يصر المثقف دائما أن يبدأ معاركه بشيء من التأمل لواقعه الذي يأتي به متغيراً دائماً ومتفاعلاً مع ما يثره ويشغل الحيز الذي بداخله حتى يتحول مع مرور الوقت وكأنه ينمو من تحت القشرة إلى كائن مهووس بذلك القدر من التوق الذي يتشبع به حتى يصبح وجهه.. يمتلئ بالفضاء الرحب الذي يشكله من خلال فكره ويتحرك من خلاله وكأنه في سباق دائم مع حكاية نزفه على الحبر.. يجرب أن يعدو ويقفز ويمشي ويتوقف فيمارس صنوف الحركة التي تتطلبها منه تلك الحالة المدهشة من فوضى وهدوء تسهمان في خلق عالمه المختلف الذي يأتي منه بقلم يشبه كثيرا أصابعه الطويلة التي يدسها في جبينه حينما يتعب من أصوات الشوارع الخلفية للأناس العابرين في هذه الحياة. محمد المزيني: أجيال التعجل أعمالهم هشة لم تطبخ على نار هادئة والمواقع الإلكترونية تغشهم ويبقى المثقف في كل وقت يصر على إيمان عميق بداخله ينتزعه من نفسه ليعيده إلى الورق.. أو ربما إلى شاشة صغيرة تضيئ حروفه التي يكتبها حينما يتألم ويفرح وحينما يحب أن يمارس كل الطيش وحكاية المخاوف التي تبدل أمزجته وتحيله إلى الانعزال الطويل والصمت الأقصر.. الانعزال الذي يشغله بما يحدث على ساحته الثقافية لكنه أبداً لايمارس الصمت القصير إلا حينما يكتب.. فأي وجوه مثقفه جديدة جاءت لتحرك المشهد الثقافي بأصابعها التي جاءت من جيوب الروح ؟ وهل للمثقفون الجدد ذلك النوع من الوجوه التي تتشبع بحكاية التغير وصناعة فكرة تتحول إلى إيمان فصراع فانتصار؟ أم أن للعزلة والركون إلى المواقع الإلكترونية الحديثة متعة مغرية أكثر على الإصغاء إلى ضجيج الخارج ؟ جاءت الوجوه الجديدة من المثقفين الشباب الذين لم ينتزعوا الكعكة في قالب القدماء من أبطال الساحة الثقافية الذين كانت تغريهم المعارك الثقافية جدا.. لكنهم استبقوا مايأملون به خلف كواليس التقنية التي قدمتهم أبطال العالم الجديد في مواقع إلكترونية وأخرى عبر إصدارات متدافعة تغطي عين الشمس لوفرتها. محمد الدخيل: المؤسسات الثقافية تتصف بالبيروقراطية ولا تلبي طموح الشباب لم يستطع الجيل الجديد بعد - بل ربما لم يحاول - أن يصنع التغير والحراك الذي خلقه سابق المثقفين .. فبقي منعزلا ، متمردا ، متوحدا فيما يكتب ، يبتعد عن مخاوف المواجهة الإعلامية الصارخة عبر الصحف والقنوات بذريعة الحرية وضيق المساحة المتاحة واتهام ونقد المجتمع والسلطة الدينية.. ! فهل تستطيع تلك المخاوف وذلك الإيمان من الجيل الجديد المثقف أن يمحو عنهم تهمة عدم الوجود الفاعل في المشهد الثقافي؟ أم أن للجيل القديم من المثقفين نصيباً في تهمة حب التملك للبقاء وعدم إتاحة الفرصة للأقلام الشابة أن تخرج فلم تبادر بالتبني ولم تبادر بالتخلي عن أماكنها ؟ من لابد أن يبادر للآخر في هذه اللعبة الثقافية ؟ ومتى سيحقق هذا الجيل الجديد عالمه بكل مايؤمن به عبر الواقع وليس عالم الحلم ؟ عبير العلي: الجيل الجديد يعيش أزمة ثقة بالآخر والصحف تبحث عن الاسم النخبوي من أجل التسويق حقيقة الفجوة محمد المزيني - كاتب روائي - يرى بأنه دائماً ماتحدث الفجوة بين الأجيال المتتابعة والفجوة هذه ربما حملت بداخلها نظرة خاصة تجاه المواهب الجديدة فكل جيل يرى بأنه الأفضل دائما وبأنه يمثل الثقافة الحقيقية سواء من حيث التجارب والرؤى واتفاق المثقف وغيرها من هذه الرؤيا التي تروج بين المثقفين فالقضية تكمن في اختلاف الأدوات والوسائل والظروف تختلف من جيل إلى جيل آخر فمع قيمة الاحترام الذي يكنه الأجيال اللاحقة للأجيال الماضية هناك حالة من الانتقاد لتجربة الأجيال اللاحقة من قبل الأجيال الماضية على اعتبار أنها لم تستوعب المشهد الثقافي بشكل صحيح، ولم يكن لها تجارب رصينة وجيدة ولم يكن لها رصيد معرفي ممتاز تستطيع أن تعتبر من خلال هذه التجارب عن ذاتها، كل جيل له أدواته ووسائله فحتى التجارب الخاصة للأجيال اللاحقة تكون أعمق من التجارب السابقة - خاصة في الفترة الأخيرة - لأن الشباب الذي أتى لديه منافذ واسعة للاطلاع على تجارب المعارف الأخرى العالمية والمتنوعة هذا التنوع والخليط الثقافي لم يكن يتاح للأجيال السابقة بل كانت الأجيال السابقة تعول على المطبوعات الورقية أما الأجيال اللاحقة تستطيع أن تحصل على المعرفة من خلال البدائل الانتقالية المتنوعة والمختلفة ولذلك هي تحصل على ثقافة مختلفة ومتنوعة ولديها قدرة على طرح الأسئلة بشكل محدد أكثر مماكان عليه الأجيال السابقة فالأجيال السابقة كانت تحمل الهموم الكبيرة والضخمة والتي لاتستعوبها الثقافة الخاصة ولا تستحمل هذه الهموم والأسئلة التي تخرج خارج حدود المثقف أو وطن المثقف. سليمان السلطان: القدماء يرون أنفسهم أفضل والمركز الذي لابد أن يدور حوله الشباب الجدد الثقافة المتنوعة وعلق قائلاً: المثقف اليوم والشاب بما توفر لديه من قنوات اتصال حديثة استطاع أن يحصل على هذه الثقافة المتنوعة إلا أن هناك مشكلة مع الأجيال اللاحقة أو الشابة تتمثل في التعجل والتعجل الإنتاج للفرد فما يحسب للأجيال السابقة بأنه غير متعجل لأن الوسائل والأدوات المتوفرة لديه أدوات غير متعجلة أيضا كالكتاب والصحيفة تقرأ في وقت طويل جدا في حين المواد الميسرة ووسائل الاختصار الحديثة هي وسائل متعجلة أيضا وبالتالي هذا التلقي أنطبع على نفسية وعقلية الأجيال الشابة اليوم فهي أجيال متعجلة تريد أن تنتج إبداعا في أخصر الطرق وكل يوم يخرج مجموعة من الروائيين ومجموعة من الشعراء وأعداد كبيرة وهائلة والجميع يريد أن يكتب خلال شهر أو شهرين، بينما الأجيال السابقة هي أجيال مؤسسة تأسيس قوي ومتين مع عدم التنوع في هذا التأسيس - ربما - أو ليس هناك طبقات رحبة كماهو موجود الآن ولكن التأسيس الرصين الذي كانت تتلقاه الأجيال السابقة أتت بمكون فكري ربما هو في حدود معينة أعمق. في حين المثقف الشاب عبارة عن خليط متنوع ومختلف تماما قادر على طرح مجموعة أسئلة خاصة لها طابع الخصوصية أكثر مما كانت عليه في الأسئلة التي كانت تطرح تأخذ آفاقاً بعيدة جدا عن السياسة العربية والتحول السياسي العربي والاجتماعي العربي فتأخذ طابعاً أعمق مماهو عليه الآن . محمد المزيني اقصر الطرق