طوال سنوات، اعتبر ضيق طريق الجنوب الواصل بين مدن الطائف، الباحة، وأبها السبب الرئيس في حوادث السيارات الأليمة، وبعد توسعته تحولت أصابع الاتهام إلى عدم وجود إنارة، وضرورة توفر سياج حديدي على جانبي الطريق، والماشية السائبة من الإبل خصوصا، والتي تركها ملاكها تسير في الطرقات دون راع. وأوضح ل «عكاظ» مدير عام إدارة الطرق والنقل في منطقة الباحة المهندس عبدالعزيز بدوي الغامدي أن السياج الحديدي لا يتم وضعه إلا في الطرق السريعة، بينما طريق الجنوب مزدوج وليس سريعا كونه يحتوي على تقاطعات. وبين الغامدي أن الإدارة تخطط لتحويل طريق الجنوب إلى طريق سريع مستقبلا، مؤكدا أن المعاناة السابقة المتمثلة في ضيق الطريق زالت حاليا بعد توسيع المسار. وعند سؤاله عن إنارة الطريق، أجاب مدير إدارة الطرق والنقل في منطقة الباحة «تتولى البلديات عبر كل محافظة يمر منها الطريق إنارته، وقد قامت العديد من المحافظات بحسب توجيهات أمير المنطقة، بإنارة الطرق الذي يعبر منها طريق الجنوب». وأفاد المهندس عبدالعزيز بأن كل بلدية محافظة في منطقة الباحة ستنفذ إنارة الطريق حتى نهاية حدودها باتجاه الطائف. من جهته، تحدث المواطن محمد سعيد (من أهالي الباحة) عن انتشار الحيوانات السائبة في طريق الجنوب بشكل كبير جدا، وتتسبب في العديد من الحوادث شبه اليومية وبسببها يصعب حصر المصابين فمنهم من يصاب بالإعاقة، ومن يفقد حياته. وقال المواطن محمد سعيد إن مشكلة طريق الجنوب عدم وجود سياجات تمنع تطاول الجمال وغيرها من البهائم داخل الطريق، والمشكلة الأخرى عدم إنارة الطريق، مطالبا الجهات ذات العلاقة بأن تسارع في وضع حد لوقف نزيف الدماء بسبب الحوادث التي تسببها الإبل الهائمة في الطرقات. ويروي المواطن عايض الغامدي (أحد سكان قرى الباحة المجاورة للطريق) قصة الحوادث المستمرة التي يشاهدها على الدوام أمامه، مضيفا «من أكبر الحوادث المؤلمة التي شاهدتها هي حوادث الأسر»، معتبرا أن وضع سياج حديدي للطريق الحل الأمثل. فيما يؤكد خلف بن عبدالهادي الوهدان أن المسؤولين في الجهات المختصة وبسبب ما تسببه الجمال السائبة من حوادث مفجعة للعابرين عبر طريق الجنوب ألزمت جميع أصحاب المواشي بوضع وسم على كل الجمال لتتم معرفة أصحابها، وتحميلهم المسؤولية وعدم إطلاقها للرعي بالقرب من الطرق العامة. ويقول خلف الوهدان «لكن الكثير من أصحاب هذه الجمال لم يلتزم بالتعليمات، ويتركها تسبب الحوادث للأبرياء، وبحكم أن سبب وضع الوسم يحدد أصحابها في حالة حدوث حوادث تسببها الجمال ليتم مجازاتهم إلا أن البعض من أصحاب هذه الجمال التي تتسبب في الحوادث عند سماعه بوقوع الحوادث يذهب سريعا لموقع الحادث ويقوم بقطع الوصلة التي بها الوسم للهروب من المساءلة».