الأردن تدين حرق قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان    رئيس الشورى اليمني: نثمن الدعم السعودي المستمر لليمن    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    البرلمان العربي يدين حرق كيان الاحتلال لمستشفى بقطاع غزة    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    رينارد: مباراة العراق حاسمة ومهمة للتقدم في البطولة    وزير المالية اليمني ل«عكاظ» الدعم السعودي يعزز الاستقرار المالي لبلادنا    التركي فاتح تريم يصل إلى الدوحة لبدء مهامه مع الشباب    "جلوب سوكر" .. رونالدو يحصد جائزة "الهداف التاريخي"    البيت الأبيض: المؤشرات تؤكد أن الطائرة الأذربيجانية سقطت بصاروخ روسي    القبض على أطراف مشاجرة جماعية في تبوك    مدرب قطر يفسر توديع كأس الخليج    «سلمان للإغاثة» يوزع 526 حقيبة إيوائية في أفغانستان    ضبط 3 مواطنين في نجران لترويجهم (53) كجم "حشيش"    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مدرب اليمن يستهدف فوز أول على البحرين    الذهب يستقر وسط التوترات الجيوسياسية ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية    دار الملاحظة الأجتماعية بجازان تشارك في مبادرة "التنشئة التربويه بين الواقع والمأمول "    الفرصة لا تزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    سورية الجديدة.. من الفوضى إلى الدولة    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    اجتثاث الفساد بسيف «النزاهة»    خادم الحرمين يهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    122 ألف مستفيد مولهم «التنمية الاجتماعي» في 2024    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    رفاهية الاختيار    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    حرس الحدود بجازان يدشن حملة ومعرض السلامة البحرية    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    حلاوةُ ولاةِ الأمر    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    التخييم في العلا يستقطب الزوار والأهالي    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمير عبدالعزيز بن ماجد : المدينة موعودة بمستقبل اقتصادي في ظل دعم قيادة خادم الحرمين الشريفين
في حديث خاص للوئام :
نشر في الوئام يوم 21 - 08 - 2011

المدينة المنورة – الوئام – فهد العضياني :
قال صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة أن موضوع المنح الذي يدرك معاناة المواطنين تجاهه محل اهتمامه الشخصي ، حيث يعتبر نفسه وكيلاً عن كل مواطن في هذا الشأن .
وأضاف سموه في لقاء خاص مع الوئام أن تطوير المنطقة المركزية ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز وطريق مكة المدينة ، جميعها مواضع تحظى باهتمامه ويجري التنسيق مع الجهات المعنية بشأنها ، لإنجازها في أسرع وقت لخدمة الزائر والمواطن .
- توليتم المهام الإدارية في المنطقة بعد عملكم كنائب لأمير منطقة القصيم.. وأتيتم بعد ثلاثة من أعمامكم وقد أمضى كل واحدا منهم حوالي (20) عشرين عاما ماعدا الأمير مقرن .. كيف تجد نفسك في هذا المنصب ؟
أولا أنا أحمد الله تعالى أن حظيت بثقة سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بتعييني أميرا لمنطقة المدينة المنورة، وأنا أجد نفسي هنا خلفا لأمراء أولوا لمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ولعموم المنطقة كل العناية والاهتمام، وأجزلوا لها كريم الرعاية، وأخلصوا للعمل فيها، وبذلوا كل ما من شأنه تنمية المدينة وتطويرها، فنحن في مرحلة ما هي إلا استمرارا لمراحل سابقة، كانت شاهدا على التنمية والنهضة، سواء في حقبة صاحب السمو الملكي الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز رحمه الله أو صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز رحمه الله أو صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز حفظه الله ، وفي رأيي أن هذا يجعلني أمام تحدٍ مع الواقع، في مواصلة مسيرة التنمية في المنطقة، بما ينسجم مع الزمن وتسارع النمو السكاني والعمراني, وهنا أود أن أشير إلى أن سياسات التنمية في مناطق المملكة توحدها رؤية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في توزيع مضامين التنمية وفق الاستراتيجيات التي يعتمدها بحسب الاحتياجات الآنية والمستقبلية لكل منطقة، فنحن ننطلق من هذه الرؤية، مستنيرين بتوجيهات سديدة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله ، بجانب المسؤوليات والمهام المنوطة بها إمارات المناطق ومحافظاتها ومجالسها التنموية.
- المدينة ذات قدسية تجعلها محط رحال جموع المسلمين طوال العام .. فكيف تتعامل إدارتكم مع هذه الحشود على اختلاف اللغة والعادات والجنسيات؟
تقوم هيئة تطوير المدينة المنورة حالياً بالتنسيق مع بعض الجهات الاستشارية ومن أهمها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بإعداد دراسة عن إدارة الحشود في محيط المسجد النبوي الشريف والمنطقة المحيطة به للحفاظ على آمن وسلامة الحجاج والزوار وتمكينهم من أداء نسكهم بيسر وسلامة من خلال دراسة المشاكل والمخاطر المترتبة على الكثافة البشرية العالية وأنماط حركتها للمنطقة المركزية والطرق المؤدية إليها في المواسم وأوقات الذروة وإيجاد آلية مناسبة لتسهيل حركة المشاة وعربات العجزة في الطرق والممرات المؤدية إلى المسجد دخولاً وخروجاً وكذلك دراسة طبيعة الحشود من حيث الجنس والعمر والحالة الصحية وغيرها من العوامل التي تؤثر على حركتهم من خلال نمذجة الحركة المرورية للمركبات والمشاة، ويجري أيضاً دراسة تصميم نظام إرشادي متطور للتعرف على مواقع المباني داخل المنطقة المركزية والخدمات والطرق ومسارات المشاة بصورة واضحة وبارزة وتخصيص مواقع للجهات المعنية لتغطي المنطقة بالخدمات المطلوبة. ولا نغفل في هذا الجانب دور كل من : وزارة الحج ووزارة الثقافة والإعلام لتوعية الحجاج والزوار عبر وسائلها المقروءة والمسموعة والمرئية وإيضاح كل ما يتعلق بأمور الحج والزيارة التنظيمية والشرعية، وكالة رئاسة الحرمين لشؤون المسجد النبوي في إرشاد التائهين من الحجاج والزوار حول المسجد النبوي وداخله.
