روى ناجون من كارثة حريق فندق المدينة ظهر أمس الأول ل «اليوم» لحظات الرعب والهلع التي عاشوها أثناء احتراق المبنى، وهم بداخله يصارعون فراق الحياة والنجاة من موت محقق أثناء تطاول ألسنة اللهب أمام أعينهم. في الأثناء، كشف الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة المدينةالمنورة العقيد خالد الجهني ل «اليوم» عن قيام خبراء أمنيين من الدفاع المدني والشرطة على إعداد تقرير مفصل عن حادثة الحريق، بعد شروع فريق أمني متخصص من الأدلة الجنائية يعمل على رفع آثار المواد المحترقة في الفندق، ومعرفة مسببات الحريق الذي اندلع أمس الأول، وأثار الذعر بين المعتمرين، ونجاة مئات المعتمرين من الدخان الكثيف الذي تسبب في إصابة العشرات منهم، ورفعه بعد اعتماده للأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة. بين العقيد الجهني أنه حسب توجيه سمو أمير المنطقة بإسكان المعتمرين الذين تم إخلاؤهم من الفندق، فقد تم تسكينهم بفندق الشاكرين بالمركزية الجنوبية، حيث تقوم كافة الأجهزة المعنية بتقديم الخدمات اللازمة لهم، كما يتواجد ضابط للتنسيق بين الأجهزة المعنيةوأوضح أن هناك توجيهات من مدير الدفاع المدني بمنطقة المدينةالمنورة باستمرارية التحقيقات، حيث أشارت الأولية منها للخبراء الأمنيين إلى التزام الفندق -الذي دخل الخدمة قبل سنتين- بكافة أنظمة السلامة الوقائية التي تفي بسلامة نزلاء الفندق، ووجود مهبط للطائرات أعلاه، وتهيئة ممرات، ومداخل طوارئ، إضافة إلى أن أجهزة الإنذار تعمل بشكل جيد، وهي التي أسهمت في التنبيه من الدخان المكتشف نتيجة الحريق المندلع، والتقليل من الخسائر في الأرواح. ولفت العقيد الجهني إلى أن الفرق التفتيشية التابعة لإدارة الدفاع المدني بالمنطقة تعمل وبشكل دوري على التفتيش على كافة الفنادق المحيطة بالمنطقة المركزية بالحرم النبوي، وتقيم مدى التزامها، واتخاذ ما يلزم تجاه المخالف منها وفق الأنظمة المتبعة بذلك. وعن آخر التطورات في الحادثة أفاد الناطق الإعلامي بأنه -وبفضل من الله- تم خروج جميع المصابين بعد إعطائهم العلاج اللازم بصحة جيدة، ولم يتبق سوى حالة واحدة فقط لمعتمرة من الجنسية التركية منومة في مستشفى الدار، كما تم التعرف على10من المتوفين من قبل ذويهم وهم، معتمرة من الجنسية الجزائرية، ومعتمر من الجنسية البريطانية، وثمانية متوفين من الجنسية المصرية، وما زال هناك ثلاثة متوفين مجهولي الهوية، ويتواجد ضابط التحقيق في مستشفى الملك فهد لمساعدة الأسر على التعرف على المتوفين، وإنهاء الإجراءات النظامية في مثل هذه الحالات. وبين العقيد الجهني أنه حسب توجيه سمو أمير منطقة المدينةالمنورة باسكان المعتمرين الذين تم إخلاؤهم من الفندق، فقد تم تسكينهم بفندق الشاكرين بالمركزية الجنوبية، حيث تقوم كافة الأجهزة المعنية بتقديم الخدمات اللازمة لهم، كما يتواجد ضابط في الموقع للتنسيق بين الأجهزة المعنية. وكانت الجهات الأمنية والحكومية بمنطقة المدينةالمنورة استنفرت كافة طواقمها بعد تلقي غرفة عمليات الدفاع المدني في الساعة 2.33 ظهر السبت بلاغًا عن حريق بأحد الفنادق المحيطة بالمنطقة المركزية للحرم النبوي، يقطنه عدد كبير من المعتمرين، توجهت على إثره عدد من فرق إنقاذ وإطفاء. وكان الحريق الذي اندلع بفندق إشراق المدينة