بإعلان الائتلاف الوطني السوري موافقة مشروطة لحضور مؤتمر جنيف2 لحل الأزمة السورية، تلوح بالأفق بوادر إيجابية لانعقاد المؤتمر الذي طال انتظاره لتحقيق مطالب المعارضة والتي تتمحور في تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة، أمنية وسياسية، وألا يكون لنظام بشار الأسد وأزلامه الذين تلطخت أيديهم بدماء السوريين أي دور في هذه المرحلة، وضمان استمرار دخول قوافل الإغاثة من الصليب الأحمر وغيرها من الهيئات الإغاثية إلى كافة المناطق المحاصرة والإفراج عن المعتقلين، خصوصا النساء والأطفال. مطالب المعارضة السورية شرعية ويجب عدم تجاهلها وعلى الدول الكبرى الموافقة عليها؛ لكي يحقق مؤتمر جنيف أهدافه الحقيقية بعيدا عن الضغوط التي تمارس عليها خاصة أن بعض القوى الكبرى لا تزال ترغب في إطالة أمد الأزمة ودعم الجلاد ضد الضحية. والمطلوب في المرحلة القادمة من الحكومة المؤقتة والائتلاف السوري الشروع في إجراء مشاورات مكثفة مع قوى الثورة سواء في الداخل أو الخارج وتوحيد صفوفها لكي تستطيع تحقيق مطالبها المشروعة في مؤتمر جنيف المرتقب وإنهاء مأساة الشعب السوري التي تجاوزت السنتين. إن التردد الذي طبع السياسة الغربية تجاه الثورة السورية منذ البداية أصبح سمة للأزمة السورية، وهو الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في سورية نتيجة القتل والتدمير اللذين تمارسهما قوات النظام الأسدي على نحو لا يمكن وصفه إلا بالكارثي، وانعكس هذا التردد على تغليب المصالح على حساب القيم والمبادئ الإنسانية وأدى ذلك إلى حدوث مجازر بشعة ضد الشعب السوري. الأزمة السورية على مفترق طرق وعلى المعارضة توحيد سياساتها ومواقفها لكي تستطيع كسب معركة جنيف2.