تواجه شريحة الشباب تحديات كبيرة في طريق مستقبلهم لاسيما في ظل التحولات الفكرية سواء على الصعيد المحلي أو العالمي مما ينعكس على تصرفاتهم، ويوجب مواجهة تلك التحديات والتحولات بنشر الوعي والتقرب منهم والتماس احتياجاتهم وتحويلها إلى واقع ملموس يستطعيون من خلاله مواصلة مسيرتهم وخدمة مجتمعهم. ويرى الشاب ناصر الغفيلي أن أكثر هموم الشباب هي الوظيفة التي يستطيع بها بعد توفيق الله بناء مستقبله وتكوين أسرته وبناء كيان خاص به بالمجتمع، يعقب ذلك فرصة التعليم الجامعي بعدما أقفلت الجامعات أبوابها بوجه الشباب المتدنية نسبهم وحتى النسب الجيدة لم تعد تلاقي أي قبول، وأصبح لدينا آلاف الشباب والشابات بلا دراسة ومستقبلهم مجهول، فكم من شاب كان يطمح أن يكون طبيبا أو مهندسا ولكن في لمحة بصر انهار هذا الحلم وأصبح كابوسا. اندثار المواهب وتحدث الشاب أنس العيوني قائلا: «نعاني من نقطة مهمة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ألا وهي عدم الاهتمام بالمواهب وتطويرها، حيث اندثرت مواهب كثيرة وذهبت أدراج الرياح، مثل الرسم والغناء وخلافه حيث لم نر هناك مراكز لتحتضن مثل هذه المواهب التي قد تكون مستقبلا مصدر رزق لأشخاص وهبوا قدرات عالية وميزة تختلف عن غيرهم». منح فرص للشباب أما الشاب سليمان البصيلي فتحدث عن الفجوة بين الشباب والمسؤولين «من أكثر مشاكل الشباب هي الفجوة التي بينهم وبين المسؤولين، الشاب منا لا يحتاج إلى عبارات منمقة أو ثناء عابر من المسؤولين، بقدر حاجته إلى الفرصة لتفريغ إبداعه للإبداع»، وتابع «لا ترسموا لهم الخطط المستقبلية بل دعوهم يصيبون ويخطئون، فهم قادة المستقبل وهم جيل التقنية والتطور، ودائما لا يتحدثون عن الشباب إلا وأنهم مشكلة العصر وأنهم قنابل موقوتة وشبابنا بالعكس لديهم الفكر والتطور ولا مانع من التوجيه كما لا مانع أن يخطئ ليتعلم، حيث من النادر ما يستشير المسؤولون الشباب في اتخاذ القرارات المتعلقة بهم، وإن تحدث المسؤولون للشباب فإنه حديث عابر ولو نظرنا إلى بعض المسؤولين الذين أعطوا للشبات الفرصة بإعطاء الأفكار تجدون أن الأماكن التي يشرفون عليها هي الأكثر إنتاجاً وتطوراً ومحاكاة للواقع لأن الشباب متحمس وعلى أتم الاستعداد فقط ينتظرون الفرصة»، ولعل الآباء أيضا لهم دور مهم بإعطاء أبنائهم الثقة والفرصة ليتقدموا خطوة للأمام. العمل والإنتاجية ويقول مهند الصالحي: «لاشك أن البطالة مشكلة اقتصادية كما هي مشكلة نفسية واجتماعية كذلك أمنية وسياسية ولا ننكر أن جيل الشباب هو جيل العمل والإنتاجية لأنه جيل الطاقة والقوة والخبرة، ورغم ذلك يعاني الآلاف من الشباب من البطالة، إما بسبب نقص التأهيل أو عدم توفّر الخبرة لديهم لتدنّي محصولهم العلمي ونقص مستوى تعليمهم من قبل أولياء أمورهم، وباطلاعي على الإحصاءات المتمثلة في هذا الموضوع وجدت أن عشرات الملايين من العاطلين عن العمل في كل أنحاء العالم من جيل الشباب، وبالتالي سيعانون من مشاكل كثيره أبرزها الفقر والحاجة أو تأخرهم عن الزواج وغير ذلك كثير، لذا يجب أن نتسلح بالوعي الاجتماعي ونعمل على استثمار تلك الثروة العظيمة وتنمية الإنتاج والخدمات لأجيال الحاضر والمستقبل». الفراغ والشباب ولخص فهد الحسون معاناة الشباب في عدم وجود أماكن يلجأون إليها حال الفراغ، كما أن غالبية الشباب لايستثمر وقته بما ينفعه فيذهب وقته بلا فائدة نافعة له أولا ثم لوطنه، وتابع «نحن بحاجة إلى مراكز تجمع يتلقى فيها الشباب ما ينفعهم في حياتهم العلمية والعملية ولكي يستثمروا أوقاتهم بما ينفعهم ويؤمن لهم مستقبلا مشرقا». الطموح العالي ويقول الإعلامي فهد الفهيد مستشار التسويق والإعلام والمدرب المعتمد في تطوير الذات: «نحن نؤمن بالقضاء والقدر كما نؤمن بفعل السبب، فلا أجمل من أن تطمح وتيسر أسباب النجاح لمن حولك، كن معطاء بأحلامك وأفكارك ودعمك، أصنع أهداف من حولك، فالأهداف الراقية تعزز موانع الفشل، فالطموح العالي جاذب للناجحين حوله، وطارد لمسببي الفشل وقاتلي الطموح، وأن تصنع أهداف من حولك وخصوصا أبناءك بمثابة الخريطة الذهنية لك ولهم ولمن حولهم، فأنت تصنع الأرضية الإيجابية ليشاركونك رسم مستقبلك ومستقبلهم، لأنهم يتحسسون مواطن الاتفاق ويعززونها، ويساهمون في الوصول معك».