نفى العقيد خالد الجهني المتحدث باسم الدفاع المدني ما تردد بأن الفندق المنكوب لا يتمتع بوسائل السلامة، مؤكدا ل«عكاظ»أنه يتمتع بجميع وسائل السلامة المقررة من إطفاء ذاتي إلى جرس إنذار إلى سلالم طوارئ، ومشددا على أن جميع فنادق المنطقة المركزية وبالتعاون مع هيئة تطوير المدينة لا تتم إجازتها إلا بعد تنفيذها لهذه الاشتراطات. كما نفى العقيد الجهني ما تردد عن تأخر الدفاع المدني في مباشرة الحادث، موضحا أن مركز الدفاع المدني يقع أمام الفندق مباشرة، وقد باشر الحريق فور حدوثه من خلال 18 فرقة عملت على إجلاء النزلاء الذين يصل عددهم إلى 700 زائر من جنسيات مختلفة. وبين أن كثافة الدخان هي السبب الرئيس في ارتفاع عدد حالات الإصابة والوفيات، إضافة إلى أن الحريق وقع أثناء نوم الزوار، مما أدى الى صعوبة الموقف باستنشاقهم الدخان المميت. وأفاد العقيد الجهني أن الزوار تم نقلهم إلى فنادق مجاورة ويحظون بالرعاية والاهتمام بتوجيه من سمو أمير المنطقة، مشيرا إلى أن التحقيقات ماتزال جارية من خلال لجنة تعقد اجتماعات متتالية، بعد أن قامت برفع جميع مخلفات الحادث للخروج بنتائج أكيدة عن أسبابه، مضيفا أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحريق بسبب تماس كهربائي. وعلمت «عكاظ» من مصادرها أن الحريق وقع نتيجة شرارة نتجت عن منشار كهربائي لأعمال نجارة في الطابق الأول بالفندق، وقد وقعت تلك الشرارة على الكنب الموجود في صالة الاستقبال، وهو ما أدى إلى اشتعال النيران وانتشار الدخان وتصاعده حتى الطابق العاشر. وكان عدد من النزلاء الذين تم إخلاؤهم من الفندق قد تحدثوا ل«عكاظ» مشيرين إلى تعثر خروجهم من الفندق بشكل سريع لعدم وجود مخارج للطوارئ، مما دفع رجال الدفاع المدني إلى هدم أحد الجدران ونقلهم عبر ممر يصل بين الفندق المنكوب وآخر مجاور لتأمين خروجهم عبره. وقال كل من علي محمد ومحمد مصري (مصريان) إنهما تعرضا إلى حالات اختناق في ظل بحثهم عن منفذ داخل ممرات الفندق، فلم يجدا وسيلة سوى النزول من النوافذ عبر سلالم إنقاذ الدفاع المدني وتم إسعافهما إلى مستشفى الأنصار عن طريق كمامات الأكسجين. بدوره، قال محمد شيحة مدير إحدى شركات الحج والعمرة والذي تواجد بالفندق قبل وقوع الحريق، إن رجال الدفاع المدني لم يسارعوا إلى إخماد النيران مباشرة فور وصولهم، ولم يتداركوا كثافة الدخان التي استمرت لزمن أطول، مضيفا أنهم لا يمتلكون بعض الأدوات الضرورية في مثل هذه الحالات مثل الكشافات لمساعدة النزلاء في البحث عن ممتلكاتهم المفقودة بعد إخلائهم.