ما زال الشعب السوري يعيش رهينة لآلة القتل الأسدية البغيضة التي أهلكت الحرث والنسل. وما زال المجتمع الدولي للأسف، يشاهد العربدة الأسدية في شوارع سوريا المجيدة، ولا يحرك ساكنا للمجازر التي ترتكبها قوات نظام الطاغية. وإذا رغب المجتمع الدولي أن ينهي مأساة الشعب السوري، فعليه دعم الائتلاف السوري الذي يعتبر الممثل الشرعي للسوريين، والموافقة على تشكيل حكومة انتقالية بدون الأسد أو أي شخص من النظام ملطخة يديه بدماء الأبرياء، وهذه هي مقومات نجاح مؤتمر جنيف 2، والذي سيعقد في 22 من الشهر الحالي، والذي سيكون منعطفا تاريخيا في مسار الثورة السورية التي قتل فيها أكثر من مائتي ألف سوري، وشرد الملايين خارج وطنهم، إذا تم تحقيق مطالب الائتلاف السوري المشروعة. بالمقابل، فإن على الائتلاف السوري التوحد والتضامن لتشكيل حكومة انتقالية توحد فئات الشعب، وتملأ الفراغ الذي سيحدث باقتلاع النظام الأسدي الديكتاتوري. ومنذ أن اندلعت الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، تحولت سوريا إلى مركز استقطاب عالمي، حيث تقاذفتها المصالح الغربية والإقليمية، لتتحول سوريا إلى مرتع لتسوية الخلافات الدولية وتوزيع الكعكات بين الدول الكبرى، وتناسى الجميع حجم المأساة التي يعيشها الشعب السوري نتيجة البطش الأسدي، وللأسف فإن بعض القوى الإقليمية بدعم بعض القوى الكبرى، انضمت لدعم نظام الأسد، حيث أسهمت هذه الخطوة في تعميق الأزمة السورية وتغيير مسارها للأسف الشديد. إن نجاح مؤتمر جنيف 2 مرهون بعدم مشاركة الأسد فيه، وفشله يعني العودة إلى المربع صفر.