يصل بن سلمان تعازي خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، والنائب الثاني، إلى أسر ضحايا حريق فندق المدينة، لدى تقديمه العزاء أمس بمقر إقامتهم في أحد الفنادق. وفيما كشف القنصل العام المصري في جدة عادل الألفي ارتفاع الوفيات بين المصريين إلى 9 حالات، من أصل 13، بينهم جزائريان، وبريطاني، وآخر مجهول، زار الأمير فيصل آخر الحالات المصابة في مستشفى الملك فهد، من أصل 123 مصابا. وعلمت "الوطن" من مصادر مطلعة على سير التحقيق أمس، أن تكدس "مراتب الإسفنج" وأغطية النوم ببعض الغرف، وسوء تخزين أدوات بلاستيكية، فاقما الحريق، وزادا الأدخنة، إلى جانب تدافع نحو 700 نزيل بعد سماع الإنذار الذي عمل متأخرا. وإلى جوار الصحابة وأمهات المؤمنين في "بقيع الغرقد"، فضل أهالي الضحايا، دفن أقاربهم.
"حريق المدينة".. سوء التخزين وضعف التهوية خنقا "شهداء إشراق" أكد الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني في منطقة المدينةالمنورة العقيد خالد مبارك الجهني ل"الوطن"، أن الأدلة الجنائية وفرق التحقيق لا زالت تواصل أعمالها في موقع حادث حريق فندق إشراق بمركزية الحرم الشريف بالمدينةالمنورة أول من أمس، مشيرا إلى أن مقتضيات التحقيق تتطلب إجراءات احترازية تقضي بعدم السماح بدخول الفندق نظرا لوجود جهات التحقيق التي لم تنه أعمالها حتى الآن. وفي الوقت الذي شدد فيه الجهني على أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الفندق لم يتجاوز عمره الزمني سنتين، وتتوفر به جميع اشتراطات السلامة، ولم ترصد جهات التحقيق حتى الآن أي مخالفة نظامية حول اشتراطات السلامة، علمت "الوطن" من مصادر مطلعة في لجان التحقيق أمس، أن تكدس بعض "الإسفنج" وأغطية النوم في أدراج خشبية ببعض الغرف، إضافة إلى سوء تخزين بعض أدوات البلاستيك تسببا في زيادة اشتعال الحريق، وإنتاج أدخنة زادت من حالات الاختناق، مما تسبب في زيادة أعداد المصابين. وأوضحت أن كثرة نزلاء الفندق الذين وصلوا إلى نحو 700 شخص، تسببت في حدوث تدافع أثناء سماع النزلاء جرس الإنذار الذي لم يعمل سوى في وقت متأخر، إضافة إلى كثافة الأدخنة المتصاعدة من الحريق، التي قابلها ضعف في التهوية بسبب عدم فتح النزلاء لنوافذ الغرف الخاصة بهم أثناء الحريق. الجهني أكد أن مهبط مروحيات الإنقاذ في الفندق كان جاهزا ولم يتم استخدامه لعدم الحاجة، وأن الدفاع المدني أبلغ عمليات الهلال الأحمر بجاهزية مهبط الطائرات في أعلى الفندق، غير أن ظروف الإنقاذ أجبرت الطائرة على الهبوط في عرض الشارع المجاور للفندق المنكوب. من جهتها، رصدت "الوطن" أمس، وجود عدد من ممثلي الجهات الحكومية التي تباشر التحقيق في أسباب حادثة فندق إشراق المدينة، حيث ضربت القوات الأمنية طوقا محيطا بالموقع، ومنعت أي شخص من غير ممثلي جهات التحقيق، من الدخول، بما في ذلك الجهات الإعلامية. إلى ذلك، رأى رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية بالمدينةالمنورة عبدالغني الأنصاري، أن تطوير وسائل السلامة في المنطقة المركزية لا يتم إلا من خلال ربط غرف التحكم في الفنادق بالأجهزة الأمنية، إضافة إلى تدريب موظفي الأمن والسلامة في الفنادق بمعاهد الدفاع المدني والمرور، وكذلك إجراء اختبارات دورية لأجهزة السلامة في جميع الفنادق قبل دخول موسم العمرة بشهر وقبل دخول موسم الحج بشهرين. وطالب بتنفيذ برنامج إخلاء مرتين سنويا، ومنح موظفي الفنادق دورات متخصصة في الإسعافات الأولية، إضافة إلى إعادة تخطيط المنطقة المركزية وتوسعة الشوارع داخلها بشكل يسهل الحركة. فيصل