أما الأبعاد التي يتعاطى معها المثقف الشاب هي الهموم اليومية والهموم المشخصة والهموم الذاتية ومن خلالها يتعجلون الشباب ويحاولون إصدار أعمالهم الإبداعية وذلك مايحدث الفجوة، فالمثقف الأسبق يريد أعمال رصينة وأعمق ثقافي ثري وتكتب بلغة جيدة ورصينة وتقدم برؤية مختلفة لها اتساع دوائر تبتعد عن المحلية أو ذاتية الأفكار والرؤيا ولا تقتصر على العمق الذاتي وذلك ماتريده الأجيال السابقة وتلك - هي - مشكلة الجيل اللاحق من المثقفين والذي يتعجل فلا يقرأ كثيرا وتنوع مصادر المعرفة تفتح له الكثير من المجالات وهذه تضغط على الجيل لأنه يريد أن يأخذ كل شيء في وقت قصير ويريد أن يكتب في وقت قصير جدا ولذلك تخرج الأعمال " وللأسف " الكثير من الأعمال للمواهب الشابة ولذلك تخرج الكثير من الأعمال المتعجلة هشة لاتمثل العمق الثقافي بينما هي تطرح أسئلة لها عمق خاص ولكنها لم تستعوب الرؤية الشمولية ولم تطبخ على نار هادئة وهذا مايفتقره الجيل الحالي. سليمان السلطان أعمال مضحكة وقال " إن الجيل الحالي يفتقر إلى مايمكن أن نسميه الأبوة والتبني فالشباب المثقف يعيش حالة أشبه بالتمرد ولكن في المقابل حينما يخفق بعضهم فإنه يحيل هذا الإخفاق إلى عدم وجود من يتبنى هذه المواهب الشابة التي تنتج أعمال جيدة، وذلك لايعني أن جميع الجيل الشاب المثقف أنه لم يقدم أعمالاً جيدة بل على العكس ولكنه للأسف عدد قليل، ففي السابق حينما كانت تصدر أعمال أو يأتي الكتاب وتطرح القضايا تكاد تكون متقاربة في حدود معينة، متقاربة في الوعي ومتقاربة في الإبداع ولكن الآن حدث البون الشاسع بين تجارب الشباب فكل منهم يكتب بتعجل وتكاد يكون ما يكتب مضحكة فكل واحد منهم لديه هم خاص يكتب عن هذا الهم الخاص وذلك لايمنع ولكنه تكتب بطريقة تخرج عن الذائقة الإبداعية الأدبية محاولة لتقليد بعض الكتاب الشباب الذين خرجوا ونجحوا في بعض نصوصهم الإبداعية ومن هنا يحصل الإخفاق والإشكالية لدى الشباب. الكفر بالصحافة الورقية وعن الملاحق الثقافية في الصحف وموقف القائمين عليها يؤكد "المزيني" بأنهم غير ممانعين من طرح الأسماء الشابة ولكنهم يبحثون عن إبداع جيد مالم يتوفر هذا الإبداع الجيد لايمكن أن يقدموا الأعمال الجيدة فكان هناك صفحات مخصصة للمواهب الشابة الواعدة أما الآن فزاحمت وسائل الاتصال الحديث هذه الملاحق لتبين هذه المواهب الشابة فحالة التمرد التي يعيشها الشباب - اليوم - لم تترك الفرصة لتكون هناك لغة " أبوية " حانية على هؤلاء الشباب فالشباب المتمردون يصلون بأفكارهم عن طريق التيوتر والفيس بوك وعبر الوسائل الحديثة دون الوصول لهذه الملاحق الثقافية فهناك حالة من الكفر بالصحافة الورقية فهناك صحافة إلكترونية تقدمهم بشكل أو بآخر على الرغم من أنها تغشهم وتجعلهم كتاباً عظماء وأنهم يطرحون أفكاراً ملتهبة وجياشة وهي للأسف بداخلهم هشة وذلك مالا ينطبق على الجميع ولكن هناك الكثير منهم ينزلقون في هذه الهاوية وفي النهاية سيجدون أنفسهم بأنهم لم يقدموا شيئاً ولم يحفروا أسماءهم في الفضاء