار تزايد التراكم المعرفي، ولا تخضع برامجها الدراسية ومناهجها للتقويم الدوري وفقا للمعايير القياسية مع تركيزها على الأسس النظرية والعلوم الأساسية وبالمقابل عدم التركيز على الجوانب التطبيقية المرتبطة بالتنمية.و إعداد الطالب وتأهيله علمياً وتربوياً وخلقياً واجتماعياً وثقافياً وقالت ان المناهج بوضعها الراهن لا تستهدف تعليم طلابها المقدرة على الوصول إلى المعلومات الكونية، الثقافة البيئية، الثقة بالنفس والقدرة على التعبير والإبداع، التأهيل للتعامل الاجتماعي، المواطنة الصحيحة، تعميق مهارة اللغة العربية تحدثاً وقراءةً وكتابةً. وبخصوص البحث العلمي فقد رأت الأميرة أن المؤسسات البحثية والجامعية تواجه الكثير من المعوقات، ومن أهمها انخفاض مستويات التمويل، وتدني إسهام القطاع الخاص في شؤون التعليم العالي والبحث العلمي، و انتقدت عدم ربط البحوث العلمية بخطط التنمية الشاملة وتركز معظم البحوث لخدمة الباحث لأغراض الترقيات الأكاديمية والوظيفة مع ضعف توفر مستلزمات البحث العلمي في أغلب الجامعات من مراكز المعلومات والعناصر البشرية، وخدمات الحاسب، ونقص المراجع العلمية العربية والأجنبية وضعف التعاون البحثي مع الجامعات في الدول المتقدمة، مما يؤدي إلى إعاقة الانتقال الفكري والمعرفي بين الجامعات العربية والجامعات في الدول المتقدمة. وفيما يتعلق بخدمة المجتمع فقد رأت الأميرة عادلة ان الجامعات في الأغلب لا تقوم بدراسة المشاكل وتحديد الحاجات والمهارات والأولويات التي يواجهها المجتمع حتى تحدد طريقة معالجتها بطريقة غير مباشرة وغير تقليدية معتبرة ان دور الجامعة أن تقود المجتمع وتؤثّر فيه ولا تخضع لهيمنته وتتحمل مسؤولياتها في عجلة التغيير. وبعد محاضرة الأميرة عادلة التي نكأت الجراح وطرحت المشاكل الجامعية بطريقة علمية وبنقد صريح مبني على اسس وحقائق وارقام توالت محاضرات المشاركات في الندوة مما لا يتسع المجال لطرحها حاليا لكننا سنقوم بعرض اهمها تباعا في الاسابيع القادمة، غير ان المحصلة الاساسية للندوة على مدار اليومين كانت حالة عميقة من المكاشفة وطرح الهم العملي على طاولة النقاش والبحث. ساهم الحضور في اثراء الندوة بآراء وتجارب وافكار جيدة وقد كان اهم الاقتراحات هو ما تقدمت به عميدة مركز الدراسات الجامعية الدكتورة الجازي الشبيكي الذي دعت فيه الى النظر في فصل ميزانيات وادارة الكليات عن الجامعات الام بحيث يكون لها ميزانية مستقلة وارادة حرة تمكنها من اتخاذ قراراتها وتمويل مشروعاتها البحثية في اطار من المصلحة المجتمعية وبعيدا عن البيروقراطية والمركزية وتقول سيدة الأعمال منيرة الشنيفي: نحن كسيدات اعمال لا يوجد اي رابط بيننا وبين الخريجات وهو امر ينبغي ان يتم العمل عليه من اجل رأب الصدع بين المجتمع العملي والمجتمع العلمي. وتقول سيدة الأعمال الجوهرة العطيشان: انا اعتبر ان التنمية الاجتماعية ليست مسؤولية الدولة فقط وانما ايضا مسؤولية المواطن ولقد اعطانا الوطن الكثير ومن حقه علينا ان نعطيه بالمقابل وانا لي تجربة رائعة مع تشغيل السعوديات فخلافا لما هو سائد من وجهة نظر سلبية انا اعتبر ان فريقي من السعوديات هو فريق رائع بكل معنى الكلمة ولقد لمست فيهن الاخلاص وحب العمل. وعلقت الدكتورة نورة اليوسف قائلة: نحن بالفعل نعاني من مشكلة غياب التخطيط فمعظم قراراتنا لم تقم على التخطيط مثلا في عام 94- 95م كان عدد الطلاب في كل قاعة درس لا يتعدى 30طالبا وبعده بعام واحد في عام 96م قفز الرقم الى 70طالباً في القاعة بدون سابق تخطيط او انذار فكيف نتوقع ان تسير العملية التعليمية الى الامام. الطالبة ايمان من قسم الدراسات الاجتماعية لفتت النظر الى معاناة من نوع آخر قالت ان ما تدرسه الطالبة في مجال تخصصها يناقض ما تجده في التدريب العملي وطالبت بأن يتم تلافي هذه الفجوة حتى لا يصيب الاجيال القادمة ما اصابهم من خيبة أمل. وطالبت الطالبة ندى تخصص قانون بأن يتم تفعيل مخرجات تخصصها بحيث تجد الخريجة عملاً مناسباً لما تخصصت فيه في سوق العمل سواء اكان حكومياً او قطاعاً خاصاً فالقانون لا يزال تخصصاً بلا عمل. و قالت الدكتورة نورة آل الشيخ وكيلة كلية الآداب في نظري ان المسؤولية مشتركة فلا يمكن القاء اللوم على عاتق جهة واحدة بل هي مزيج من المسؤولية تتقاسمه المدرسة والبيت وقطاعات العمل والتعليم ولابد من تواجد الرغبة الجادة من الفرد واصحاب الأعمال لتنويع قاعدة العطاء وحل المشاكل العالقة فأساس العمل الاتقان وأساس التقدم التخطيط و قالت الطالبة ايمان من قسم علم الاجتماع انا اطالب بأمور محددة اولها ايقاف عملية قبول الطالبات في تخصصات لا يرغبن فيها، واطالب ايضا بتدريب الطالبات على ما سيجدنه في سوق العمل اثناء الدراسة واخيرا اطالب بادخال مادتي اللغة والحاسب في كل مناهج الجامعة بمختلف تخصصاتها باعتبارهما مادتين اساسيتين لسوق العمل ووافقتها الطالبة العنود الدخيل قسم ادارة اعمال واضافت: نحن نواجه عدم تثقيفنا في مجالات عملنا المنتظرة وكلما اردنا ان نعرف لا نستطيع لجهلنا بالجهة التي نلجأ اليها لاستقاء المعرفة لذا نطالب سيدات الأعمال بالتواجد في الجامعات وشرح مجالات العمل المختلفة والقاء الضوء على تجاربهن لأن هناك نقصاً كبيراً في هذا الامر. وعقبت ميسون طالبة الدراسات العليا قائلة: هناك نظرة قديمة لا تزال متداولة حتى الان عن عدم قبول السعودية للرواتب القليلة وعدم اقبالها على العمل بجدية وانا اؤكد ان هذه النظرة ظالمة فقد اختلف الامر كثيرا واصبحت الخريجة السعودية تقبل براتب قليل نسبيا وتقوم بعملها بجدية واخلاص واسألوا سيدات الأعمال، ومن ناحية اخرى اهيب بأصحاب الأعمال ان يستبعدوا شرط الخبرة في اعلانات الوظائف التي ينشرونها ويتحملوا ابناء الوطن قليلا حتى يكتسبوا الخبرة المطلوبة على رأس العمل وقالت الدكتورة هند الخليفة: لا اريد ان نغفل مسألة المنهج التقليدي في اجراء البحوث والدراسات وجنوحها الى الجانب النظري وعدم ربطها بالواقع فهي قضية هامة ينبغي الاهتمام بها كونها تدفع الطالبات الى مستقبل ضبابي ولا تفيد المجتمع ايضا. وعن مشكلة التدريب قالت الدكتورة فوزية البكر انه لابد لكل تخصص من تدريب حقيقي فهناك خلل في نظام التدريب وفجوة بين الجانب التطبيقي والجانب النظري في المناهج وايدتها الدكتورة نورة ابا الخيل معتبرة ان التدريب هو حجر الزاوية وهو مسؤولية الدولة والقطاع الخاص ايضا. وقالت الدكتورة وفاء نصار لماذا لا تكون هذه الندوة انطلاقة لزيادة الدور الذي تقوم به الجامعة في خدمة المجتمع على ان تتبنى الجامعة توظيف خريجات قسم علم النفس في المدارس في المراحل التعليمية المختلفة بحيث تصبح نسبة الطالبات الى المختصات نسبة معقولة ومنطقية تسهم في زيادة الوعي المجتمعي وتساهم فيه.