الكتابة فضاء واسع يحلق فيها الكل بطريقته، حيث يبدأ التحليق منذ الطفولة بأحلام تراود العقول ولا نعرف لها معنى، ومع تقدم الإنسان في العمر ومعرفة الذات، يدرك بأن لديه موهبة الكاتبة، فيبدأ بالدخول في هذا الفضاء. غفران الخلاقي طالبة في جامعة الملك عبدالعزيز، تمتلك موهبة الكتابة ولها مولف بعنوان (كن صديقي) تحدث عن تجربتها. وتقول إنها منذ الطفولة تنامت معها الموهبة حتى وصلت إلى هذة المرحلة. وتضيف: كثير منا وجد في الورقة والقلم حياة أخرى، لا شيء مستحيل ولا شيء صعب ولا شيء غير ممكن، الكتابة ساحة حرة لها قدرة عجيبة على إحياء الأرواح التي ملت الصمود وأنهكها الكتمان، فاختارت البقاء، ولعظم شأن الكتابة أجد نفسي فقيرة. من عشرة أعوام اكتشفت تلك الدنيا الساحرة الباذخة بكثير من الحياة، هي طريق سهل لترتقي مكانا في المجتمع، فقط تحتاج لأن تكون رقيقا صادقا شفافا. مشروع كتيب وعن تأثير متغيرات الحياة في كتاباتها تقول غفران: في حياتنا الكثير من المتغيرات، ولكنني وجدت في الكتابة بوابة عظيمة فتحت لي آفاقا نحو الأفضل. ذات يوم قررت صناعة مؤلف (مشروع كتيب)، حتى استفيد مما قد شعرت به في مدرسة الحياة العتيقة، ممزوجا بما تعلمته من الدورات والكتب المتخصصة في تطوير الذات، لقد كانت مجرد فكرة لتحقيق شيء لذاتي، بدأت برسم أعمال بسيطة في الكتيب للتسهيل على ذاكرة القارئ، واستحضار تلك الصورة المشابة لأحداث ومواقف في حياته الواقعية، لأهديه بعدها رسالة قصيرة في طولها عميقة في مرادها تحاكي ذاته، تخبره بأن جميع الأمور بخير، وترشده لطريق الصواب، وتهدي له عدسات جديدة تعرف له الأشياء بشكل آخر، بشكل يهبه مزيدا من الثقة والإصرار. ومن هنا صنعت لي الكتابة حلما صغيرا جميلا، بأن أنتسب إليها حتى أصبح الكاتبة المؤلفة غفران، حاولت بشتى الطرق البحث عمن يأخذ بيدي يرشدني ويوجهني، حتى تلاطمت بين قمم أمواج الآمال لتحقيق حلمي، فوجدت الكثير من العقبات والوعود الكاذبة. أسئلة حائرة الكتابة فتحت لغفران أبوابا أخرى منها التعبير، وأصبحت تقيم الدورات التدريبية في عمر السابعة عشرة، حيث بدأتها بالتغيير فكانت بمثابة الانطلاقة لتعطي الكثيرين أملا لحياة جديدة مليئة بالتحدي، ولأهدي نفسي آمالا جديدة حتى أتمكن من المتابعة والانطلاق بقوة. بعد هذه الانطلاقة، وجدت دعم من حولي بدءا بأهلي ومعلماتي وكل من تعرف علي، حيث يتنبؤون لي بمستقبل مشرق، ما جعلني أناضل للوصول إلى هدفي وأتجاوز التحديات وأنتظر بصبر ممسكة بيدي حلمي. ها هو العام الرابع يبدأ لكتابي، الذي اعتزل النور وتخبأ بين مقتنياتي القديمة القيمة، محافظا على بقايا أمل بذاك اليوم الذي يسمى «في ذات يوم»، بعد أن ارتفع بإعجاب الجميع له والتحمس لفكرته والوعود بالنجاح والتحقيق، ثم سقط بقوة قبيل الوصول للقمة، فمتى سأرى كتابي الصغير في الجيوب والحقائب، ومتى ستستخدم أفكاري لبناء المجتمع الذي أحلم به. ولا يزال الطموح في إحدى المؤسسات التي ستحمل هذه الشعلة لتضيء النور للمجتمع.