- سمو الأمير تعلمون أن المدينة المنورة ذات حراك اقتصادي كونها تحتضن ثاني الحرمين الشريفين .. هل لنا أن نعرف إجمالي الحركة الاقتصادية؟
تعتبر منطقة المدينة المنورة تاريخا وموقعا من أميز مناطق بلادنا العزيزة، ولعل موقعها بين خمس مناطق تشكل جغرافية حدودها تزيد من مزاياها المتعددة على جميع الأصعدة وتبرزها اقتصاديا بمميزات تنافسية قلما تجد لها نظيرا ليس على المستوى المحلي فحسب وإنما الإقليمي والدولي بوصفها قبلة للمسلمين من كافة أقطار الأرض فأصبحت مدينة لاتشبه غيرها وهي بهذا الوصف الإطاري تحتاج إلى تفصيل يعلل ملامح المد الاستثماري نحوها من داخل وخارج المملكة ، وهو الأمر الذي دفع بحكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله لترسيم هذه المنطقة ممثلة في حاضرتها المدينة المنورة كقائدة لاقتصاد المعرفة وموجهة لها عبر إرساءه حفظه الله لقواعد مدينة المعرفة الاقتصادية كأنموذج متطور وعلمي لاستثمار ثرواتها الكامنة وتحفيز الحراك التجاري والصناعي فيها بما يواكب توجهاته حفظه الله نحو التأقلم مع مناخ اقتصادي ينحو باتجاه التطور المستمر .
والمدينة المنورة موعودة بان تكون ذات تأثير كبير في اقتصاديات العالم الإسلامي إن أحسنا إدارة الميزات التنافسية الزاخرة التي تتمتع بها حيث تضم منطقة المدينة المنورة 151 مصنعا منها 106 مصنع في المدينة المنورة و (45) في ينبع تستأثر صناعة المواد الغذائية بأعلى نصيب 26.49% من إجمالي عدد المصانع المنتجة بالمنطقة، وتتركز في المدينة المنورة بنسبة 92.5% من المصانع الموجود بهذا القطاع على مستوى المنطقة. يأتي بعد ذلك تصنيف الصناعات الكيماوية والمنتجات البلاستيكية بنسبة 23.18% من إجمالي عدد المصانع المنتجة بالمنطقة وتتركز في ينبع بنسبة 54.29% من عدد المصانع الموجودة بهذا القطاع على مستوى المنطقة، تأتي بعدها صناعة مواد البناء والصيني والخزف والزجاج حيث تستحوذ على 21.19% من عدد المصانع الموجودة بالمنطقة وتتركز في المدينة المنورة بنسبة 62.5% من عدد المصانع الموجودة بهذا القطاع على مستوى المنطقة،تليها الصناعات المعدنية الأساسية بنسبة 9.27% من إجمالي عدد مصانع المنطقة.
إلا أن الواقع الجديد يتطلب المواءمة مع معطياته خاصة بعد إنشاء منظمة التجارة العالمية والإزالة الجبرية للحواجز الجمركية (القرية الكونية) والآليات المتجددة للأسواق ومرونة تحرك رؤوس الأموال والتجمعات الاقتصادية وما يشهده العالم من اندماجات وعالمية المعرفة ... إضافة إلي الواقع التكنولوجي والتقني الجديد.. من تطور تكنولوجيا التصنيع مما دفع إلى (تقصير عمر المعدات) لتسارع إيجاد بدائل إنتاجية أكثر فعالية.
و تحتم علينا خصوصيتنا وإرادة التميز التفكير بحرفية صناعية ونظرة تسويقية ثاقبة تدفعنا إلي توطين مفهوم ( صنع في المدينة ) باعتباره علامة تجارية تسوق نفسها والاهتمام بدعم وتطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة والصناعات الحرفية والتقليدية ومن هذا الإطار أناشد المستثمرين بالقطاع الخاص المحلي والإسلامي تشجيع مثل هذه الاستثمارات بمدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم والاهتمام بصناعة المعارض التجارية للتعريف بمنتجات المدينة.
والأهم من كل ما تقدم الميزة النسبية الأكبر والمورد والمعين الذي لا ينضب ألا وهو وظيفة خدمة الحجاج والمعتمرين الميزة النسبية الأبرز وعليها قام اقتصاد المدينة المنورة منذ فجر الإسلام وسيظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض وما عليها. و من المتوقع أن يتضاعف أعداد الحجاج والمعتمرين خلال الخمسة وعشرين سنه المقبلة إلى أكثر من أربعة ملايين حاج وأكثر من 11 مليون معتمر بنسبة زيادة سنوية 1.41% للحجاج و3.14% للمعتمرين ؛ حيث يشكل المسجد النبوي الشريف قاعدة اقتصاد منطقة المدينة المنورة ومحور الأنشطة الاقتصادية ، فحجم إنفاق الحجاج والزائرين، الذين يقدر عددهم سنويا بما يقارب (6) ملايين، ومضاعفاته يقدر بنحو (10،5) مليار ريال سعودي سنويا في ظل تنامي العمل بنظام العمرة المفتوحة.
