سليمان المرشد قارىء متابع لأفياء، يقرأ ما ينشر فيها أحيانا من مواضيع أدبية، خاصة ما كان يتعلق بالشعر، فهو كما يقول يحب الشعر ويحاول أن ينظم بعض القصائد، ومن شعرائه المفضلين غازي القصيبي، لأن شعر القصيبي حسب تعبيره، يحتوي غالبا على ملامح تمثل بيئة الجزيرة العربية وذلك ما يعطي لشعره هوية مستقلة تميزه عن غيره. وقد بعث هذا القارىء إلى أفياء هدية رائعة تمثل كتيبا صغيرا يضم عددا من القصائد المختارة للقصيبي صادرا عن المجلة العربية بعنوان (قصائد أعجبتنا من غازي القصيبي). والمختارات التي احتواها الكتيب جميلة فعلا، وهي هدية في غاية العذوبة، أشكر سليمان على هديته وأقول له إنها أوقعتني في حيرة، فكلما أردت انتخاب شيء منها للحديث حوله هنا، لم أستطع. كلها تلذ قراءتها وكلها تداعب المشاعر في صور مختلفة. أخيرا وجدت قصيدة شدتني أطول، (ليلة العودة) حيث يقرر الشاعر هجر الحبيبة والابتعاد عنها بلا سبب، أو لسبب لايريد إطلاعها عليه: لاتسألي لم ودعت المنى، ومضى يومي إلى غده المجهول مغتربا إلا أنه ما يلبث أن يقع في إسار الحزن الذي غالبا ما نقع فيه كلنا عندما يفرض الفراق وجوده على حياتنا فنجد أنفسنا، بلا إرادة منا نغرق في مقارنات موجعة بين ماض وحاضر! فنتألم لقسوة الأيام (ونأسى على ماض تولى): «بنت الربى الخضر، أخت الفجر، ملهمتي تدرين ؟ بعدك خضت اليأس واللهبا ما سرت من ظمئي إلا إلى قلقي كأن كل حنان الأرض قد نضبا وكنت أمس بقربي، نخلة نثرت على هجير حياتي الظل والرطبا وكنت شلال حب، ما شكوت ظمأ إلا أطل على دنياي وانسكبا». من مسلمات الحياة أن بعض الفراق مؤلم، حتى وإن كنا نحن الذين اخترناه وسعينا إليه. فحين يفترق الحبيبان يصير النهار ظلاما، والليل صقيعا، بعده ! الأفكار ممزقة، والكأس جافة، فلا رواء ولا حياة! هنا يثور الشاعر على انهزامه وضعفه فيقرر العودة، أيا كان السبب الذي دفع به إلى الابتعاد: بنت الربى الخضر، أخت الفجر، ملهمتي حطمت ذل قيودي، عدت منتصبا رجعت فاستقبليني، جبهة شمخت على الغبار، وقلبا بالهوى اصطخبا هاتي يديك، سنمشي في الدروب معا نواجه الناس، والأيام، والنوبا. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة