علمتنا كرة القدم أن الذي يولد على ميادينها كبيرا لا يمكن له أن يصغر حتى وإن تعثرت أقدامه في زحمة الصعاب فهذه العثرات لن تزيده إلا شموخا كما أنها لن تكون أكثر من حافز يعيده إلى حيث كان . - على صعيد الرياضة السعودية هنالك كبار تمسكوا بقيمتهم وحافظوا عليها وإن قررت الاستشهاد بكبير فالكبير الذي يستحق وقفة المداد هو النصر فارس نجد هذا الفريق العملاق الذي مهما غيبته الظروف أو عانده الحظ إلا أنه لا يزال يسير بثبات يعمل ويجتهد ويكرر محاولاته لكي يكسر حواجز الغياب بعودة حقيقية تسعد بها تلك الجماهير الغفيرة التي تسانده من لقاء إلى لقاء ومن مناسبة إلى أخرى دونما تهتم لا بنتيجة فوز ولا بحصيلة حدث كون المهم المقتبس من المدرجات الصفراء يعطي دلالاته على أن حب النصر والانتماء لشعاره لا يتمرحل بقدرما هو حالة خاصة تتفرد بروعتها . - سنوات ونحن نبحث مع جمهور الشمس عن فارس الميدان ننقب هنا ونفتش هناك فيما تأتي النتيجة النهائية لتحسم كل المحاولات لتضع النصر الكبير خارج سرب البطولات . - حدث هذا طيلة السنوات الماضية أما في المواسم الأخيرة وبالتحديد في خضم حضور الأمير فيصل بن تركي وإدارته فالذي نراه من شرفة الحياد ليس إلا تأكيد واضح المعالم على أن النصر الكبير قادم وعندما نقول النصر قادم ففي طيات العمل الإداري والفني الحالي ما يجعلنا أكثر اعتقادا بهكذا تصور فالنصر بات يؤسس لعمل محترف لا يقف على حدث ولا يستهدف مناسبة وإنما عمل شمولي قرأت في تفاصيله الكثير ولا زلت أقرأ الأكثر . - نصر مرحلة اليوم لا يشبه نصر مرحلة الانكسارات لا من حيث الإصرار الإداري والفني ولا من حيث الطموح والغاية ولا من حيث حجم المصروف عليه وكل هذه المتغيرات التي طرأت على واقع المشهد النصراوي هي بالتأكيد نقطة أولية في مسيرة البناء والعمل وطالما أن الإدارة النصراوية تعمل وتعمل ولا تكترث بالإحباط فمن الطبيعي أن يكتمل هذا البناء المنشود وتعود البطولات لتعزف لنا لحن الفارس وغنوته الأنيقة على مساحات العشب الأخضر قبل أن تعزفها في مدرجات تزداد جمالا بالنصر ولونه وجمهوره . - والله واحشني زمانك يا نصر .. هكذا هي العبارة التي تتردد على شفاه النصراويين كبيرا وصغيرا فهل بعد تكرار هذه العبارة الحزائنية سنجد الفرصة وقد سنحت لاستعادة الزمن النصراوي الجميل ؟ - لا أعلم الإجابة لكنني مع من يؤمن بأهمية قوة النصر ودورها المؤثر في تركيبة الكرة السعودية أتمنى وأحلم أن تكون المراحل القادمة مشروعا حيويا يستفيق فيه ومن خلاله فارس نجد على قمة البطولات كل البطولات وليس بعضها . - هذا الذي أتمناه أما الذين يصنفون الناس بمعيار الميول التعصبي الفاضح فلن أهتم بهم كون الاهتمام بمثل هؤلاء نقص في العقل وسلامتكم .