ونسبة للطبيعة الدينية للمدينة المنورة فقد تنامي اقتصادها الذي شكله القطاع الخاص والذي يرتكز في مجمله على الأنشطة الخدمية المرتبطة بالحجاج والمعتمرين من إيواء ومأكل ومشرب ونقل وهدايا ، وحراك اقتصادي في كافة نواحي الحياة كما امتد ذلك الأثر إلى الخدمات السياحية وما يرتبط بها من آثار وتراث ثقافي تتمتع وتتميز بها المنطقة .مما دفع إلى ارتفاع مساهمات قطاع الخدمات والتجارة والفنادق والمطاعم وقطاع التشييد والبناء نسبة لوظيفة المدينة الدينية التي كانت محورا لقيام الصناعات الاستهلاكية والخدمية المختلفة.
حيث تحتل منطقة المدينة المنورة المرتبة الرابعة في عدد المصانع بالمملكة بنسبة (3.85%) بعد كل من منطقة الرياض (37%) ومنطقة مكة المكرمة (36%) والمنطقة الشرقية (22.5%) على الترتيب، إلا أنها تحتل المرتبة الثانية في حجم الاستثمارات الصناعية بنسبة (17%) بعد المنطقة الشرقية (47%) ويشكل القطبان الصناعيان (ينبع والجبيل) ثلثي حجم الاستثمارات في القطاع الصناعي بالمملكة تقريبا, وتقدر مساحة الأراضي الزراعية لمزارع منطقة المدينة المنورة بحوالي 74.5 ألف هكتار تمثل نحو 1.6% من إجمالي مساحة أراضي المزارع على المستوى الكلي للمملكة، ويشكل السكان الزراعيون في الإقليم نحو 7.1% من إجمالي تعداد سكان المنطقة.
كما وأنه بملاحظة اتجاهات النمو الاقتصادي في المدينة المنورة يمكن أن نرصد تزايد الدخل في قطاع التجارة بزيادة ونمو إنفاق الحجيج والزوار وخاصة بعد توسعة المسجد النبوي الشريف والمنطقة المركزية بما فيها من خدمات تجارية وخدمات إقامة وترفيه عالية الكفاءة، وكذلك زيادة السكان المحليين وزيادة فرص العمل لخدمة العدد المتنامي من الزوار إضافة إلي تنامي دور القطاع الخاص في تعزيز آلياته في دعم المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع مما يؤكد أن القطاع الخاص يقوم بدور كبير في تسيير اقتصاديات منطقة المدينة المنورة. ولذلك أري إن قطاع التجارة سوف يشهد طفرة كبيرة في السنوات القادمة. خاصة وان المدينة المنورة تحتل المرتبة الرابعة بين مناطق المملكة من حيث عدد السجلات التجارية القائمة .
كما تشير إحصائيات قطاع الإيواء بالمدينة المنورة إلى وجود 72 فندق مصنف حسب التصنيف الجديد لهيئة السياحة السعودية بالمدينة المنورة وهو ما يعادل 21.4% من إجمالي عدد الفنادق المرخصة والمصنفة بالمملكة العربية السعودية والبالغ عددها 337 فندق، وهي بذلك تحتل المرتبة الثانية بعد مكة المكرمة (137 فندقا)، كما يوجد بمنطقة المدينة عدد 88 فندقاً لم يحققوا بعد متطلبات التصنيف الجديد .. كما يبلغ عدد الغرف الموجود بفنادق المدينة المنورة المصنفة عدد 6817 غرفة وهو ما يمثل 23.1% من عدد الغرف لفنادق المملكة المصنفة حسب التصنيف الجديد .
كما يوجد بمنطقة المدينة المنورة عدد 52 وحدة سكنية مفروشة مرخصة ومصنفة حسب التصنيف الجديد، يبلغ نصيب المدينة المنورة منهم 23 وحدة سكنية، أما بالنسبة للوحدات التي لم تحقق متطلبات الترخيص أو التصنيف فيبلغ عددها حوالي 276 وحدة سكنية داخل منطقة المدينة المنورة.
تلك هي المرتكزات الأساسية التي تقوم عليها اقتصاديات المدينة المنورة، والتي نستطيع انطلاقا منها بناء مستقبل مزدهر لهذه المنطقة وتقديم نموذج لاقتصاد معرفي يحتذى به إن شاء الله .
- مشاريع تطوير الحرم النبوي الشريف والمنطقة المركزية .. كيف تنظر إليها, وماذا في أجندتكم بشأنها؟
إن من أهم أولويات القيادة الرشيدة لهذه البلاد يحفظها الله العمل على توفير أرقى الخدمات والتسهيلات وأسباب الراحة والطمأنينة للحجاج والزائرين ولسكان المدينة المنورة، ومن هذا المنطلق فإن هيئة تطوير المدينة المنورة وشركائها الإستراتيجيون من قطاعات حكومية وأهلية وشركات القطاع الخاص على وشك إنهاء مشروع المخطط الشامل المسند لشركة إم إم إم جروب انترناشيونال والمتضامنين معها من الشركات العالمية بما يتوافق مع العقد وبما يحقق الهدف منه والذي يشمل دراسة الأوضاع الراهنة في المدينة المنورة (بيئة، نقل، إسكان، خدمات، .. الخ) وتحليلها ورسم مقترحات تحسينها ومقترحات التطوير المستقبلي للوصول إلى برامج زمنية تنفيذية محددة الخصائص الفنية والتكاليف والمدد الزمنية والمواقع والمسؤوليات بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وتقوم الهيئة حالياً بتنفيذ عدد من المشاريع ومن أهمها الطريق الدائري الأول (طريق الملك فيصل) وتقاطعاته وكذلك الأنفاق المؤدية للمسجد النبوي وتنفيذ الطرق والإنارة الدائمة أو مشاريع التحسين والتجميل للمنطقة المركزية بالإضافة إلى تنفيذ بعض المشاريع الحضرية بالمنطقة المركزية منها مشروع الملك عبدالعزيز الحضاري والمسار المناسب لدرب السنة الذي يربط المسجد النبوي بمسجد قباء بالإضافة إلى دراسة محاور وممرات المشاة والفراغات والإضاءة والتشجير في المنطقة المركزية وتوفير الخدمات والمرافق الضرورية لها من خلال تخصيص مواقع أو تحديد مساحات مناسبة ضمن المشاريع العمرانية.
