شارك سكان حي الرصيفة غرب العاصمة المقدسة بفعالية في إنقاذ سكان البناية التي احترقت أمس الأول، وهم سيدة وأطفالها الخمسة وشقيقتها. وأبدى سكان الحي إعجابهم الكبير بشجاعة الأم وهي تلقي بأطفالها من علو أربعة طوابق إلى أيديهم التي كانت تتلقفهم واحدا تلوا الأخر، وذلك بعد أن حاصرتهم النيران وتعثر عليهم الخروج عبر السلالم. وقال عبدالرحمن مالي، أحد سكان الحي، ل «الشرق» :» كنا نجلس في إحدى الزاويا عندما انتشرت فجأة سحب من الدخان من إحدى العمارات، فانطلقت ومعي ثلاثة من شبان الحي نحوها بعد أن تعالت أصوات الاستغاثة، وعندما وصلنا كانت النيران قد تصاعدت من المبنى فحاولنا الدخول، إلا أن إحدى السيدات صرخت فينا من إحدى النوافذ وطلبت منا إحضار بعض البطانيات والكراتين على وجه السرعة، ووضعها أسفل النافذة التي تطل منها». وأضاف: «جلبنا بعض البطانيات من منزلي القريب، كذلك بعض الكراتين من البقالات المنتشرة في الشارع ووضعناها تحت النافذة، ففاجأتنا السيدة وبكل رباطة جأش وهي تلقي بطفل نحونا فالتقطاناه بواسطة البطانيات وأرسلناه على الفور إلى أقرب مستشفى، قبل أن تفاجئنا بأربعة أطفال آخرين، وبحمد الله أنجزنا المهمة بكل نجاح وسط دهشتنا جميعا». وأضاف أنس عبدالرحمن ل «الشرق» أن السيدة طلبت منا التريث حيث لم يتبق إلا وهي وشقيقتها التي استعدت للقفز فخفنا أن تسقط منا حيث كانت أكبر من الأطفال ولكنها هبطت بسلام. وقبل أن تلقي السيدة بنفسها كان رجال الدفاع المدني قد وصلوا المكان وأقنعوها بالتريث، وتمكنوا من الدخول للمنزل والوصول إليها وإنقاذها.