على الرغم من النظرة السلبية التي تشوب استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي، بإساءة التعامل معها من قبل البعض، إلا أن الإحصائيات والدراسات أثبتت فائدة كبيرة لهذه الوسائل، إذا استخدمت للغرض المطلوب، بعيدا عن أي استخدامات تخرج عن الهدف المنشود. وبات الفيس بوك وتويتر تحديدا الأكثر فائدة لدى الكثيرين، خاصة الفئات التي عرفت كيفية الاستفادة من تلك الوسائل في مجال عملها، أو الحصول من خلالها على الخدمات اللازمة أو على الأقل التواصل في النشاطات على اختلافها العلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. الأسرع للمعلومات وحسب نتائج الدراسة فإن وسائل التواصل الاجتماعي سجلت أكثر الطرق التي تنتقل بها الأخبار في الوقت الحالي، حيث يعتمد أكثر من 50% من الناس على المواقع الاجتماعية في معرفة الأخبار الجديدة، بالإضافة إلى أن 65% من الصحفيين والمحررين يعتمدون على فيسبوك وتويتر للحصول على الأخبار من خلالهما، كما تعتبر الشبكات الاجتماعية مصدر الأخبار لحوالي 27.8% من الأمريكيين بينما كانت نسبة الذين يعتمدون على الصحف اليومية في تناقل الأخبار هي 28.8%. مكافحة الإجرام ونجحت مواقع التواصل الاجتماعي في أن تكون بوابة للقبض ومقاضاة المجرمين، حيث أثبتت الكثير من الدراسات أن الولاياتالمتحدة استطاعت حل بعض الجرائم من خلال تتبع الحسابات الشخصية للمجرمين على مواقع التواصل الاجتماعي، ففي عام 2011 استطاعت شرطة نيويورك بتتبع موقع تويتر الخاص بأحد المجرمين الذي تفاخر بجرائمه عبر الموقع والقبض عليه من خلال المعلومات التي كان ينشرها على ملفه الشخصي. دراسة وأبحاث وأظهرت النتائج أن الاستخدام الهادف لوسائل التواصل الاجتماعي، نجح في أن استقطاب 59% من الطلاب للاعتماد عليه وعلى الإنترنت في عمل الأبحاث والمناقشات اللازمة التي تساعدهم في أداء فروضهم العملية على أكمل وجه، وتحقيق علامات جيدة. وتستخدم نسبة 87% من الجامعات والكليات موقع فيسبوك لإلحاق الطلاب ودعمهم وتعريفهم بنشاطات الجامعة، بينما 76% منهم يستخدمون تويتر، 73% منهم يستخدمون اليوتيوب. وتساعد شبكات التواصل الاجتماعي المستخدمين على الوصول لبعض الأبحاث والمواد التعليمية، بالإضافة إلى تناقل بعض الصور النادرة وغيرها من المواد التثقيفية. الباحثون عن عمل كما ساهمت تلك المواقع، في مساعدة الباحثين عن الوظائف للحصول عليها فحوالي 89 % من الشركات تبحث عن موظفين جدد عبر موقع «لينكد إن»، 26% من الباحثين يستطيعون أن يحصلوا على وظائف من خلال فيسبوك، بينما 15% يستطيعون الحصول على وظائف من خلال تويتر. وقد أثبتت النتائج أن نسبة الباحثين عن العمل من خلال فيسبوك تقدر بحوالي 52%، بينما 38% على موقع «لينكد إن»، و34% فقط على موقع «تويتر». كما تستفيد الشركات من مواقع التواصل الاجتماعي كثيراً حيث تقوم بعمل حسابات خاصة لتتواصل مع مستخدميها وتتعرف على مدى قبول المستخدمين عن أداء الشركة ومنتجاتها وخدماتها، حيث إن 90% من الشركات لديها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي. وأتاحت مواقع التواصل الاجتماعي فرص عمل للآلاف من الموظفين، حيث إنها خلقت سوقا جديدا يستخدمه الكثيرين في التسويق لمنتجاتهم، ووفقاً لدراسة أجراها معهد «ماكينزى» العالمي فإن التواصل واستخدام الشبكات الاجتماعية في التجارة يزيد الأرباح بشكل كبير، حيث إنه يدعم التواصل مع العميل المناسب. الخروج من العزلة ووفق الدراسات، فإن التواصل مع الشبكات الاجتماعية يزيد من مستوى الرضا عن النفس، مما يساعد المستخدم على تجنب الكثير من الأمراض الصحية، فمن المشاكل التي تعالجها الشبكات الاجتماعية الوحدة التي تؤثر على الأشخاص بالاكتئاب والكثير من الأمراض الصحية، بالإضافة إلى أن الدراسات أثبتت أن الأشخاص من الممكن أن يمارسوا بعض العادات الجيدة مثل اتباع الرياضة أو النظم الغذائية والصحية المفيدة. وتتضح أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في سهولة التواصل في الحياة الحقيقية مع الأصدقاء والأقارب، حيث تساعد الأشخاص على توطيد علاقته معهم من خلال التهنئة بالمناسبات والنجاح وغيرها، وأثبتت الدراسات أن التواصل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي يساعد على تدعيم التواصل وجها لوجه مع الأصدقاء والأقرباء والمعارف. كبار السن كما تؤثر تلك الوسائل على الأشخاص كبار السن بطريقة إيجابية حيث إنها تشعرهم بأهميتهم في المجتمع ومشاركة أصدقائهم وأقاربهم، بالإضافة إلى عدم شعورهم بالوحدة وشعورهم بالسعادة البالغة نتيجة تجاهل المجتمع لهم، فيستطيع كبار السن مشاركة المجتمع بالأعمال الخيرية والتطوعية التي يرغبون بها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وأظهرت بعض الدراسات التي أجراها مختصون أن أكثر من 25% من المراهقين تساعدهم مواقع التواصل الاجتماعي على التقليل من شعورهم بالخجل، بينما نسبة 20% من المراهقين أصبحوا أكثر ثقة بالنفس، هذا بالإضافة إلى دورها الإيجابي في مساعدة الأشخاص المراهقين على اكتساب الأصدقاء بسهولة لإعادة ثقتهم في أنفسهم. وتساعد مواقع التواصل الاجتماعي الأشخاص الراغبين في القيام بأعمال تطوعية مفيدة للمجتمع بكل سهولة حيث يستطيع التواصل مع من يرغبون في أداء الخدمات الاجتماعية، بالإضافة إلى المساهمة في جمع التبرعات. وأوضحت الدراسات أن مواقع التواصل الاجتماعي لديها تأثر على الأوضاع السياسية، بشكل كبير للغاية على الوضع السياسي.