- منذ القدم عرفت المدينة بأنها محاطة بسور لحمايتها .. الزائر اليوم لا يجد له أثراً .. ولا يجد من معالم المدينة القديمة شيئاً .. ألم يكن لسموكم محاولة إعادة “المدينة القديمة” وإحياء معالمها التراثية القديمة؟
مع انتشار الأمن والأمان والتوسع العمراني المستمر زالت كثير من أسوار المدن, لعل جهود مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة هو إثبات المعالم التاريخية والتراثية بالمدينة المنورة ومن بينها السور الذي كان يحيط بالمدينة المنورة تحقق هدف التوثيق لهذا السور وغيره من معالم المدينة المنورة، عندها نرى ما يمكن فعله وفق معطيات الواقع وهنا تجدر الإشارة أن لدى هيئة تطوير المدينة العديد من المشاريع التي تخدم مثل هذا الاتجاه .
- ماذا يعني هذين البيتين لسموكم ..
ودكةٍ للخطيب الشهم قد بنيت **** بحسن هندسة في حسن إتقان
بسفح سلعٍ غدت للأنس جامعة **** مع كل حبرٍ لأثمار العلا جاني؟
ألم تحاول يا سمو الأمير إعادة هذه الدكة لتكون مقصدا للزيارات من ضمن معالم المدينة القديمة ؟
هذان البيتان هما كما هو معروف لشاعر مدني اسمه عمر محمود حيدر والدكة المذكورة في البيتين هي الدكة المعروفة في ذلكم العصر – أواخر القرن الثاني عشر الهجري – بدكة جلال وقد بنيت على السفح الشرقي لجبل سلع والخطيب هو الشيخ عبد الله الياس أحد خطباء المسجد النبوي في ذلك الوقت.
عليه من الصعب تسمية مثل هذه الدكة ((معلماً)) ولا أعلم أن أحداً من المؤرخين وصفها بذلك.
لكن يمكن أن نقول إنها تصور طريقة من طرائق النشاط الثقافي وهذا حق.
وله نظائر اليوم كثيرة منها ما ترعاه الدولة مثل أنشطة النادي الأدبي ، ومنها ما هو قائم ويعرف بأيام الأسبوع مما يقيمه بعض المفكرين والأدباء في منازلهم مثل : ((الأحدية ، الأثنينية ..الخ))، كما أن ما نراه من نشاطات في الجامعة الإسلامية وجامعة طيبة يلحق بمثل هذا في كثير من أحواله .
- حماية الآثار الإسلامية بالمدينة موضع انتقاد .. فما حدث لبئر غرس النبوية قبل أشهر يجعل القلق حاضراً تجاه بقية هذه المعالم .. ماموقف إمارة المنطقة في مثل هذه الحالات, وهل هناك خطوه نحو الحفاظ على آثار مدينة النبوة؟
الأصل أن المواقع التاريخية والأثرية محمية بموجب نظام الآثار، وأي تعد عليها أو تغيير في معالم الأثر أو المعلم يعاقب عليه النظام بشدة ، وفي المدينة المنورة حريصون من خلال الهيئة العامة السياحة والآثار وشرطة المنطقة وغيرهما من الجهات المعنية بالمحافظة على ما هو قائم ومنع التعدي عليها بأي شكل من الأشكال والمتابع لذلك يجد أننا نعمل على تطبيق النظام بحق العابثين بهذه المكتسبات إلا ا ن الأهم من ذلك إن يتم توعية الناس بأهمية هذه الآثار وما تشكله من تاريخ ينبغي أن نحافظ عليه جميعا وان لا يقتصر ذلك الدور على جهة بعينها بل يكون المواطن هو المحرك الأول لهذا التوجه.
- خط سكة الحديد كان في السابق هو احد أهم وسائل المواصلات وكان من الروافد الاقتصادية للمنطقة .. فما آخر الأخبار عن هذا المشروع خصوصاً مابين مكة والمدينة؟
أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله اهتماما خاصا بشبكة الخطوط الحديدية في المملكة كأحد أهم وسائل النقل أماناً واقتصاديا وذلك من خلال إقرار عدد من المشاريع لربط العديد من مدن المملكة من خلالها ومن أهم تلك المشاريع مشروع قطار خادم الحرمين الشريفين السريع الذي يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة مروراً بمحافظة جدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ من خلال قطار حديث عالي السرعة يختصر زمن الرحلة إلى ساعتين تقريبا وقد روعي بان يمر المسار بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومدينة جدة مرتبطا بمطار الملك عبدالعزيز لخدمة أكبر عدد ممكن من المواطنين والزوار ولا يقتصر على شريحة معينة في زمن معين.
