الموت على حواف الجمال والنياق والإبل السائبة على طريق بقيق الدمام صلاصل أصبح مشهدا لا تخطئه العين بين كل حين وآخر، فقد شهد الطريق المحوري طوال السنوات الماضية حوادث مميتة ومؤلمة راح ضحيتها العشرات من العابرين بينهم نساء وأطفال لقوا حتفهم تحت حواف الإبل العابرة التي تفترس المركبات بكافة أشكالها كبيرة أو صغيرة عائلية أو غيرها. المشهد المتكرر حول المركبات إلى قطع من الحديد تحت أجساد الإبل الثقيلة، ويعزو البعض تلك الحوادث القاتلة إلى عدم وجود سياج على الطريق، فضلا عن أن بعض الشركات العاملة في مشاريع الطرق تعمل على إزالة ما تبقى من السياج ما يسمح بعبور الإبل القاتلة والمهلكة والمروعة لمستخدمي الطريق وأسرهم. «عكاظ» التقت عددا من المسافرين على طريق بقيق الدمام وبقيق صلاصل السريع. وقال علي العجمي: إن وزارة النقل مسؤولة عن الطريق وغيره الطرق في الشبكة العامة ببلادنا كما تقع على هذه الجهة مسؤولية عدم وجود الحواجز الحديدية، ويجب اتخاذ الإجراءات التي تجعل من الطريق كغيره من الطرق المعززة بالحماية والأمان والخدمات والصيانة المستمرة كما يطالب بإيجاد حل لمشكلة الجمال السائبة التي تنتشر بشكل كبير على امتداد الطريق نظرا لما تشكله من خطورة، والعديد من الحوادث الأليمة التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء دون وجود رقابة حقيقية على الطريق، نطالب بالعمل على تسييج الطريق بالكامل لمنع عبور الجمال، والعمل على تنفيذ وإنشاء الجسور الخاصة بعبور الإبل. فالطريق كما ترون محوري وهام، كما أن الكثير من الحوادث وقع بسبب الجمال، ويضيف: المشكلة أن هناك من أصحاب هذه الجمال من لا يراعون حق الطريق ويهملون إهمالا واضحا تاركين إبلهم تسرح وتمرح على الطريق وتشكل خطرا كبيرا وترفع معدلات حوادث الطرق ونزيف الدماء. المأساة كما هي يرى توفيق البرناوي أن الطريق راح ضحيته شباب وأطفال ونساء نتيجة اصطدام سياراتهم بجمال سائبة ليأتي الدور على الدفاع المدني والهلال الأحمر لانتشال الجثث المتناثرة والعظام المهشمة، المئات فقدوا أحبتهم وأبناءهم على الطريق ويطالبون بوضع سياج حديدي يمنع تماما انتقال الجمال للطريق فنتجنب بذلك إزهاق الأرواح. ومن جانبه أضاف ناصر الرشيدي من سكان محافظة بقيق بقوله (لا تزال المأساة كما هي نراها كل يوم ولا من مجيب لصرخاتنا والتي نأمل أن تصل إلى المسؤولين والتحرك من جميع الجهات في إنقاذ الآباء والأبناء والأسر التي راحت ضحية إهمال وضع سياج حديدي .. نأمل وقف النزيف الدموي على الطريق). من جانبه، تحدث خالد سهل الشمري عن محور آخر من مشاكل الطريق بقوله: خلال عبورنا طريق بقيق الدمام صلاصل نعاني كثيرا من تحرك الرمال الكثيفة التي تغطي أجزاء واسعة، وتشكل مخاطر على جميع مستخدمي الطريق خصوصا الذين لا ينتبهون للطريق أثناء الليل.. نناشد الجهات المختصة بإيجاد الحلول المناسبة لوقف مشكلة زحف الرمال وتحركها. اقترح إما عمل تشجير على مسار الطريق أو رش الرمال المجاورة للطريق بالزيوت من أجل منعها من التحرك، أو إيجاد طرق مناسبة تخدم الطريق الذي يعتبر معبرا دوليا مهما ويقصده الكثير من المسافرين والعابرين من الدول الخليجية المجاورة.. مشكلة الأتربة والرمال تتفاقم أكثر حال هبوب الرياح والعواصف التي تغطي أجزاء واسعة من الطريق وتخفيه تماما عن الأنظار. العشب والماء عدد من أهالي محافظة بقيق أبدوا قلقهم ومخاوفهم من استخدامهم للطريق الذي تنتشر فيه الجمال السائبة خاصة مع تنامي العشب والخضرة بعد هطول الأمطار. وقالوا: إن أصحاب الجمال يتركونها بلا رقابة تمرح على الطريق مهددة حياة العابرين ويطالب الأهالي بوضع حلول جذرية عاجلة لهذه المشكلة المزمنة، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية أصحاب المركبات من المخاطر وتوعية أصحاب السائبة بخطورة تركها تهدد سلامة مستخدمي الطريق ووضع سياج حديدي على طول الطريق وتحذير العابرين باللوحات الإرشادية. يشار إلى أن الجهات المختصة في محافظة بقيق أصدرت تعليمات سابقة لملاك الإبل بعدم تركها سائبة في الطرقات السريعة، ويأتي هذا الإجراء للحد من الحوادث المرورية التي تقف وراءها الجمال السائبة، كما أصدرت الجهة المعنية تعميما لكافة المراكز القريبة مع أمانة المنطقة الشرقية عند ملاحظة إبل سائبة مع تخصيص أحواش وحظائر لها للتحفظ عليها لحين مراجعة أصحابها الجهات المعنية مع تطبيق الأنظمة والقوانين عليهم، يشار إلى أن دور البلدية يقتصر على توفير الأعلاف والماء لحين مراجعة أصحابها ويتم حسم تكاليف النقل والحجز والأعلاف من ملاكها إذا طلب استلامها أو بيعها في المزاد العلني وفي حال نفوقها يتم إعداد محضر بذلك، علما بأن البلدية لا تتحمل أي مسؤولية حيال ذلك. وتشير الإحصائيات إلى أن حوالى 95 في المئة من حوادث الإبل تقع ليلا.