بطموح نحو الوصول إلى أهدافهم وبعزيمة لا تلين وأفكار تتباين وفقا لثقافتهم وتنوعهم الفكري يقرأ شباب وشابات الجامعات والكليات الحياة كل بطريقته الخاصة يأملون بالإنجاز والذهاب بعيدا خدمة لوطنهم وإرضاء لذاتهم التي يأملون في أن تجد موقعا لها على سلم المجد ذات حصاد. يتحدث الطلاب عن عدد من الأمور التي تهم واقعهم ويطرحون أفكارهم وهمومهم الجامعية، معبرين من خلالها عن ما يسكن وجدانهم وعقولهم. «عكاظ» رصدت أحاديث الطلاب وفتحت المجال ليعبر جيل المستقبل وشباب الوطن، فبدأ الطالب نايف عمر من كلية التربية حديثه بقوله «أكبر همومي الآن الذهاب بعيدا في دراستي والتخرج بأسرع وقت ممكن»، ويضيف بأنه يدخل إلى الفصول الصيفية حتى يدرك وثيقته الجامعية، وعن تطلعاته بالنسبة لما يدور في كليته قال نايف «أتمنى أن يكون التعامل مع الطالب والاهتمام به أكثر مرونة من ذي قبل خاصة من قبل العمداء ورؤساء الأقسام والإداريين، مطالبا بضرورة توفير دورات تدريبية تخصصية في المجال الدقيق لدراسة الطلاب ليتسنى لهم الاطلاع والمعرفة والتوسع في مصادر المعلومات، واعتبر أن الجامعات السعودية باتت أكثر إيجابية في توفير الخدمات الإلكترونية بشكل كبير وتمنى في نهاية حديثه بأن لا يضطر للوقوف في طابور البطالة كثيرا وأن يجد فرصته بشكل سريع». وعبر أحمد الغامدي وهو طالب بالكلية الجامعية في الليث في تخصص علوم الحاسب عن رغبته في تكوين العديد من الصداقات خاصة مع أعضاء هيئة التدريس للحصول على معلومات مستفيضة من خلال النشاط اللاصفي، موضحا بأن مخرجات التعليم تشوبها الكثير من المشاكل كعدم تعليم اللغة الإنجليزية منذ فترة مبكرة وهو ما يساعد من تضاؤل الفرص الوظيفية بعد التخرج، وطالب الغامدي بتوفير سكن جامعي في كل الكليات بالمملكة ليستطيع الطالب أن يكون مؤهلا للخوض في الدراسة دون ضغوطات قد تتسبب في تعطله دراسيا. ورأى عبدالعزيز الشريف الذي يدرس الحاسب الآلي أن المستقبل سيكون مميزا لأن حكومة المملكة تضخ العديد من الأموال في مختلف القطاعات لمصلحة الشباب، وهناك الكثير من المشاريع لأجلهم، فاليوم نحن نمثل شريحة كبيرة جدا مفيدا بأن المسؤولية أصبحت مضاعفة على الشباب ليثبتوا قدراتهم الحقيقية وإمكاناتهم في خدمة وطنهم، لكن الشريف اعتبر القدرات الشبابية لا بد أن يوفر لهم الدعم الجامعي أكبر من ناحية التدريب المكثف ليكونوا قادرين على الدخول لسوق العمل دون أي مشكلة قد تعترض طريقهم. وبين عبدالله العرياني الذي يدرس الرياضيات عن أمنيته بالنظر في أسعار الكتب الدراسية وضرورة اتخاذ الجامعة أي حلول للتقليل من ارتفاعها خاصة أسعار الكليات الطبية التي تصل إلى مبالغ مرتفعة لا تغطيها المكافأة الدراسية، وفيما يتعلق بأفكاره وطموحاته قال إن الوصول إلى مراتب متقدمة أهم أهدافه غير أنه رأى عدم تحقيق ذلك بسهولة لدينا بسبب انعدام فرص التدريب بشكل متواصل في رفع مستوى الكفاءات ومحاولة تعليمها ما استجد من علوم ومعارف، معتبرا أنها مسؤولية