وقد بدأت أعمال هذا المشروع في عام 2009م من خلال ترسيه الأعمال الترابية والخرسانية والجسور والعبارات لائتلاف الراجحي كما تم ترسيه أعمال إنشاء المحطات وعددها خمسه محطات في كلاً من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ إلى كلاً من ائتلاف بن لادن لإنشاء محطتي مكة المكرمة والمدينة المنورة وائتلاف سعودي أوجيه لإنشاء باقي المحطات وجميع ما سبق مدرج ضمن المرحلة الأولى للمشروع والمتوقع انتهائها في أغسطس 2013م أما المرحلة الثانية فتشتمل على جميع الأعمال الكهربائية والميكانيكية للمسار بما في ذلك توريد وتجميع المقطورات.
وسينطلق هذا القطار عند إكماله من محطة مكة المكرمة الواقعة عند تقاطع طريق الملك عبدالعزيز مع الطريق الدائري الثالث ويتجه غرباً باتجاه مدينة جدة ويقطع مسافة (28كلم) ثم يتقاطع مع طريق مكة المكرمة /جدة السريع ماراً ببحرة والحرازات حتى يتقاطع مع طريق الحرمين بالقرب من تقاطعه مع طريق الملك عبدالله متجهاً إلى محطة جدة الرئيسية التي تقع شمال التقاطع ثم يستمر شمالاً في الجزيرة الوسيطة لطريق الحرمين لمسافة (30كلم) ويتفرغ منه جزء لخدمة محطة الركاب في مطار الملك عبدالعزيز بجدة ثم يمر من الجهة الشرقية لشمال جدة حتى يصل إلى محطة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ ويمتد إلى جهة الشمال الشرقي مروراً بوادي الفرع ويتقاطع مع طريق الهجرة شمال تقاطع طريق شمال طريق الهجرة مع طريق وادي الفرع ماراً بمنطقة أبيار الماشي حتى يصل إلى طريق الملك خالد (الدائري الثالث) ويمر في الجزيرة الوسيطة لهذا الطريق ماراً بتقاطعه مع طريق قباء وطريق على بن أبي طالب (رضي الله عنه) عابراً تقاطع طريق المدينة المنورة الواقع داخل مدينة المعرفة على طريق الملك عبدالعزيز .
- الطريق الرابط بين مكة والمدينة المنورة يفتقد للخدمات الراقية للزوار والمسافرين .. هل من نهاية لمعاناة سالكي الطريق؟
يعتبر طريق الهجرة السريع الرابط بين المدينة المنورة ومكة المكرمة احد أهم الطرق بالمنطقة، نظراً لكونه الطريق الرئيسي- الذي يرتاده الحجاج والمعتمرون والزوار خلال مواسم الحج والعمرة، وهناك لجنة دائمة من الجهات المعنية لمتابعة تطبيق لائحة “محطات الوقود” تقوم بجولات مستمرة على مدار العام، كما تم إعداد دراسة متكاملة من قبل استشاري متخصص لتطوير مراكز الخدمة على طريق الهجرة ومعالجة أوضاع القائم منها، وأحيلت هذه الدارسة إلى هيئة تطوير المدينة المنورة لوضع الخطوات التنفيذية لتطبيق مخرجاتها بمشاركة الجهات المعنية، كما تجدر الإشارة إلى اهتمام مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين بهذا الموضوع حيث صدر أمره الكريم بتشكيل لجنة تقوم بتحديد موقع بمنتصف طريق الهجرة لتنفيذ جامع مشتملاً على كافة الخدمات المطلوبة لتقديم خدمات راقية لمرتادي الطريق، وقد أنهت اللجنة أعمالها وأحيل الموضوع لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف لرفعة للمقام الكريم للتوجيه.
- ماذا عن مطار المدينة المنورة ؟
أساليب تطوير آليات العمل عديدة ومتنوعة ومن أهمها الحرص على التنسيق والتعاون المشترك بين كافة الجهات العاملة بالمطار لأداء المهام المناطة بها وقيامها بتوفير الكوادر البشرية المؤصلة والمدربة خاصة فيما يتعلق بالنواحي التشغيلية والأمنية وسلامة الركاب بما يضمن تقديم أفضل الخدمات للمواطنين ولضيوف الرحمن والمعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف واستخدام التقنيات الحديثة التي تساعد على سرعة تقديم الخدمات للمسافرين والعمل على تطبيق واستخدام تقنية الشرائح الذكية لإصدار تأشيرات الحج وأن يتم هذا الإجراء بسفارات خادم الحرمين الشريفين مما سوف يساهم في سرعة إنهاء إجراءات دخول الحجاج والحد من التأشيرات المزورة، إضافة إلى ضرورة توفير الخدمات الأخرى داخل وخارج صالات السفر مثل خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة والفنادق، إضافة إلى الأسواق التجارية اللائقة والمطاعم الراقية, وفيما يختص بمشاريع مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، فإثر صدور الأمر السامي الكريم لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله بتحويل مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة إلى مطار دولي بتاريخ 21/5/1427ه صدرت توجيهات صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظه الله باتخاذ الإجراءات الكفيلة لوضع الأمر السامي الكريم موضع التنفيذ، وبناء عليه شرعت الهيئة العامة للطيران المدني بدراسة مقومات هيكلة المطار وتحديد المتطلبات العاجلة لتحويل مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة إلى مطار دولي، ووضع خطة عاجلة لعمل التطويرات والتحسينات اللازمة لذلك، حيث طرحت في منافسة عامة والتي تم ترسيتها على أحد الشركات الوطنية وجاري حالياً تنفيذ أعمال المشروع والذي يتضمن، تطوير الصالات بالمطار، حيث تم الانتهاء من تطوير الصالات (3/4/5/6). وجاري العمل حالياً في الصالة رقم (2)، إضافة إلى تطوير مبنى الإطفاء والإنقاذ، وإنشاء مبنى جديد لإدارة المطار وآخر للأرصاد الجوية مع إنشاء ساحة لوقوف الطائرات وتوفير أجهزة لبرامج المراقبة الجوية وأعمال إنارة للمدخل الرئيسي وتمديدات المحطة الكهربائية الرئيسية إضافة إلى شبكة تصريف الأمطار وإنشاء طرق داخلية وصالة منفصلة للرحلات الدولية وتحسين وتجميل مدخل المطار إضافة إلى بعض الأعمال الأخرى والتي من المتوقع الانتهاء منها في خلال الشهور القليلة القادمة بمشيئة الله.
