«لم أكن أسعى لجائزة عند كتابة أبحاثي عن تراث مكةالمكرمة وآثارها التاريخية، ومع ذلك أشكر القائمين على جائزة الملك فيصل على اختيارهم لي لنيل جائزة فرع الدراسات الإسلامية».. بهذه العبارة بدأ حديث الدكتور عبدالوهاب إبراهيم أبو سليمان، عضو هيئة كبار العلماء، حديثه ل«عكاظ» عقب الإعلان عن نيله جائزة الملك فيصل العالمية في فرع «الدراسات الإسلامية». وقال أبو سليمان «شكرا جزيلا لجائزة الملك فيصل على اختيارها موضوع «التراث الحضاري لمكةالمكرمة»، وهو اختيار موفق لأن مكةالمكرمة تهم كل مسلم، والعمل لمكةالمكرمة مثمر جدا، لأنها أحب بلاد الله لكل مسلم». وكانت «عكاظ» توقعت في عددها أمس، نيل الدكتور أبو سليمان على جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية المعاصرة، لما بذله من جهود بحثية للتعريف بآثار مكةالمكرمة، ولما أولاه من عناية خاصة لإظهار تلك الآثار. والعلامة الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان، واحد من أبرز العاشقين والمدافعين عن الأماكن والآثار التاريخية، والمحافظة على قيمتها، والألم على طمسها، وهو من أكثر العلماء والباحثين في تاريخ مكة والمشاعر المقدسة، وكتبه تدل على تلك المعرفة وذلك الاهتمام، ويكفيه في ذلك المجال كتابه «باب السلام في الحرم المكي ودور مكتباته في النهضة العلمية والأدبية الحديثة» (حصل على أفضل كتاب عام 1428ه)، الحرم الشريف الجامع والجامعة.. المقدمة التاريخية للنهضة الفقهية في مكةالمكرمة في القرن ال14 الهجري (1417ه)، الحرمان الشريفان وجامع الزيتونة، مكتبة مكةالمكرمة.. دراسة موجزة لموقعها وأدواتها ومجموعاتها (1416ه)، العلماء والأدباء الوراقون في الحجاز في القرن ال14 الهجري (1423ه). ولادة أبو سليمان كانت في مكةالمكرمة عام 1356ه، متلقيا تعليمه بها، فالمرحلة الابتدائية في دار الأيتام (تخرج منها عام 1369ه)، ملتحقا بعدها في المعهد العلمي السعودي (تخرج منه عام 1373ه)، لينضم بعدها إلى كلية الشريعة (كانت تابعة لجامعة الملك عبدالعزيز في جدة قبل أن تصبح جامعة أم القرى، وتخرج منها عام 1377ه). وحصل صيف عام 1382ه على دبلوم التربية من الجامعة الأمريكية في بيروت، وفي عام 1385ه ابتعث للدراسات العليا في جامعة لندن، وحصل منها عام 1390ه على درجة الدكتوراه مع التوصية بطبع رسالته (أثناء دراساته العليا في جامعة لندن حصل على دبلوم في القانون الانجليزي والدراسات الحقوقية). عقب نيله الدكتوراه عين عام 1390ه أستاذا مساعدا في كلية الشريعة في مكةالمكرمة (كانت في ذلك الوقت تابعة لجامعة الملك عبدالعزيز)، وفي عام 1398ه رقي إلى «أستاذ مشارك»، ثم «أستاذ أصول الفقه» عام 1403ه. زادت المؤلفات العلمية والبحثية لأبو سليمان على 50 مؤلفا وبحثا، شملت: الدراسات القرآنية والإسلامية، الفقه وأصوله، البحث العلمي ومناهجه، دراسات التاريخ والعقائد، عقود المعاملات المعاصرة، دراسات مناسك الحج، قضايا الزكاة المعاصرة، والتراجم. وقد جمعت أبحاثه حول مناسك الحج في كتاب (بالاشتراك مع الدكتور معراج نواب مرزا) موسوم ب«الحج المشعر والشعيرة.. دراسة فقهية جغرافية حضارية»، اشتمل على عدة أبحاث نشرت في مجلة البحوث الفقهية المعاصرة في أعداد مختلفة، منها: مواقيت الحج الزمانية والمكانية (العدد 29 عام 1416ه)، عرفات.. المشعر والشعيرة (العدد 37 عام 1418ه)، المزدلفة.. المشعر والشعيرة (العدد 45 عام 1420ه)، منى.. المشعر والشعيرة (العدد 49 عام 1421ه)، المسجد الحرام والمسعى.. المشعر والشعيرة (العدد 52 عام 1422ه).