بالمنطقة المركزية بالحرم النبوي استدعى استنفار الجهات الأمنية والحكومية بمنطقة المدينةالمنورة وحظي بمتابعة مستمرة على مدار الساعة من قبل سمو أمير المنطقة الأمير فيصل بن سلمان بعد أن تلقت غرفة عمليات الدفاع المدني البلاغ عن حريق بأحد الفنادق يقطنه عدد كبير من المعتمرين، توجهت على إثره عدد من فرق إنقاذ وإطفاء، الأمر الذي أدى الى مضاعفة فرق التدخل السريع وفرق إنقاذ وإطفاء يفوق عددها 15 فرقة، بها أكثر من 110رجال أمن وإنقاذ وإطفاء، واستدعاء فرق مساندة وذلك للسيطرة على الحريق الذي تواصل حتى مساء البارحة. وكانت الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة قد أعلنت حالة الطواريء واستقبلت ما يقارب 130حالة إصابة عبر خطة طواريء اعتمدت من مدير الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة، وتوزيع المصابين الذين تم نقلهم من حادثة الحريق الى عدة مستشفيات حكومية وخاصة، وحصرهم بشكل يضمن التحقق من هويتهم وسلامتهم وفق آلية بالتنسيق مع البعثات العربية، حيث إن أغلب المصابين الذين تم إخضاعهم لخطة علاجية تضمن سلامتهم من جنسيات مصرية، وباكستانية، وتم إيصالهم إلى ذويهم بالتنسيق مع بعثاتهم، حيث إن جميعهم من المعتمرين القاصدين الحرم النبوي بغرض الزيارة، وإكمال مناسك العمرة بعد زيارتهم الحرم المكي الأسبوع الماضي، وسيتم جدولتهم وفقًا لرحلاتهم، والعودة إلى ديارهم سالمين معافين. 5 مجهولين بين متوفي حادث الحريق اليوم - المدينةالمنورة تعمل الجهات المختصة في المدينةالمنورة على الكشف عن هويات خمس جثث من المتوفين في حريق فندق المدينة، وذلك بعد تعذر التعرف عليهم، وتم التأكد من هوية ثمانية متوفين وهم: طاهر سيد عواد (مصري)، عبدالرحمن محمود (مصري)، تسنيم محمود علي (مصرية)، توحيدة عايد محمد (مصرية)، هدى أحمد علي (مصرية)، مريم احمد علي (مصرية)، بقدومي فاطمة (جزائرية)، يوسف بسم الله (بريطاني). معتمر ماليزي وزوجته ينتظران استلام حقائبهما شهود عيان ل«اليوم»: سقوط العشرات بممرات الفندق أرعبنا سلطان الحربي - المدينةالمنورة روى عدد من النزلاء المصريين الناجين من حادثة حريق فندق اشراق المدينة ل"اليوم" ما حدث داخل اروقة الفندق وما جرى لحظة الحادثة، حيث تنافر الجميع وازدحم النزلاء على السلالم في مشهد مروع، حُمل فيه كبار السن والأطفال، وتمت الاستعانة ب«الشراشف» حفاظاً على سلامتهم وعدم استنشاقهم الدخان. في البداية، أوضح المعتمر المصري محمد ابراهيم، من محافظة قنا المصرية، أن الحادثة أصابته في ذويه (الموتى) من الأطفال وكبار السن، وقال: "بدأت الحادثة بعد الساعة الثانية ظهراً، واستشعرنا برائحة دخان الحريق، ودق جرس الانذار فركضنا جميعا وأخلى المعتمرون الغرف وهذا مما اسهم بشكل كبير في انقاذنا رغم اننا كنا نحمل اطفالنا على اكتافنا في منظر مؤثر مغطين رؤوسهم خشية استنشاقهم الدخان. وقال المعتمر المصري محمد ان زيارة سمو الامير فيصل بن سلمان امير منطقة المدينةالمنورة للفندق كان لها اثر كبير في نفوسنا اذ شعرنا بالاهتمام من ولاة الامر بنا كمعتمرين واننا امة واحدة تجمعنا اواصر المحبة والالفة والتعاون. لقد نجونا بأعجوبة إلهية رغم ضيق المكان والوقت في آن واحد. من جهته اوضح الحاج علي حسين من الجنسية الباكستانية انهم رأوا اثناء