أوضحت عدد من التروبويات أن محاربة الأفكار الضالة لدى الطالبات والطلاب تتمثل في تعزيز الانتماء الوطني في المناهج الدراسية، فضلا عن تعريفهم بالوسطية في الإسلام واستغلال وسائط التواصل الاجتماعي لنشر التوعية في نفوس النشء إضافة إلى المحاضرات والندوات الخاصة بالتوعية في المدارس. وأجمعت التربويات على أن التعليم يعد أحد الركائز المهمة في بناء شخصية الإنسان منذ مراحل الطفولة ومرورا بالمراهقة حيث تكون أفكاره غضة ويمكن غرس أي مفاهيم بسهولة داخلها لذا يقع على التعليم عبء كبير في درء المفاهيم الخاطئة والأفكار الضالة، داعيات إلى ضرورة تحصين الأجيال من خلال منهج الوسطية. وفي هذا السياق، دعت مها باوزير (مستشارة تعليمية) تعزيز الانتماء الوطني في المناهج الدراسية كما يجب أن يخصص جزء كبير في المناهج لتعزيز منهج الوسطية في الإسلام. كما دعت إلى تخصيص منهج يتعامل مع نفسيات الطلاب والطالبات في جميع المراحل وتبيان خطورة الأفكار الضالة، كما أنه من الضروري أن يكون اختيار المعلمين والمعلمات على أساس صحيح بحيث يكونون سليمين من الناحية النفسية ولا تكون لهم ممارسات خاطئة أو أفكار غير صحيحة لأنها سوف تنعكس على الطلاب بشكل تلقائي. وقالت سعاد الحركان مديرة وصاحبة مدرسة خاصة: ليست المدرسة هي المسؤول الوحيد عن توضيح الفكرة الصحيحة عن الإرهاب وأصحاب الضلالات ولكن هناك مسؤولية تقع على المنزل والمسجد والإعلام خاصة بعد انتشار الكم الهائل من القنوات الفضائية ومواقع التواصل والتغريدات فعلى كل جهة القيام بدورها لنمحو هذا الفكر الضال. مؤكدة أن أكثر فئة معرضة لخطر التأثر بالفكر الضال هم طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية لأنهم ينقادون وراء عواطفهم وليس عقولهم. وقالت رابحة عطار (مديرة مدرسة): من المهم لدحض فكر الإرهاب والأفكار الضالة والمنحرفة نشر الوعي بين الطلاب والطالبات في جميع المراحل الدراسية وأن نرسخ في نفوسهم مبدأ الوسطية في كل تعاملاتنا اليومية. وترى مساعدة مدير إدارة الإعلام التربوي بتعليم مكةالمكرمة ناديه جاها أن للمؤسسات التربوية دورا كبيرا في محاربة الفكر المتطرف ونشر الوسطية والاعتدال من خلال القدوة في السلوك والرؤية والمنظور التربوي وذلك بانتهاج أسلوب الوعي والتوعية بفتح قنوات الحوار بين التربويين والطلاب. وترى جاها أن الحوار الواعي المستمد أصوله من منبع الشريعة الإسلامية والذي يعتمد على أصول الحوار البناء ويحترم كل الآراء ويناقشها بوعي. وتضيف جاها أن جميع التربويين في المؤسسات التربوية مطالبون بالتصدي لكل أنواع الانحراف الفكري.. ولكل أشكاله.. ليس بالمحاضرات والندوات ومناشط الحوار المختلفة فقط.. وإنما أيضا بتوظيف كل الوسائل المتاحة والتي من شأنها أن توطد العلاقة الإيجابية بين التربويين وطلابهم كوسائل الإعلام الجديد. وتقول مديرة إدارة التوعية الإسلامية بتعليم مكةالمكرمة عائشة الزهراني إن النشء أمانة في يد المربي وهم ثروة المجتمع الغالية وذخرها الثمين ولقد رسم النبي صلى الله عليه وسلم منهجا واضحا للتربية في وصايا وجهها لناشئة الأمة الإسلامية من خلال تلمس احتياجاتهم ومشكلاتهم بالقدوة الحسنة.