- يرى البعض أن الحركة الرياضية في المدينة المنورة لا تتوازي مع مكانة المنطقة وحجمها..كيف يرى سموكم واقع الرياضة في المدينة المنورة ؟
نتفق معكم في ذلك ولكن نعزو ذلك لأسباب جوهرية ومهمة حسب قراءتنا للواقع الرياضي بالمنطقة تتلخص في النقاط التالية :
أولاً : قلة الموارد المالية لدى الأندية ويرجع مرد ذلك إلى عزوف رجال الأعمال أحيانا عن دعم أندية المنطقة وهي بذلك تختلف عن مثيلاتها الأندية الأخرى بالمملكة والتي تحظى بدعم كبير وكبير جداً من رجال الأعمال الذين ينتسبون لتلك الأندية من خلال إما ترؤسهم لتلك الأندية أو من خلال المجالس الشرفية وهم بذلك يولون الجانب الرياضي في تلك الأندية اهتماما كبيرا يؤطره عمق التنافس الرياضي الشريف.
ثانيا : عدم وجود مقرات للأندية حيث إن وجود المقرات يساهم بشكل ملموس وجلي في الرقي بمستوى الأندية واستقطاب الشباب.
ثالثا : العنصر البشري المميز هو من يساهم في حصول النادي على البطولات وبالتالي انعكاس ذلك إيجابا على رياضة المنطقة ورقيها.. ولكن في منطقة المدينة المنورة بالذات كل ما برز لاعب مميز في لعبة من الألعاب تهافتت علية الأندية الكبيرة ماديا بالعروض المغرية له ولنادية وبسبب افتقار النادي إلى المادة تضطر الأندية إلى التفريط في نجومها من أجل تسيير عجلة النادي.
رابعا : اتساع منطقة المدينة المنورة جغرافيا له اثر في ذلك.. حيث لا يوجد بالمدينة المنورة سوى ناديي أحد والأنصار وهما الناديين الوحيدين القادرين على التأثير في تطوير الحركة الرياضية ورقيها بالمنطقة برغم الصعوبات والعقبات التي تواجههم ولخصت أسبابها في أولا وثانيا.. أما باقي أندية المنطقة فهي تقع في محافظات ينبع وبدر والعلا ونظرا لقلة عدد السكان في تلك المحافظات فهي بالتالي تشكو من العنصر البشري المميز الذي يشكل الفارق في رياضتها, نظرا لأن عدد السكان في تلك المحافظات يتناسب تناسبا طرديا مع توفر ذلك العنصر ناهيك عن الدعم المادي وقلة الموارد المالية وأيضا قلة عدد الأندية في المنطقة مقارنة بالمساحة الجغرافية يساهم في عدم خلق روح التنافس بين الأندية, أضف إلى ذلك بعد المحافظات بعضها عن البعض يشكل عقبة لدى أولياء الأمور في عملية المشاركة في النشاطات.
ونحن ماضون بعون الله تعالى ثم بالتنسيق المشترك مع سمو الرئيس العام لرعاية الشباب على دعم البرامج الرياضية, وكذلك توفير المنشآت ومقرات الأندية بالمنطقة وبحث سبل تأمين الدعم المعنوي والمادي لرياضة المنطقة وأنديتها للتغلب على معيقات العمل وتحقيق طفرة رياضية تنعكس إيجابيا على شباب المنطقة في إطار ما توفره الدولة الرشيدة من دعم كبير ومتواصل للشباب والرياضة في بلادنا المباركة ونسأل الله التوفيق.
- انتقد سموكم تقرير المرصد الحضاري عن المدينة المنورة الذي أوضح أن هناك نسبة رضا كبيرة من قبل المواطنين على الخدمات المقدمة في المدينة المنورة .. لماذا وصفتم التقرير بأنة غير موضوعي وغير دقيق رغم أنه أشاد بمستوى الخدمات المقدمة؟
لاشك أن الشفافية والموضوعية يجب أن تكون عنواناً لمؤشرات المرصد الحضري حتى يمكن أن تسهم في بلورة التصور العام عن الأوضاع الخدمية والاجتماعية مما يمكن صاحب القرار من اتخاذ القرارات الصائبة إذ لابد أن تعكس الأرقام والإحصائيات لقيم هذه المؤشرات مستوى الخدمات ومدى كفايتها وجودتها، وحيث تضمن تقرير المرصد أن مؤشر نسبة رضا المواطنين عن الخدمات الحكومية يبلغ 97.3% مما يعني الاقتراب من درجات الكمال مما لا ينسجم والواقع الذي نسعى باستمرار على تحسينه من حيث رفع مستوى الخدمات, وبالتالي فإن مثل هذه النسبة تثير التساؤل لما سوف يترتب على ذلك من خطط واعتمادات مالية ولكي يكون الحكم مبني على أسس علمية فقد وجهنا في حينه بتشكيل فريق عمل من الأمارة ومن مصلحة الإحصاءات العامة والمختصين من المرصد لدراسة نتائج قيم المؤشرات ومن ضمنها مؤشر مدى رضا المواطنين عن الخدمات حيث أن هذه الخدمات تقدم من أجل المواطنين والمقيمين بالمدينة فبالتالي معرفة رأيهم أمر في غاية الأهمية.
