قبل ما يقرب عقدين من الزمن، كانت مدينة صناعة السياسة العالمية (واشنطن)، عاصمة الولاياتالمتحدةالأمريكية، تعاني من ظاهرة عدم تناغم لوحات الطرق الإرشادية التي تدل على الأحياء ومخارج الطرق.. وما إلى ذلك. مما يتسبب في ضياع قائدي المركبات الذين لا يعرفون المدينة تماما. وكان زوار تلك العاصمة التقليدية الأنيقة يتذمرون من المتاهات التي تأخذهم إليها بعض تلك اللوحات، مما شجع أحد طلاب مرحلة الدراسات العليا في إحدى الجامعات -تخصص اتصال- على تحضير رسالته للدكتوراه في لوحات الطرق الإرشادية لمدينة (واشنطن) وكيفية تطويرها لتحقق الهدف منها. الآن، مدينة (واشنطن) أفضل كثيرا مما كانت عليه، بل أصبحت (المدينة التي لا يضيع فيها أحدا). مناسبة هذه المقدمة هو ما تعيشه (المدينةالمنورة) من نقص حاد في ثقافة لوحات الطرق الإرشادية. وهذا غير مقبول، خصوصا وهي المدينة التي يقصدها الكثير من الزوار على مدار العام. المطلوب هو أن يتم تشكيل لجنة متخصصة لدراسة لوحات الطرق الإرشادية في المدينةالمنورة، وكيف يمكن وضعها بشكل صحيح!. فمن لا يعرف طرق المدينةالمنورة أو ليس من سكانها، لا يمكنه أن يصل إلى أي مكان؛ بما في ذلك مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم. وتصبح طريقة الإرشاد والاستدلال هي الطريقة التقليدية: سؤال الآخرين.. والوصف الشخصي لمعرفة المخرج والطريق الصحيح. كما أن نظام الخرائط في الهواتف الذكية أو السيارات لا يعمل بشكل صحيح نظرا لأن المدينة -على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى التسليم- تتمتع بتوسعة المسجد والمشاريع الكبيرة، والخرائط لا تعمل في مثل هذه الحالات بشكل صحيح. وهذا مما يجعل وضع لوحات الطرق الإرشادية أكثر أهمية ومنطقية من أي وقت مضى. رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار في أمانة وإمارة المدينةالمنورة أن يتم تشكيل لجنة متخصصة في وضع لوحات طرق إرشادية لزوار هذه المدينة المشرفة، فهي من أحق المدن بمثل تلك اللوحات، وعلها تكون أنموذجا للمدن الأخرى بإذن الله.