بن سلمان ينقل تعازي القيادة لأسر الضحايا المدينةالمنورة: عبدالعزيز الحربي قدم أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، ظهر أمس، واجب العزاء لأسر شهداء حادث حريق فندق مركزية طيبة، إذ كان في استقباله بمقر العزاء بفندق دار الشاكرين نائب القنصل العام المصري محمد برهان، وعدد من أعضاء القنصلية المصرية، وممثل الجالية بالمدينةالمنورة، وعدد من أقارب المتوفين. ونقل أمير منطقة المدينةالمنورة، لأسر شهداء الحريق تعازي خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، والنائب الثاني، كما عبر لهم عن خالص تعازيه ووقوفه إلى جانب ذوي المتوفين في هذا المصاب الجلل، سائلا المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتغمد المتوفين بواسع رحمة وغفرانه. كما زار الأمير فيصل بن سلمان المصابين في مستشفى الملك فهد بالمدينةالمنورة، واطمأن على حالة إحدى المصابات في حادث الحريق، إذ ما زالت تتلقى الرعاية الطبية بالمستشفى، واستمع لشرح عن تطور الحالة الصحية للمصابة من الأطباء المشرفين على حالتها، لأنها تعدّ آخر حالات الإصابة التي ما زالت تتلقى العلاج، بعد خروج جميع المصابين من المستشفى بحمد الله، وبعد تلقيهم الرعاية اللازمة والاطمئنان على سلامتهم، ووجه المشرفين على علاجها بتقديم كافة سبل العناية الطبية اللازمة حتى خروجها من المستشفى. "بقيع الغرقد" يحتضن رفات الشهداء المدينةالمنورة: عبدالعزيز الحربي إلى جوار آلاف الصحابة وعدد من أمهات المؤمنين، كان نصيب شهداء حادثة "إشراق المدينة" أن يدفنوا في المقبرة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإن جبريل أتاني، فأجبته، فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم"، مقبرة كانت الجنائز تسير إليها من كل مكان؛ كي تنال شرف الدفن فيها، هي أقرب الأماكن إلى المسجد النبوي، خط مباشر فتحته الجهات المصرية المختصة مع أهالي الشهداء؛ من أجل نقل من يريد تسلم جثمان أقاربه إلى مصر، ولكن كافة أهالي الشهداء فضلوا أن يحتضن "البقيع" أجساد شهدائهم التي قضت وهم بجوار بيت رسول الله، وحيث دفن أصحابه. وهذا ما أكده ل"الوطن" القنصل العام لمصر في جدة عادل الألفي، إذ أشار إلى أن أهالي ضحايا حادث حريق فندق المدينةالمنورة، وافقوا على دفن جثث ذويهم في المدينةالمنورة؛ مشيرا إلى أن اللجنة التي شكلتها القنصلية تقوم على استخراج شهادات الوفاة، وإنهاء إجراءات الدفن بأقصى سرعة. وأكد القنصل عادل الألفي، في تصريحات أمس، ارتفاع حالات وفاة المعتمرين المصريين في الحادث ليصل إلى 9 حالات من أصل 13 وفاة، بينهم جزائريون وبريطاني، وآخر مجهول الهوية لم يتم التعرف عليه. وأكد الألفي خروج جميع حالات الإصابة بين المصريين التي بلغت 61 حالة، كانت تتلقى العلاج بمستشفيات الملك فهد والأنصار بالمدينة، وهم الآن بصحة جيدة. وأضاف أن أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، أمر بنقل جميع النزلاء الذين لم يصابوا إلى فندق "الشاكرين"، مفيدا بأن القنصلية فتحت غرفة عمليات فور وقوع الحادث لفتح خطين أحدهما مع أهالي الضحايا في مصر، والأخرى مع الجهات الحكومية في المدينة لمعرفة آخر ما توصلت إليه التحقيقات وأعداد الضحايا من الجالية المصرية، وأشار القنصل إلى أن القنصلية نسقت مع طيران مصر لنقل المصابين الراغبين في العودة إلى بلادهم، وأن جميع المتوفين من الحريق سيتم الصلاة عليهم ودفنهم في مقبرة البقيع بالمدينةالمنورة، بحسب رغبة ذويهم الذين اتفقوا جميعا على عدم نقلهم لمصر ودفنهم في المدينةالمنورة. 