المملكة بلد صحراوي قليل الأمطار ومن أهم مشكلاته نقص المياه سواء للزراعة أو للاستخدام الآدمي، استطاعت مؤخرا التغلب على مشكلة نقص مياه الشرب بالتوسع في إنشاء محطات لتحلية مياه البحر وتكاد تكون هي الأولى في العالم في هذا المجال، وهي تستورد مكائن التحلية وقطع غيارها من الخارج بينما المفروض إقامة مشروعات لإنتاج محطات التحلية محليا للأهمية الاستراتيجية لوجودها وتوفرها محليا، والأغرب المؤلم أنه لا توجد كلية أو قسم لعلوم التحلية في واحدة من جامعاتنا الكبرى لتخريج مهندسين لتشغيل وصيانة المحطات الموجودة، وذلك كله يدخل في العيوب المخجلة للقادرين على التمام. ولغير مياه الشرب تعتمد المملكة على المياه الجوفية المستمدة من مياه الأمطار التي تسقط أحيانا غزيرة تجري منها سيول أو تتكون منها برك وقد تجمع منها واختزن في باطن الأرض على امتداد آلاف السنين ثم جاءت الزراعة بالآلات الحديثة في القمح وسواه لتستهلك أغلب المخزون الذي صار على عمق مئات الأمتار، أمطارنا الغزيرة تجري سيولا هادرة من الجبال إلى البحر وقد بنت الحكومة سدودا ضخمة على الوديان الكبيرة فحجزت خلفها كميات هائلة من المياه، أما الوديان المتوسطة والصغيرة فلا شيء يمنعها من الجريان إلى البحر جارفة أمامها ما يعترضها، كما حدث في وادي تمايا مؤخرا الذي سال مجراه من أمطار بعيدة فقطع طريقا مطروقا إلى رابغ وإلى بحرها، وتعرض البعض للغرق لأنهم لم يقدروا شدته وظنوا أنهم يستطيعون اجتيازه. وفكرة إنشاء «عقوم» صغيرة وعوائق ترابية أو اسمنتية كتلك التي تسد بها الشوارع تخفف من سرعة انحدار المياه وتبطئ من جريانها لتتسرب إلى باطن الأرض لتغذي الآبار هي فكرة جيدة. وقد قرأت أنهم في صحارى المغرب يعملون حفرا غير عميقة لتجميع مياه الأمطار لغرض تغذية الآبار، وفي الماضي كانوا يحفرون بركا في طريق الحج لتجميع مياه الأمطار لفائدة الحجاج، وليت جامعاتنا يدرسون ذلك ويطورونه، نحن في حاجة لكل قطرة مطر. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 157 مسافة ثم الرسالة