لا يزال مسلسل حوادث السير بسبب الإبل السائبة على الطرق مستمرا في محافظة الخرمة، حيث تحولت هذه الدواب إلى هاجس كبير وخطر حقيقي يتربص بسالكي طرق الخرمة الخارجية سواء من الأهالي أو من المسافرين، وتسببت بشكل مباشر في إزهاق أرواح الكثيرين من الأبرياء وارتفاع عدد المعاقين وأصحاب العاهات وزيادة الأرامل والأيتام في المنطقة. ولم تتمكن الجهات المعنية حتى اللحظة من وضع حد لمسلسل حوادث السير التي تتسبب بها الإبل، خاصة في الليل، وأصبحت مشاهد الحوادث المرورية الناجمة عن الإبل السائبة من المشاهد التي اعتاد عليها الأهالي بين الحين والآخر. ورغم التعليمات المشددة والنداءات المتكررة لملاك الإبل بمراقبتها ومنعها من الاقتراب من الطرق السريعة، إلا أن العقوبات التي تقضي بحجز الإبل وتغريم مالكها في المرة الأولى، وسجنه حال تكرار المخالفة لم تطبق بالشكل المطلوب ما أدى إلى زيادة الحوادث. وأعرب ل«عكاظ» عدد من الأهالي عن قلقهم من انتشار الإبل السائبة على الطرق الرئيسية في محافظة الخرمة، مشددين على ضرورة فرض عقوبات أشد صرامة للحفاظ على أرواح الأبرياء، حيث يقول جبر مفرج السبيعي: للأسف لم يسمع الجميع في السنوات الماضية في محافظة الخرمة عن عقوبة تم تطبيقها بحق مخالف أو حجز لهذه الإبل السائبة على الرغم من تخصيص البلدية ومكاتبها الخارجية أحواشا لحجزها، لافتا إلى أن الرعاة وأصحاب الإبل يتحملون المسؤولية كاملة لعدم اهتمامهم بإبعادها عن الطرق وإدخالها في الأحواش المخصصة لها، خصوصا أثناء الليل، إذ يصعب على أصحاب المركبات رؤية هذه الإبل مهما بلغت السرعة، لافتا إلى أن الإبل تتواجد بشكل دائم ليلا ونهارا على امتداد طرقها الخارجية ما يتسبب في غالبية الأحيان بحوادث مميتة. يشاطره الرأي محمد منيف السبيعي مضيفا: لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع بوقوع حادث سببه انتشار الإبل بكثرة على هذا الطرق، وأن غالبية من يقطنون القرى يقومون بتربية الإبل، كما أن غالبية الحظائر تكون قريبة من الطرق الرئيسية وبالتالي تسبب الإبل حوادث مميتة نتيجة عبورها الطريق في غفلة أصحابها. وأكد المسافر عبدالله عبدالرحمن الشهري من النماص أنه لا بد من محاسبة كل شخص يملك ناقة تسببت في حادث حتى يرتدع الجميع وأن يقوم كل صاحب ماشية بالتأكد من تواجد مواشيه، خاصة في الليل، لأنه -على حد قوله- فقد بعض أقاربه بسبب حوادث كانت الإبل طرفا فيها. وطالب المسؤولين في قطاع الطرق والمواصلات بوضع حد لهذه الحوادث باتخاذ الإجراءات التي تكفل سلامة سالكي هذا الطريق باتخاذ عقوبات مناسبة تحد من الحوادث التي تكون الإبل السبب المباشر في حدوثها. وأشار المقيم نظير محمد (سائق شاحنة) بالقول: كثيرا ما أعبر هذا الطريق وللأسف الطريق يعاني من كثرة تواجد الإبل، خاصة في الليل، ما يجعل السفر في هذا الوقت خطيرا للغاية. من جانبه أكد مصدر بفرع النقل في الخرمة أن طرق المحافظة الخارجية طرق (فردية وثانوية) وتتم فيها جميع أعمال الصيانة مفيدا بأنه لا يوجد سياج حماية على الطرق، في حين توجد عملية مسح مستمرة لطرق الخرمة بصفة يومية، خاصة في الليل، للتأكد من عدم تواجد الإبل، إضافة إلى صيانة الطرق ومتابعة تواجد الإبل. وشدد المصدر بأن من يثبت تواجد إبله بإهمال منه سوف تطبق بحقه الأنظمة الخاصة بذلك.