120 مصابا غادروا مستشفيات طيبة المدينةالمنورة: سعد الحربي أكدت الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة أن عدد الوفيات جراء الحادث الذي نشب في فندق بالمنطقة المركزية بلغ 13 شخصا، وما تم استقباله في مستشفيات المدينة وصل إلى 123 حالة، وأن جميعهم خرجوا من المستشفى بعد تلقي العلاج اللازم، ولم يتبق سوى 3 مصابين في الحادث. وبينت الشؤون الصحية أن سبب إعلان أن عدد الوفيات بلغ 15 متوفى، يعود إلى أن مستشفى الميقات استقبل حالتين متوفاتين من جنسية مصرية أثناء إسعاف المصابين في الحادث، وتبين بعد ذلك أنهم ليس لهم علاقة بحادث الفندق، مما أحدث زيادة شخصين في المعلومات التي أعطيت لإمارة المنطقة عن أعداد المتوفين. وأوضح ل"الوطن" مدير الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور عبدالله الطايفي أن إدارة الأزمات نجحت في نقل المصابين وفرزهم حيث استقبل مستشفى الأنصار 123 حالة إضافة إلى 13 حالة متوفاة، وتم فرزهم وتوزيعهم على مستشفيات الملك فهد والولادة وأحد المستشفيات الخاصة، وكشف الطائفي عن استعانة الشؤون الصحية بإسعافات القطاع الخاص، حيث شارك عدد منها في فرق إدارة الأزمات، وأضاف الطايفي أنه خرج صباح أمس جميع الحالات المصابة ماعدا 3 حالات، اثنتان من جنسية مصرية، وسيدة من جنسية تركية، إحداها بحالة نفسية سيئة بسبب فقدانها لطفلين بالحريق، وأكد الدكتور عبدالله أن المتوفين من جنسيات مختلفة كان النصيب الأكبر منها للجنسية المصرية.
..والناجون من الحادث إلى "الشاكرين" المدينةالمنورة: سعد الحربي، عبدالعزيز الحربي أوضح مدير فرع وزارة الحج في منطقة المدينةالمنورة محمد عبدالرحمن البيجاوي، أن توجيهات صدرت من إمارة منطقة المدينةالمنورة، بإسكان كافة المعتمرين الذين تم إخلاؤهم من فندق إشراق الذي تعرض لحادث الحريق أول من أمس، إلى فندق الشاكرين؛ ليتمكنوا من استكمال فترة زيارتهم لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم. وقال في تصريح صحفي إلى"الوطن" أمس، إن فرع وزارته بالمدينة باشر تنفيذ زيارات ميدانية للمصابين في مختلف المستشفيات، إضافة إلى جولات ميدانية على المعتمرين الذين تم نقلهم للسكن البديل، والتأكد من كافة الخدمات المقدمة لهم، مشيرا إلى أن وزارة الحج فتحت خط تواصل مع شركات الطيران المحلية والعربية؛ للتنسيق في ترحيل نزلاء الفندق الراغبين في العودة. وأكد أن وزير الحج الدكتور بندر الحجار، وجّهه فور وقوع الحادث بتنفيذ توجيهات أمير منطقة المدينةالمنورة في نقل الحجاج الناجين من الحادث ومن تم علاجهم، وتقديم كل ما من شأنه التخفيف من مصابهم، مؤكدا أن إدارته قامت بالتأكد من حالة المصابين الذين سيغادرون إلى بلادهم، فيما تقوم بالإشراف مع الجهات الأخرى في متابعة مستجدات الحادث، وإجراءات دفن المتوفين في المدينة. من جهتها، أوضحت إدارة الدفاع المدني بمنطقة المدينةالمنورة في بيان صادر لها أمس، أنه تم التعرف على 10 من المتوفين من قبل ذويهم، وهم: معتمرة جزائرية، ومعتمر بريطاني، و8 من الجنسية المصرية، اثنان منهم أطفال وما زال 3 أشخاص مجهولي الهوية، إذ يوجد ضابط التحقيق في مستشفى الملك فهد لمساعدة الأسر على التعرف على المتوفين، وإنهاء الإجراءات النظامية في مثل هذه الحالات، مضيفا أنه وفقا لتوجيهات أمير منطقة المدينةالمنورة بإسكان المعتمرين الذين تم إخلاؤهم من الفندق، فقد تم تسكينهم بفندق بالمركزية الجنوبية،إذ تباشر كافة الأجهزة المعنية في تقديم الخدمات اللازمة لهم، ويوجد ضابط في الموقع؛ للتنسيق ما بين الأجهزة المعنية.