وقد خلص الفريق إلى أن طريقة القياس من قبل المرصد والآلية التي اتبعت في قياس رضا المواطنين تفتقد للدقة والمنهجية العلمية السليمة مما أعطى نتيجة غير دقيقة ومبالغ فيها والعمل يجري الآن على إتباع الطرق الصحيحة في تدقيق قيم المؤشرات كما هو متبع من قبل جهات الاختصاص مثل مصلحة الإحصاءات العامة .
- هناك شكوى مستمرة من طريقة منح الأراضي في المدينة المنورة, هل من آلية لحل هذه المشكلة ؟
الشكوى من طريقة المنح عامة، وليست في المدينة فقط، حيث إن الموضوع تحكمه إجراءات متعددة في ضوء الأعداد الموجودة على قوائم الانتظار .
وما يتعلق بالمدينة المنورة فإن هذا الموضوع يعتبر من أهم الموضوعات التي تلقى الاهتمام والمتابعة الدائمة والمستمرة، وهناك لجان مشكلة تعمل في هذا الاتجاه، ونشرف عليها شخصياً، سواء ما يتعلق منها بحصر الأراضي القابلة للتوزيع كمنح أو ضمن مشاريع الإسكان التنموي، أم في الجوانب المتعلقة بالإجراءات التي تتخذ، وتحديد مكامن الخلل فيها وتصحيحها، ومراجعة آلياتها، أم ببحث الأسباب التي أدت إلى تأخر بعض المنح، وكذلك التنسيق المتواصل مع الأمانة ووزارة الشؤون البلدية والقروية ونتطلع إلى أن تحقق هذه الجهود أهدافها المرجوة، بما يؤدي إلى إسعاد المواطن، من خلال تفعيل توجيهات خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – بالاهتمام بقضايا المواطنين وتيسير سبل العيش الكريم لهم، بحيث يتم ذلك على الواقع، ويلمسه المواطن فعلاً .
وأطمئن الجميع بأن المواطنين بكل فئاتهم محل العناية والاهتمام، وأننا نسعى دائماً إلى خدمتهم، وندرك حجم معاناة بعضهم بشأن المنح، ولعل أثر هذه الجهود يظهر على أرض الواقع، من خلال الدور الفعال والمتابعة المستمرة لهذا الموضوع الذي أعتبر نفسي وكيلاً فيه عن كل مواطن، ومسؤول عنه أمام الله ثم أمام ولي الأمر .
- يرى سمو الأمير أن مدينة المعرفة الاقتصادية هي مدينة للمعرفة وليس للعقار وهي رؤية إستراتيجية تتوافق مع عصرنا الحالي وهو عصر اقتصاد المعرفة .. هل يرى سموكم أن هذه المدينة ستكون مصدرا للتحول نحو اقتصاد المعرفة, وهل سيتم استقطاب كفاءات عالمية للاستفادة منها في هذا الجانب؟
مدينة المعرفة الاقتصادية هي أحد أركان إستراتيجية التنويع الاقتصادي للملكة العربية السعودية وتهدف إلى الارتقاء بمكانة المدينة المنورة لتكون معلما حضاريا لخدمة سكان وزوار المدينة المنورة، وصرحا وطنيا وعالميا للتنمية الاقتصادية المبنية على الصناعات المعرفية ويتمحور دور المطور العام حول توفير البنية التحتية البلدية والذكية، التخطيطي والتنسيق العام للمشاريع والتصاميم، واستقطاب العديد من المستثمرين والمطورين والمشغلين من القطاعين العام والخاص بشأن تطوير مشاريع القطاع المعرفي مثل المتاحف والمدارس النموذجية للبنين والبنات وجامعة أهلية عالمية المستوى وكلية تقنية نموذجية ومجمع طبي بالإضافة إلى المشاريع العقارية مثل العمائر السكنية ومجمعات إسكان الزوار والأبراج متعددة الاستخدامات (الفندقية والمكتبية) وقاعة للمعارض والمؤتمرات. ويتمحور دور القطاع العقاري في مدينة المعرفة حول خلق بيئة متكاملة للسكن والزيارة والعمل والمعرفة والترفيه لقاطني وزوار المدينة المنورة بمساحة إجمالية4,800,000 متر مربعتقع ضمن حدود الحرم على المحور الرئيسي الذي يربط مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي ومحطة قطار الحرمين وطريق الملك عبدالعزيز (المؤدي مباشرةً للمسجد النبوي الشريف).
ويأتي تخطيطها الشامل تلبيةً لاحتياجات اليوم والغد بما في ذلك تحديد المواقع المناسبة للمرافق الخدمية، وتنظيم الحركة المرورية وتوفير المساحات الكافية للاستخدامات العامة والترفيهية للسكان والزوار. وحرصاً على تصميم وتنفيذ وتشغيل البنية التحتية بمستويات عالمية، تم اختيار مجموعة من أفضل الشركات العالمية والمحلية في هذا المجال مثل شركة سيسكو، دار الهندسة، وشركة الراجحي لأعمال البنية التحتية وأسماء عريقة أخرى.
وتواصل مدينة المعرفة دعمها ورعايتها للعديد من المشاريع والبرامج والفعاليات المعرفية بالتعاون مع عدة جهات في القطاعين العام والخاص للمساهمة الفعالة في تعزيز البيئة المعرفية في المدينة المنورة، في إطار دعم توجه المدينة المنورة نحو المجتمع المعرفي وجعلها مدينة مستقطبة للاستثمارات في الصناعات القائمة على المعرفة واستقطاب المواهب.
