اعتبر خبيران لبنانيان أن المعارضة السورية حققت انتصارا واضحا في الجولة الأولى من جنيف2، إذ إنها أجبرت النظام على القبول بمقررات «جنيف 1» كأساس للتفاوض. وقال المحلل السياسي الدكتور عامر مشموشي ل«عكاظ» إن النظام لم يربح شيئا في الجولة الأولى معتبرا أنه خسر كل أوراقه بعد أن ذهب إلى جنيف لكي يماطل ويؤخر، محاولا تحويل المؤتمر إلى منتدى لمحاربة الإرهاب. وأضاف أن بمجرد موافقة النظام على هذه النقطة فقد حقق مطلب المعارضة الأساس وبالتالي فإن المعارضة نجحت على فريق الدولة لأنها أعلنت منذ البداية أنها ذاهبة إلى المؤتمر لتطبيق مقررات جنيف1 أي الحكومة الانتقالية بصلاحيات كاملة ولا مكان فيها لبشار الأسد. وأكد مشموشي أنه باعتراف النظام يكون قد خسر الجولة الأولى من التفاوض حتى ولو لم تؤد إلى نتائج ملموسة حتى الآن. وحول مستقبل المفاوضات قال مشموشي إن المعارضة أعلنت أنها ستعود للجولة المقبلة، وأنها ملتزمة بالموعد المحدد للعودة، فيما وفد النظام ظهر على أنه ليس صاحب قرار ولا يمكنه اتخاذ أي قرار دون الرجوع لدمشق أولا. من جهته، رأى استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد المصري، أن جنيف2 لن يقدم أو يؤخر شيئا في المشكلة السورية المتفاقمة ولكن بحسب تصور مجموعات الدول الكبرى في أمريكا وأوروبا فإن لقاء الفريقين سيكسر الجمود ولكنه لم يكسر جمودا ولم يغير أي شيء. وأعرب عن اعتقاده أن المعارضة كسبت هذه الجولة برأي المجموعة الأوروبية والأمريكية ولكنها لم تكسب شيئا على الأرض لأن النظام عنيد جدا حتى في تقديم المساعدات الإنسانية للمحاصرين في المناطق السورية، واستبعد أن يغير النظام من مواقفه، إذ إن أي تغيير سيفقده دوره ووجوده، بيد أن المعارضة نجحت في تكوين أرضية لدى الأوروبيين والأمريكيين في قبولها بالجلوس مع النظام، فيما خسر النظام الذي لا يملك أي فرصة للمناورة، بعدما تمترس خلف مواقفه المعلنة، وأصر على مواقفه وتعنته. وحول رؤيته للجولة المقبلة قال المصري إن النظام سيبقى متشددا إلى أقصى درجة إلى أن تغير روسيا موقفها منه، وهو أمر قد يبدو صعبا، وأعرب عن اعتقاده أن جنيف لن يتوصل إلى شيء، وقال: أعتقد أنه لن يحصل شيء باستثناء الموافقة على تقديم مساعدات إنسانية للمحاصرين في مناطق حمص وغيرها.