يوجه وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين ما يشبه التحذير بضرورة الاقتصاد في استهلاك المياه في الاستعمال المنزلي، وأن استهلاك الماء في المملكة تجاوز ضعف استهلاك الفرد في الاتحاد الأوروبي، وقد ذكر أرقاما لتأكيد مقولته عن الإسراف في استخدام الماء، فالإحصاءات تشير إلى الكميات المهولة المستخدمة فيصل الاستخدام إلى قرابة مليون صهريج (وايت ماء) حمولة (عشرة طن)، وأكثر من نصفها مياه محلاة من ماء البحر ولذلك يقولون إن زجاجة ماء محلاة تكلف أكثر من قيمتها بترولا، المياه المحلاة من ماء البحر مكلفة جدا وتظل محدودة الكمية، وتجرى محاولات عديدة الآن لاستخدام الطاقة الشمسية في محطات التحلية، وهناك محطة كبيرة للتحلية في المنطقة الشرقية تحت التشغيل، وهذا بلا شك سيخفض من التكلفة.. لكن الأهم من ذلك محدودية التلوث وعدم صدور أدخنة كربونية منها أثناء التشغيل. مياه الأمطار عندنا تمثل تقريبا نصف الاستهلاك من الآبار ومن السدود وتوفرها يعتمد جزئيا على سقوط الأمطار وامتلاء السدود، لكن الأكثر من مياه الآبار العميقة المتجمعة من آلاف السنين، وقد رأينا تناقصا ملحوظا في إنتاجها، خصوصا للزراعة، حيث يسرفون في السقيا ولا يستخدمون الطرق الحديثة التي توفر كثيرا في المياه وقد أثبتت إسرائيل ذلك في زراعة صحراء النقب رغم ندرة الماء فيها. ونحن في المملكة نواجه مشكلة كبيرة في توفر المياه بسبب التزايد السكاني الهائل والذي لا يلتفت إلى مخاطره العديدة، فائدة تنظيم النسل ليس فقط في تخفيض استخدام الماء بل له فوائد عديدة في الإسكان والتعليم والتنمية، فهل يتعظ القوم وتقام حملات لثقافة تنظيم النسل.