المؤسسات التعليمية التي لا بد أن تلتفت إلى هذا الأمر وأن تتوصل مع خبرائها إلى منظومة عمل تعطي في المحصلة النهائية القدرة للطالب على وصول المعلومة له بسلاسة ودون تعقيدات تذكر. وعبر رامي السليماني وهو طالب يدرس في الفصل الأخير بجامعة الملك عبدالعزيز في تخصص الإعلام عن رغبته بتأليف كتاب يكون عنوانه «الطالب الناجح نحو الفشل» يرصد فيه علاقة الطالب بالأستاذ ومدى مشاركته في النشاطات الجامعية وخدمات الجامعة وكل شيء يتعلق بها، وأضاف السليماني بأن الطالب السعودي لا بد أن يكون محاطا بعدد من الخيارات بعد التخرج وليس خيارا واحدا لأن لدينا الإمكانيات الضخمة والمؤسسات الحكومية والخاصة الكبيرة التي تستطيع استقبال الجميع وفقا لمهاراتهم. ووافق ثامر العبدالله على حديث زميله رامي مشيرا إلى أن الجامعات تحتاج مزيدا من ضخ الدماء الشبابية وابتعاث المزيد من الطلاب ليكون التوازن بين الأجيال في التعليم مناسبا، مضيفا بأن قسم الإعلام في الجامعة يحتاج إلى استوديوهات كبيرة ليتم تدريب الطلاب فيها قبل انخراطهم في سوق العمل، وبين بأن المؤسسات الإعلامية ترفض استقطاب شباب الجامعات بسبب عدم تأهيلهم دراسيا بما يتوافق مع متطلباتها. أما طالب الهندسة الميكانيكية بجامعة أم القرى محمد الشهري فقد أبدى تذمره من ضعف التأهيل الأكاديمي للطلاب والدليل هو الامتناع من الجهات الخاصة لتوظيف الشاب، وتمنى أن يكون للشباب فرصة حتى ولو كانوا على مقاعد الجامعة في التدريب والتأهيل الوظيفي ولو براتب بسيط، مضيفا أن عددا من الشركات الخاصة لا تقبل سوى ذوي الخبرات الممتدة لأكثر من ثلاث سنوات، مستغربا من هذه الخطوة ومتسائلا عن كيفية تحقيقها. فيما ذكر عدي شربتلي الذي يدرس الهندسة الحيوية الطبية الكهربائية بجامعة الملك عبدالعزيز أنه من الجميل جدا أن يدرس هذا التخصص في المملكة رغم ندرته على مستوى جامعات العالم وهو أمر جيد يتيح للشباب السعودي أن يكتشفوا تجارب جديدة حول أجهزة الطب، مبينا بأن العلاقة مع الأساتذة رسمية في الغالب وغائبة كون بعضهم لا يتواصل مع طلابه سوى في قاعة المحاضرات. وتمنى خالد العاصمي الذي يدرس القانون العمل في النشاط الحقوقي مستقبلا، معتبرا أن نظرة المحاماة لدينا لا بد أن تتغير وتصبح أكثر أهمية وفرضا لأسلوبها، وطرح خالد فكرة تتعلق بإنشاء رابطة لطلاب القانون على مستوى الجامعات يناقشون فيها المستويات الدراسية والمناهج إضافة إلى إقامة الملتقيات داخل المملكة وخارجها. وتحدث عزام البخيت طالب علم الاجتماع بجامعة الملك فيصل عن أهمية الاستثمار في الشباب وتقديم المساعدة لهم عن طريق احتكاكهم قبل التخرج من الجامعة بوظائفهم المنتظرة، مضيفا بأن الطلاب يتخوفون من المشاركة في الفعاليات الجامعية لأنها تكون بطريقة رسمية وبعيدة عن الأجواء العائلية التي لا بد أن يشعر بها الطالب ليتفاعل معها. ونبه أحمد إبراهيم الطالب في كلية إدارة الأعمال بجامعة الملك فيصل إلى ضرورة البحث عن معوقات الطلاب في الإبداع