خروجهم من الفندق عشرات المعتمرين الذين سقطوا جراء استنشاقهم الدخان الكثيف، وتم انقاذ العديد منهم حتى تدخلت الفرق الاسعافية والدفاع المدني للموقع واخلاء جميع النزلاء. الى ذلك عبر عدد من النزلاء المصريين الناجين من حريق الحادث عن شكرهم لله تعالى على نجاتهم، مثمنين الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية التي باشرت الحريق. وأكد المعتمر عمر حيدر- احد الناجين- كنا في الغرف وعند حوالي الساعة الثانية ظهرا فوجئنا بتصاعد الدخان وانطلاق أجهزة الإنذار، ومن فضل الله علينا، اننا في ذلك الوقت كنا في الدور الأول من الفندق وقد غادرنا الفندق سريعا من غير صعوبات عن طريق السلالم والحمد لله الذي انجانا. من جانبه اضاف المعتمر احمد حاج: نحن تقريبا عشرة معتمرين من مجموعة واحدة، خرجنا ولله الحمد والمنة سالمين. وأجمع عدد كبير من المعتمرين المصريين على أن الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية في مباشرة الحريق، كانت واضحة وملموسة وسريعة، وأنهم يقدمون الشكر للجميع على الجهود التي بذلوها تجاه هذا الحادث الأليم. رحم الله من ماتوا وعجل الله بالشفاء التام للمصابين. وخلال تواجد "اليوم" بمستشفى الدار ومستشفى الولادة والاطفال اتضح ان المعتمرتين، التركية زكريا تخير طاهر (في العقد الخامس من عمرها) تعاني من ازمة قلبية بسبب الاختناق، واخرى مصرية (في العقد الثالث من عمرها) منومتان في العناية المركزة وأن حالتهما غير مستقرة. وقال احد اقارب ذوي المعتمرة التركية إن العناية الإلهية انقذتنا وانقذت اطفالنا وجزى الله الاشخاص المتطوعين ورجال الانقاذ الذين هبوا لنجدتنا. 15 فردا لم تسعفهم كثافة النيران للنجاة احد المصابين اثناء نقله الى سيارة الاسعاف مصاب: عائلة من 3 أفراد اختنقت داخل دورة مياه فاطمة العايد - المدينةالمنورة روى محمد جابر المهندس في احدى الشركات الكويتية، وهو أحد الناجين من الموت في الفندق المنكوب تفاصيل ما حدث، قائلاً: «عندما دقت أجراس الإنذار في الفندق معلنة كارثة محققة، هرعت مسرعاً لاستطلاع الأمر، لتجيب علي الادخنة المتصاعدة من الطوابق السفلية للفندق، فتأكدت من أن حريقاً ضخماً قد اندلع في فندقنا، لأسارع بإبعاد عائلتي عن الخطر، وبخاصة أن معنا كبار في السن، حيث اخرجتهم سريعاً خارج الفندق، ثم عدت لأساهم مع الدفاع المدني في انقاذ المصابين الذين علقوا في الأدوار العليا ينتظرون سبلا للنجاة». وتابع: «خلال إخلائي للمصابين، نقلت بنفسي ست جثث منهم أطفال، وفي إحدى المرات التي أنقل فيها المنكوبين، فتحت إحدى الغرف التي كانت تصدر منها أصوات استغاثة، فوجدت عائلة من ثلاثة أشخاص في دورة المياه بالغرفة لم يمهلهم القدر كثيراً فاختنقوا بالأدخنة المسمومة، وقد اتجهوا إلى دورة المياه طلباُ لهواء نقي ينقذهم إلا أن أجلهم كان أسرع». وانتقد جابر عدم وجود تجهيزات كافية للتجاوب السريع مع مثل هذه الكوارث، مبيناً أن توفير سلالم تصل للأدوار العليا لإنقاذ المصابين والمحتجزين تطلب المزيد من الوقت، ولو وجد في الوقت المناسب لتم إنقاذ أرواح كثيرة. المعتمر محمد مصطفى من قنا في مصر أثناء حمله حقائبه مع أفراد عائلته وأخيه الناجي المصري من الاختناق محمد مصطفى يتحدث ل"اليوم" رجال الدفاع المدني انتشروا بكثافة في الموقع