حل الدكتور عبدالعزيز السبيل البارحة ضيفا على أسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني، حيث ألقى محاضرة بعنوان (رؤية نقدية في نص قديم) بحضور مدير عام الأندية الأدبية سعود بن محمد والدكتور رضا عبيد ونخبة من المثقفين أدارها الناقد الدكتور سحمي الهاجري. الدكتور السبيل استهل محاضرته بقوله «رجعت لأبحاثي القديمة بحثا عن نص قديم ليكون موضوع هذه المسامرة الأدبية التي أتمنى أن تكون ماتعة، وقراءتي الليلة هي لنص من النصوص الشعرية القديمة وهو نص شعري يعرف الجميع انه من النصوص القديمة والحديثة في التعامل معها وهو من النصوص ذات الخلود الأبدي وأظن أننا قادرون على أن نتعامل معها بمعطيات جديدة، انه نص الشاعر مالك ابن الريب ورثائيته الشهيرة وهي القصيدة التي أخذها الناس على أنها قصيدة رثائية وأنها رثاء للنص». وأضاف «البحر الطويل يسيطر على اغلب القصائد الرثائية والقافية والروي وهذه القافية المقيدة التي هي مطلقة أيضا»، وزاد «ليس كل الرثاء صادقا وهذا ينسحب على كل القصائد التي ترتكز على الحالة النفسية ومنها قصيدة مالك ابن الريب». وأشار إلى أن من أهم النقاط في بنية هذه القصيدة العلاقة بين الشاعر والغضا الموجودة في مطلع الأبيات الثلاثة في القصيدة والتي تسيطر على مستهل القصيدة ومطلعها، والغضا هو الشيء الطري. وقال «الشاعر مالك ابن الريب لا يرثي نفسه في هذه القصيدة لكنه اليأس المرتبط بالبعد عن الغضا الرمز وعن المحبوبة والديار، والملاحظ دلالة التكرار نظرا لأن الشاعر في خراسان وهو يشتاق إلى محبوبته والغضا باعتباره رمزا وهو الفيء الذي يستظل به الشاعر وحيث النار التي يتحلق حولها». وأضاف «القصيدة تعبر عن البعد المكاني وبعد الشوق وبقية الأبيات تعبر عن حالة التنازع بين ديار الغضا وديار إقامته في خراسان»، وزاد «ابرز الثنائيات في القصيدة هي ثنائية الحياء والموت وثنائية الإحساس والجسد وثنائية الذكورة والأنوثة وأنها تحمل مفردات أنثوية وليست قصيدة مفككة كما يقرأها البعض ولكنها قصيدة قائمة على الوحدة المكانية»، مبينا «الغضا موجود في منطقة القصيم وسمي القصيم قصيما لأنه ينتج الغضا».