وقد تكون عائلية كانت أو دراسية ليسهل تقديم قاعدة بيانات إلى مركز الاستشارات النفسية ترافق الطلاب حتى نهاية دراستهم ولنتبين حقيقة دور مثل هذه المراكز ودعمها ومساندتها للطلاب. وبدورهن أوضحن عدد من الطالبات ضرورة فتح المجال التدريبي حتى قبل الوصول إلى سوق العمل عن طريق الشراكات الأكاديمية التي توفر الكثير للطلاب، وطالبت شهد باقبص التي تدرس الإعلام بضرورة التواصل بين الأستاذة والطالبة ليكون هناك فائدة أكبر، مضيفة بأن الطالبة يجب أن تنمي مداركها وموهبتها دون البقاء فقط على المقررات الجامعية لأنها أحيانا لا تكفي، وذكرت بأنها تقوم بمتابعة جديد الإعلام لتستفيد منه وتطور من قدراتها فيه وتبحث عن النشاطات الطلابية وحتى الأعمال التطوعية ليضيف ذلك إلى رصيدها العلمي والإنساني. وقالت بسمة الخريجي التي تدرس الصحافة بجامعة الملك عبدالعزيز إن هدفها وتطلعها الأكبر أن تصبح صوتا مسموعا في المجتمع لتعبر عن آراء جيلها وتدافع عن حقوق المرأة، مضيفة أن هاجسها هو أن تتحدى نفسها لتثبت قدرتها على التفوق في مجالها، وبينت بأن الجامعات تحتاج إلى مزيد من التحسين في ظل التقدم العلمي الهائل للغرب في مجال التعليم، متمنية أن تدخل السلك الوظيفي لتخدم وطنها بكل ما تستطيع. واختصرت طالبة الإعلام سارة عشماوي حديثها بسؤال عن المستقبل ماذا أكون؟، وتتابع بأنها تخشى أن تخطئ وتطمح لأن تصل إلى ما تريد وتهدف إلى خدمة الوطن بنقل قضاياه والمشاركة في حلها وليس فقط طرح المشاكل دون حلول. بينما تمنت الطالبة دعاء يماني أن يعترف المجتمع بقدرات المرأة وإسهاماتها الكبيرة لأنه من دون إيمان لا يوجد عطاء، وأوضحت بأن الجامعات تفتقد للعديد من الإمكانيات كقلة التخصصات وهذا يضيق على الطلاب آفاق الإبداع، إضافة إلى عدم الاهتمام بتطوير المناهج واستغربت أن يكون الاهتمام بالطالب منصبا على كيفية تخريجه من الجامعة. وعبرت عائشة إيناس الطالبة بجامعة الملك عبدالعزيز عن أمنيتها بأن يكون هناك مزيد من التطوير في طريقة التعليم والاهتمام بالمناهج الدراسية لتواكب العصر وتحسين مستوى الخدمات وزادت بأنها نجحت في تجاوز حاجز العلاقات الرسمية مع الأساتذة وقاموا بمساعدتي بشكل كبير. وتطمح فتون عوني في تأسيس وكالة إعلانية بها بعد انتهاء دراساتها العليا في مجال العلاقات العامة والإعلان، إضافة لتحقيق حلم المستقبل بأن تكون أحد أعضاء هيئة التدريس بالجامعة. فيما بينت سهاد عدنان أن أكثر ما يشغل تفكيرها التخرج وإيجاد وظيفة تستطيع منها أن ترى الطريقة المناسبة لخدمة مجتمعها، مبينة أن تخصصها يملي عليها مسؤولية كبيرة في تطوير إعلامنا فكرا وأداء خاصة أنه ما زال متأخرا في عدد من المؤسسات وترى سهاد ضرورة تطوير النظام التعليمي وجعله قائما على الابتكار والإبداع وليس الحفظ والتلقين ابتداء من المناهج الدراسية والكوادر التعليمية، لأن هذا يسهم في إخراج أفراد قادرين على خدمة المجتمع بما يناسب مهاراتهم مع متطلبات سوق العمل المحلي والعالمي.