الإبداعي عدا أنهم ربما أصدروا رواية أو ديواناً ثم يحدث الإسقاط الكبير أو حالة الإحباط حينما يتقدم به العمر قليلا ويقرأ هذه الأعمال التي نشرها ويجدها كالسراب. الغلبة للجيل القديم يرى محمد الدخيل - كاتب وقاص - بأن النقص عملية مشتركة بين الجيلين إلا أن الجيل القديم من المثقفين الذين يسيطر على وسائل الإعلام التقليدية مطالب أكثر بالمبادرة فالجيل الجديد لايستطيع الوصول إليه كما يستطيع الجيل الجديد فعل ذلك فوسائل الإعلام التقليدية من يسيطر عليها الجيل القديم وربما استشعر الجيل الجديد من المثقفين بأنه إن سعى إلى المبادرة مع تلك الوسائل فلا يوجد من يهتم به وذلك مايستوجب اقتراب الجيل القديم من الجديد لأنهم - هم - من يسيطرون على وسائل الإعلام التقليدية وذلك مايدفع الشباب إلى اللجوء إلى الإنترنت ففي السابق كان المثقف يناضل من أجل الوصول إلى وسائل الإعلام في حين اختلف الحال في الوقت الراهن بعد وجود إمكانية مواقع الإنترنت والتي منحته الاستغناء عن المبادرة. الغياب الثقافي أما عن الحراك الثقافي الذي تغيب عنه المثقفون الجدد فيرى "الدخيل" بأنهم موجودون ويشاركون في المؤسسات التقليدية إلا أن تلك المؤسسات مازالت تتصف بالبيروقراطية ولا تلبي طموحات الشباب وذلك مايجعل حضورهم في الوسائل البديلة قوية نظرا لتماشيها مع روحهم الجديدة، فالملاحق الثقافية الموجودة في الصحف قد تتبنى نشر نص من نصوص المثقفين الجدد إلا أن بعض القائمين عليها لايحبذ كثيرا مشاركتهم الطويلة والدائمة في هذه الملاحق لأنه يفضل الأسماء الثقافية المعروفة بدلاً عن الأسماء الشابةالجديدة ولذلك يستبعدون وربما قدم المثقف الشاب مادة مميزة فتثير انتباه القائم على هذه الملاحق الثقافية عبر الصحف وربما دعاه ذلك لتبنيه. مايحتاج إليه المثقف الجديد أن يشعر بالأمان وبأن يطرح مالديه دون خوف ودون توجس مما يكتبه أو يقوله وربما جاء ذلك من التوجس الاجتماعي أو الديني ولذلك ينبغي أن يؤخذ مايقدمه المثقف الجديد والشاب دون توجس لأن ذلك سيسهم كثيرا في اقترابه من المجتمع ومن المشهد الثقافي الموجودة. الصحف والتسويق أما عبير العلي - روائية - فترى بأن المبادرة لابد أن تأتي من الجيلين للمثقفين فلا يجب أن يعول في تلك المبادرة على جيل دون آخر فلا تنتظر أن يقوم الجيل القديم بالنزول إلى الجيل الحديث الشاب لأنه يرى نفسه في قائمة النخبوية إلا أن الكثير من الجيل الجديد الشاب بدأ يثبت نفسه بالمشاركة والمبادرة البسيطة فالسبب الحقيقي خلف عزوفه عن إحداث المشاركة الحقيقية التي تحدث التغيير فتأتي من (أزمة ثقة) لديه فلا يوجد ثقة بالآخرين فالجيل القديم لايؤمنون في أحكامهم إلا بموازينهم الدقيقة ولا يؤمنون بأن المبدع أو الكاتب من الممكن أن يكتب في أي مجال بل أنهم يجدون بأن التخصص مطلوب فمن يكتب في الرواية ليس عليه أن يكتب في الشعر معلقة بقولها ( كثيرا مايتم توجيه السؤال لي كيف تصنفين كشاعرة وتخرجين لنا برواية ؟ ) فالوصول لنا سيحدث ولكنه يحتاج إلى وقت كافٍ. وأكدت على تبني الصحف للأسماء القديمة من المثقفين أكثر من الأسماء الشابةالجديدة وذلك لأنها ترغب بالتسويق أكثر للصحيفة فشهرت الاسم الثقافي الأهم ليدهم من الاسم غير المعروف وذلك ماينطبق على الأسماء القديمة التي لاتحب التخلي عن مكانتها في الصحف لأنها مؤمنة بأدواتها إلا أن هناك حقيقة موجودة بأن الكثير من المثقفين الجدد أصلاً لايتابعون الملاحق الثقافية مكتفين بالوسائل الحديثة أو الاكتفاء بتبادل الرسائل التي تحمل شيء من التحريض على المنتج الأدبي فالتقصير موجود من قبل المثقفين الجدد في ذلك فالقصور مشترك بين القائمين على الملاحق الثقافية وبين الجيل الجديد. إن الكتابة التي يمتهنها المثقفون الجدد ليست لمجرد الكتابة والتفاعل بل من أجل التغير على المدى البعيد وبأن يكون الإبداع لاحدود له ولا يقيد فيوجد إيمان بأن المبدع من الممكن أن تكون لديه أكثر من أداة ويستطيع أن يقلبها في أكثر من مشهد فالمتلقي لايقولب المثقف أبدا فهناك إيمان بقدراتهم وبإنتاجهم وبأن الجيل الجديد من المثقفين لديهم الكثير وقادرين على تغير المشهد الثقافي بعيدا عن القولبة والمخترعات. العولمة وتغير الزمن أما سليمان السلطان - المهتم بالشأن الثقافي - فيرى بأن هناك فجوة بين الجيل المثقف القديم والجيل المثقف الجديد تعود إلى التغير الاجتماعي والفكري واختلاف الحالة الزمنية لكلاهما فالجيل السابق من المثقفين ينتمي للقديم في حين حدثت تغيرات كبيرة ومتسارعة شكلت منعطفاً كبيراً سواء على صعيد العولمة أو الحداثة النصية وجميع ذلك يستدعي أن يخضع الجيل القديم لهذا الزمن وبأن يحتضن الجيل الحديث بحكم خلفيته الثقافية في بناء المستقبل الثقافي والذي من يمثله هو الجيل الجديد من المثقفين فهم المستقبل ومن المهم احتضانه خاصة بأن الجيل القديم مخضرم ولديه التجربة التي يستطيع أن يقدمها. أما عن المشاركة في الحراك الثقافي بالشكل الجيد والمأمول من قبل جيل الشباب المثقف فيشير " السلطان لوجود الكثير من العقبات أما الجيل الجديد والتي أهمها تتمثل في العقبات المجتمعية والرقابة الأخرى كما لا يوجد احتضان حقيقي للجيل الجديد فليس من الواجب أن يتماهى الجيل القديم ولكن عليه أن يبادر لاحتضان الجيل الجديد، فمن الملاحظ وجود العلو في ذات المثقفين القدماء ويرون بأنهم الأفضل والمركز الذي لابد أن تدور حوله الأجيال الجديدة ولكن ذلك غير حقيقي فالجيل الجديد يتفوق بانتماء لهذا العصر فهو استشراف لهذا العصر. يحدث العزوف من قبل الجيل المثقف الشاب عن المشاركة في الملاحق الثقافية عبر الصحف لأنه لايتواءم مع طرحه فالعوائق المختلفة تعيق دون مشاركته على الرغم من قدرته على فتح ذراعية بشرط أن لا يخضع إلى منظورة هذه الملاحق فالمثقف الجديد لديه منظومته الخاصة التي من حقه أن يمارسها وأن يطرحها فلم تعد المشاركة مغرية فالتسويق والشهرة أرما جيد ولكن لم تعد الشيء الذي يبحث عنه المثقف الشاب فإذا كانت هذه القنوات لاتوفر المساحة المتاحة فالرجوع لقنوات أكثر اتساعا أفضل.. رافضا وصفها بعدم الرسمية .