ينعقد مؤتمر جنيف2 في الوقت التي تمر به الأزمة السورية في منعطف خطير على ضوء استمرار القتل والبطش الأسدي ونضال الشعب السوري من أجل الحصول على حريته وكرامته وبلوغ أهدافه المشروعة في الحرية والاستقلال على مدى عامين ونصف العام. ومن المفترض أن كل عوامل نجاح مؤتمر جنيف2 أصبحت متحققة لتلبية مطالب الشعب السوري العادلة، خاصة بعد إبعاد إيران التي تورطت في قتل الشعب السوري المناضل وتلطخت أيديها مع أيدي قوات النظام الأسدي البغيض في دماء الشعب من خلال تواجد قوات عسكرية إيرانية تحارب جنباً إلى جنب مع قوات النظام، من المشاركة في المؤتمر باعتبارها طرفا في الأزمة وليس الحل. ومن المؤكد أن انعقاد جنيف2 خطوة إيجابية لتنفيذ قرارات جنيف1 والوصول لتشكيل حكومة انتقالية لا تتضمن أي عضو في النظام الأسدي والتعامل مع الائتلاف السوري كممثل شرعي للشعب السوري. إن المجتمع الدولي أمام لحظة الحقيقة للإعلان عن دعم الضحية السورية وردع الجلاد السوري الأسدي والوقوف سدا منيعا أمام القوى التي تحاول إفشال المؤتمر أو إخراجه من محتواه الذي عقد من أجله لأن حدوث ذلك لن يزيد من معاناة الشعب السوري بل سيؤدي لعواقب وخيمة ستزيد من تعقيدات الأزمة. وعلى القوى الكبرى الخروج من حالة البرود في التعامل مع صلب الأزمة وليس مع تداعياتها ومحاكمة النظام الأسدي لمجرم حرب نتيجة ارتكابه جرائم ضد شعبه. وعلى الائتلاف السوري المعارض توحيد صفوفه وإنهاء الخلافات للتعامل مع المرحلة الجديدة لتحقيق الانتقال السياسي في سورية الجديدة.