لم تف إدارة النقل بالرياض، بوعدها لمحافظ ضرماء، بعمل سياج لطريق ضرماء الذي راح ضحيته الكثير من الأبرياء، على الرغم من أن الوعد مضى عليه أكثر من ست سنوات. وقبل أكثر من سبع سنوات وتحديدا في 11/11/1428ه، شكل المحافظ عبدالعزيز الباهلي، لجنة شملت «المحافظة، المرور، الدفاع المدني، إدارة الطرق، البلدية» لدراسة خطورة هذا الطريق لما يحدث عليه من حوادث خطيرة أزهقت أرواح الكثير، أوصت اللجنة بوضع سياج من الجهتين لهذا الطريق، وطالبت بإنارته، ليتم رفع الأمر للإمارة والتي أصدرت توجيها إلى «إدارة تنفيذ الطرق بوزارة النقل، بتنفيذ التوصيات، ليتم الرد من إدارة النقل بعد أكثر من تسعة شهور وتحديدا في 15/9/1429 ه، المتضمن الموافقة على عمل السياج في حال توفر اعتمادات». إلا أنه مرت الشهور والسنوات، ولم تتم معالجة الطريق أو حتى التفكير في كيفية معالجة التأخير والإيفاء بالوعد المترتب على لجنة بذلت جهدا في التوصل لتلك التوصيات، لحماية العابرين. وطالب محافظ ضرماء عبدالعزيز الباهلي، المسؤولين في وزارة النقل، بتلافي التأخير لمعالجة طريق ضرماء الذي يشهد الكثير من الحوادث المرورية، مسجلا في الأشهر الأربعة الأخيرة 12 وفاة و30 إصابة خطيرة، مشيرا إلى مطالبة الهلال الأحمر بزيادة الفرق الإسعافية، وتوفير المزيد من سيارات الإسعاف، حيث لا يوجد منها سوى سيارتين، وذلك لتلبية الطلب المتزايد عليها، ونظرا لطول المسافة التي يغطيها الهلال الأحمر من ديراب إلى مفرق مركز البرة، فضلا عن المشاركة في طريق مكة الرئيسي، مما ينجم عنه نقص في تلبية الطلب عند حدوث حوادث مرورية على طريق ضرماء. وقال المحافظ ل «عكاظ» أن الطريق يعتبر رئيسيا وله أهمية قصوى، حيث إنه من الطرق التاريخية إذ يسلكه جميع المتجهين للمنطقة الغربية، ومع ذلك لا يتوفر خلاله سياج ولا إنارة، مما يشكل خطرا على سالكيه خاصة في الليل، مشيرا إلى أن الجميع يتذكر حادثة طالبات كلية ضرماء العام الماضي، مضيفا: نطالب المسؤولين في وزارة النقل حماية أرواح سالكي هذا الطريق الذي يوصل أكثر من ثلاث محافظات رئيسية، بسرعة وضع الحلول الجذرية لتطوير هذا الطريق ووضعه طريقاً حراً مشتملاً على الجسور اللازمة مع التقاطعات التي تشكل خطراً ووضع جسور للإبل ووضع السياج على الجهتين. واعتبرت عميدة كلية العلوم والدراسات الإنسانية بضرماء التابعة لجامعة شقراء الدكتورة منيرة المبدل، طريق ضرماء بأنه شبح يرعب الطالبات والمعلمات، مشيرة إلى أنه بعد تحوله إلى طريق سريع مزدوج، ظل لحاجة ماسة إلى أرصفة بين الاتجاهين، ويحتاج إلى سياج فاصل كونه طريقا زراعيا، فضلا عن حمايته من زحف الرمال، ودرء السيول التي تقطع أجزاء منه، مشيرة إلى أن الطريق ظل مهملا بعد افتتاح طريق الرياض الطائف، إلا أن معدل الرحلات اليومية عبره تتطلب الاهتمام به كثيرا، لأنه يخدم شريحة كبيرة من المجتمع من المزارعين والطالبات والموظفين في المحافظة وما جاورها. وطالبت بتوفير ساهر لمراعاة اشتراطات السلامة، وتوفير الأرصفة وإنارة الطريق، والذي لا تتوفر فيه سوى أعمدة للأسف تحولت إلى وسيلة لحصد الأبرياء، ليستمر نزيف الدماء، في ظل عبور الإبل السائبة، مضيفة: طريق الرياض - ضرماء يئن تحت وطأة الحفر والتآكل والتشققات والانحناءات الخطرة، ويجب أن يعاد النظر كذلك في واقع الطرق الزراعية ومعايير تنفيذها كونها طرقا تتعرض لظواهر طبيعية متعددة كالزحف الرملي والسيول وكثرة مرتادي أصحاب سيارات الشحن والمزارع المنتجة بحيث يجب أن تحظى بأعلى معايير الجودة والسلامة مع توافر الصيانة الدائمة للطريق.