• حتى وإن حتم موعد تسليم هذا المقال كتابته قبل معرفة نتيجة لقاء الحسم لتحديد من ظفر بلقب بطولة دوري زين للمحترفين في المباراة التي جمعت بين فريقي الأهلي والشباب مساء السبت الماضي على ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة. •• إلا أن ما يحتم حرصي هو الكتابة عن بطلي دوري زين للمحترفين لهذا الموسم (الأهلي و الشباب) بصرف النظر عن الفريق الذي ظفر باللقب لهذه البطولة، وعندما أصفهما بالبطلين فما أنا إلا من بين الملايين في الوسط الرياضي السعودي ممن تابعوا واستمتعوا وانبهروا بما ظل يقدمه كل فريق من بذل وإصرار وروح تنافسية متناهية القوة والعزيمة والطموح. وتشبثهما بقمتي الترتيب في سلم جدول المنافسة حتى الجولة ال 25 أي الجولة التي سبقت آخر جولات البطولة في ركض محتدم دون أن يتنازل فريق الشباب عن الصدارة أو فريق الأهلي عن الوصافة وبفارق نقطي ظل يتراوح بين نقطة ونقطتين وهذا ما لا يمكن إنجازه لو لم يمتلك هذان الفريقان كل مقومات وأدوات وركائز العمل الجاد والمجود وفق تخطيط مصاغ من معين الفكر الناضج ومخزون الخبرة المواكب لدعم وتفعيل وترجمة برامج هذا التخطيط العام وما يتضمنه من خطط مزمنة، وغير مرتجلة ودعمها بما هو محدد ونوعي من الاحتياجات الكفيلة بتحيق أهداف كل خطة وبرامجها وتسيير كل ما سبق من خلال رسالة ورؤية حكيمتين ومحكمتين (هذه حقيقة وليست إنشاء)، وفوق ما يعززها من الشواهد العلمية والتطبيقية في أكثر من مجال من المجالات التي بلغت الريادة من خلال العمل بمتطلبات الجودة الشاملة، كما أن من بين هذه المجالات المجال الرياضي وتحديدا لعبة كرة القدم، ولكن ليس هنا، بل في دول العالم الغربي التي من أوج ما بلغته من سر وسحر وإبهار هذه اللعبة أصبح مجرد الاستشهاد ولو بأبسط هذه الدول في هم رياضي يعنينا نجد هذا الاستشهاد يصعق بعبارة : «نحن أين وهم أين»، وسيمتد بنا ومعنا هذا الواقع ما لم تتخلص رياضتنا من الارتجال والدوران في نفس المساحة، وتدوير نفس الوجوه وهدر المال والجهد والسنين، مع أننا نمتلك في بعض أنديتنا من برهن على جني الحصاد المثمر وفق ما ذكر من معايير الريادة والتجويد والجودة. •• الأهلي والشباب أو الشباب والأهلي لم يكن منجزهما الرياضي البطولي الذي منحا من خلاله الدوري ما لم يسبق لسواهما تحقيقه من الإثارة بين فريقين على كسب اللقب حتى آخر جولة لم يسبق كهذا على مستوى دورينا إلا هذا الموسم، أقول لم يكن هذا المنجز الرائد وليد هذا الموسم بقدر ما هو حصاد وعمل كبير ونوعي ظل يقدم طوال مواسم رياضية خلت، ولأن عملهما كان وفق ما ذكر كانت الثقة بالله ثم بجدوى وجودة السعي نحو الهدف مؤكدة دون الاكتراث بمن يحقق بطولات خاطفة بواسطة الاتكاء على العامل المادي فقط فمثل هذا التحليق ليس له ثبات، فلنفخر ونعتز بهذين البطلين ونبارك من الأعماق لكل من له الفضل بعد الله في ريادة هذين الفريقين. والله من وراء القصد. *تأمل: وذي عادة القناص يصبر على القصا يشيل الحمول اللي ثقيلات وخفاف. فاكس : 6923348