فضلا شاركوني قراءة هذه الفقرة من خبر نشرته إحدى الصحف يوم أمس: وضعت جمعية الثقافة والفنون منسوبيها والعاملين بها أمام خيارين أحلاهما مر بعد اجتماع التقشف الذي عقدته مع مديري الفروع الخميس الماضي، ونتج عنه الوصول إلى حلين لتجاوز الأزمة المالية التي تمر بها، إما تقليص عدد العاملين بالجمعية وفروعها وإلغاء ودمج عدد من الوظائف، أو الرضوخ لخصم 50% من رواتب ومكافآت العاملين إلى أن تنفرج الأزمة. ما هو شعوركم بعد قراءة تلك الفقرة؟ هل شعرتم مثلي بالحزن أم أن لكم رأيا آخر؟ قبل أيام قريبة جمعتنا مناسبة مع مجموعة من المهتمين بشؤون الثقافة والفنون كان من ضمنهم الصديق الجميل أحمد الملا مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام وعندما سألته عما يدور في الجمعية عموما بعد أن تسلمها صديق الجميع الأستاذ سلطان البازعي، وما يدور في فرع الدمام، راح أحمد يشرح برنامجا طموحا ومتجاوزا لكل الأفكار التقليدية في المضمون والرسالة والأهداف، أجزم أن من يسمعه سيحترم كثيرا مثل هذه الأفكار وسوف يسخر كل الإمكانات من أجل تحويلها إلى حقيقة. وعندما سألت أحمد كيف سيتدبر ميزانية برنامج كهذا شرح لي المعاناة الشديدة والحرج الذي يواجهه وزملاؤه في تدبير الدعم المالي لأن الميزانية المخصصة للفرع (ومثله باقي الفروع) لا تكفي لتنفيذ فعاليتين أو ثلاث بمستوى معقول. الحقيقة أنه يصعب على أي أحد استيعاب هذا التقتير المخجل على مرافق تعتني بالثقافة والفنون، يعمل فيها أشخاص بشكل أقرب إلى التطوع، لا يريدون سوى تنفيذ أحلامهم ومشاريعهم وأفكارهم المتصلة بشأننا الفني والثقافي. لقد استبشرنا خيرا عندما تولى إدارة الجمعية الأستاذ سلطان البازعي لأنه شخصية تحظى بثقة واحترام وتقدير الوسط الثقافي بكل درجات طيفه واختلاف اهتماماته، وظننا أن الجهة المسؤولة عن تمويل الجمعية ستدعمه وتنتشلها من الوضع المالي المخجل الذي تعيشه لينعكس ذلك على بقية فروعها في مناطق المملكة، إلا أن الوضع استمر من سيئ إلى أسوأ. إننا نصرف مئات المليارات على كل شيء، أفلا تستحق جمعية الثقافة والفنون بكل رمزيتها وتأريخها قدرا يسيرا من المال الذي يسيل في كل القنوات والمسارب بغزارة غير مسبوقة؟. هل ازدرينا الثقافة والفنون إلى حد الوصول إلى الخيارين المخجلين المذكورين في الخبر؟؟