وقفت «عكاظ» صباح أمس على الفندق المنكوب حيث اندلع فيه الحريق ظهر أمس الأول والذي أودى بحياة 13 معتمرا من جنسيات مختلفة، وإصابة 130 آخرين، كان الموقع يعج بحراك غير طبيعي وتحديدا في بهو الفندق الذي أصبح أشبه بخلية نحل، عناصر أمنية من مختلف القطاعات من ضباط وأفراد تواجدوا منذ وقت مبكر للتحقيق في أسباب الحادث. وتحدث ل«عكاظ» عدد من المعتمرين الذين كتب الله لهم النجاة حيث وصفوا اللحظات التي عاشوها بين كثافة الدخان ب«اللحظات العصيبة» التي لن ينسوها ماداموا على قيد الحياة. بداية، تصف السيدة عايدة عبدالحافظ لحظة الحادث قائلة «كنا عائدين من صلاة الظهر للتو حيث أخذنا قسطا من الراحة في غرفتنا، وفجأة سمعنا دوي جرس الإنذار، وكان ذلك تحديدا عند الساعة الثالثة الإ ربع، بعدها فوجئنا بدخول الدخان علينا في الغرفة بكثافة، فسارعنا نتلمس الطريق هنا وهناك، دون أن نجد من ينقذنا حيث أصبح الفندق يضج بالصياح والعويل والاستغاثة». وتسترجع السيدة فاطمة ذكرى اللحظات القاسية «لم نر شيئا أمامنا، فالأنوار جميعها مطفأة.. لم نر إلا أنفسنا فيما المسعفون يحملوننا ولا ندري الأحياء من الأموات». سيدة أخرى تؤكد أن اللحظات العصيبة التي عاشتها لم تشهد مثلها من قبل، مؤكدة أنها رأت الموت أمام عينيها، وقالت والألم يعتصرها ودموع الحزن تغالبها إنها فقدت قريبتها الخمسينية (هادية) في هذا الحادث المؤلم، مشيرة إلى أن عزاءها فيها أنها توفيت شهيدة بإذن الله وفي المدينةالمنورة. أما السيدة زينب فتقول: نحن مجموعة تضم 27 شخصا من مصر، وفيما كنا مسترخين بعد الظهر فوجئنا بالدخان يدخل علينا مع الأبواب والنوافذ لحظتها لم نصدق ما حدث ومع فتح الأبواب ازدادت كثافة الدخان، طلبنا النجدة والاستغاثة ليأتي المنقذون ويطالبوننا بالخروج عن طريق سلالم الطؤارئ، وبالفعل تدافع الجميع نحو المخارج، حيث تم إسعافنا ونقلنا إلى المستشفى لنبلغ بوفاة إحدى قريباتنا. بدوره، قال السيد رضوان: الحمد لله أن كتب لنا حياة جديدة وأنقذنا رغم الخسائر في أرواح بعض من جاءوا معنا، والعزاء أنهم قضوا في هذه البقاع الطاهرة.. نسأله سبحانه وتعالى أن يتقبلهم شهداء ويشملهم برحمته ومغفرته. وأضاف: رأيت بعض النزلاء يقفزون من النوافذ خوفا من الدخان، ولكن نداءات الدفاع المدني هدأت من الوضع حتى تم إنزالهم بالسلالم.