تجتمع في العلامة الباحث الدكتور عبدالوهاب إبراهيم أبو سليمان (عضو هيئة كبار العلماء) عدة جوانب؛ أبرزها: عمق ورسوخ علمه، معرفته التاريخية بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، انفتاحه على ما لدى المذاهب في كل الجوانب، وكثافة إنتاجه العلمي. ويعود السبب لغزارة علم أبو سليمان ورسوخه، هو تتلمذه على أيدي علماء الحرم المكي الشريف، أبرزهم العلامة المحدث الفقيه القاضي الشيخ حسن محمد المشاط، الذي لازمه سبعة أعوام منذ أن كان في المرحلة الثانوية، فاكتسب منه غزارة العلم، والكياسة، والفطنة، ورجاحة العقل، فلم يكتف بثني ركبتيه عليه في المسجد الحرام، بل لازمه في بيته، تعلم منه بإتقان: الفقه وأصوله، الحديث وعلومه، اللغة العربية بأنواعها؛ النحو، البلاغة، والمنطق. والمعروف عن أبو سليمان أنه من أبرز العاشقين والمدافعين عن الأماكن والآثار التاريخية، والمحافظة على قيمتها، والألم على طمسها، وهو من أكثر العلماء والباحثين في تاريخ مكة والمشاعر المقدسة، وكتبه تدل على تلك المعرفة وذلك الاهتمام، ويكفيه في ذلك المجال كتابه «باب السلام في الحرم المكي ودور مكتباته في النهضة العلمية والأدبية الحديثة» (حصل على أفضل كتاب عام 1428ه)، «الحرم الشريف الجامع والجامعة.. المقدمة التاريخية للنهضة الفقهية في مكةالمكرمة في القرن ال14 الهجري (1417ه)، «الحرمان الشريفان وجامع الزيتونة»، «مكتبة مكةالمكرمة.. دراسة موجزة لموقعها وأدواتها ومجموعاتها (1416ه»، «العلماء والأدباء الوراقون في الحجاز في القرن ال14 الهجري (1423ه)». أما انفتاح أبو سليمان على المذاهب المختلفة؛ لأنه يرى أن الفقه صناعة وابتكار وإبداع، ولا يقف عند الجمود والمقولات فقط، وهذا إثبات أن شخصيته تتميز بالقبول والانفتاح على الآخر، ويملك درجة عالية من التسامح والقبول، يدعو في كتاباته ومحاضراته إلى تلك القيم والآداب.