كما تستعد الشركة لتدشين “ديوان المعرفة” بشكل رسمي، حيث يعد أول مشروع معرفي قائم في مدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة بغرض تشجيع واحتضان الفعاليات المعرفية بمختلف أنواعها في مجالات الاقتصاد والثقافة والتدريب بمستوى متميز وعلى مقربة من المسجد النبوي الشريف بالإضافة إلى احتضان متحف دار المدينة الذي يعد من أبرز المتاحف المتخصصة في تراث المدينة المنورة العمراني مع التركيز على عهد الرسول عليه الصلاة والسلام. هذا وقد استضاف ديوان المعرفة خلال الربع الأول من هذا العام عدداً من الأمسيات الاقتصادية بمشاركة نخبة من أبرز رجال الأعمال على المستويين المحلي والعالمي وبحضور عدد من الشخصيات الاقتصادية والإدارية الوطنية والدولية وأعيان المدينة المنورة.
يذكر أن مشروع مدينة المعرفة الاقتصادية في المدينة المنورة قد تم إطلاقه كواحد من مشاريع المدن الاقتصادية والتي ستسهم في تعزيز الحركة الاقتصادية في المدينة المنورة عن طريق بناء ضاحية متكاملة تشمل بنية تحتية متطورة مستفيدة من الخصائص المتميزة للمدينة المنورة لجذب الاستثمارات المعرفية والاقتصادية المختلفة وهي تشكل إضافة كبيرة إلى السوق العقارية في المدينة المنورة سواء السكنية أو التجارية أو في قطاع إسكان زوار المدينة المنورة من الحجاج والمعتمرين نظراً لقربها من المسجد النبوي الشريف ومجاورتها لمحطة قطار الحرمين السريع التي تمت ترسيه عقد بناءها على مجموعة بن لادن ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي الذي يتم توسعته حالياً.
- سموكم كاتب بارع ومتابع جيد ويتفاعل مع ما ينشر في وسائل الإعلام, كيف يرى دور الإعلام في خدمة المدينة المنورة ؟
الإعلام عموما يعيش حالة من التغيير الذي تشكل برؤى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله مجاريا ما يشهده العالم من انفتاح على الثقافات وما يدور فيه من أحداث متسارعه، فصار إعلامنا واقعا نلمسه في اتساع الأفق وخلق باحة لحرية التعبير بتوازن يتفق مع مبادئ الشريعة الإسلامية وأعراف المجتمع السعودي. والإعلام في المدينة المنورة لا يختلف في نهجه عن الإعلام في عموم مناطق المملكة، إلا أن ظروف الزمان والمكان في المدينة تستدعي دورا جليا للإعلام يتفق مع قدسية أرضها مكانا، وقدسية العبادات فيها زمانا، ما بين الحج والعمرة ورمضان ونحو ذلك، فأعتقد أن الإعلام بكافة وسائله ووسائطه مارس عمله بكل حرية في المدينة، وتناول عدة موضوعات بمنتهى الشفافية رغم حساسيتها، وكانت مثار تساؤل كثير من الكتاب، وفي الوقت نفسه نحن ننشد من الإعلام أن يلقي المزيد من العناية بقضايا المواطن، وتطلعات زائر مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويبرز للعالم الإسلامي وللعالم أجمع واقع الحياة في المدينة، من المسجد النبوي وساحاته، وما يدور في محيطه وفي المنطقة المركزية، بجانب ما تشهده من مشاريع تنموية وتطويرية، وصولا إلى بحث القضايا الاجتماعية والإنسانية، التي تعين على تحقيق مبدأ التكامل والتكافل الاجتماعي.
- يحظى الإعلام الإلكتروني بدعم وتواصل من سموكم الكريم, وهي بادرة غير مسبوقة من قبل أمراء المناطق .. كيف يرى سموكم واقع الإعلام الإلكتروني في المدينة المنورة ؟
في رأيي أن الإعلام الإلكتروني لا يختلف عن الإعلام التقليدي في شيء إن أدركنا أنه صادر عن مؤسسة أو جهة أو حتى أفراد في المملكة، فكان عليه أن يؤدي رسالة سامية تجاه العالم والمجتمع، ونحن نعيش الآن ثورة الإعلام الجديد، وتعدد وسائطه ما بين مواقع التواصل الاجتماعي ونحوها، وأعتقد أن الإعلام الإلكتروني تسامت أهدافه بعد تعديل نظام المطبوعات والنشر وصدور لوائح خاصة بالصحف الإلكتروني، بعد أن كان بحاجة إلى الموثوقيه وتعزيز حضوره في المجتمع.
- من خلال “الوئام” بماذا يعد سموكم مواطن المدينة وزوار المسجد النبوي الشريف من مشاريع تنموية مستقبلية؟
العمل مستمر باتجاه إحداث النقلة النوعية اللازمة التي تتناسب مع أهمية المدينة المنورة ومكانتها في قلوب المسلمين, ولقد أنجز مؤخراً دراسة المخطط الإرشادي الشامل للمدينة المنورة من قبل هيئة تطوير المدينة المنورة والذي يتضمن كافة الخدمات المتوفرة حالياً والمشاريع المستقبلية المطلوبة وذلك وفق معايير تخطيطية دقيقة تراعي خصوصية المدينة المنورة في كافة الجوانب ومتطلباتها من الخدمات الصحية, التعليمية , الطرق, المياه, الصرف الصحي, السفلتة, الخدمات الأمنية, تطوير العشوائيات وغيرها بما يحقق تطور حقيقي لمجمل الخدمات للمدينة المنورة بإذن الله.
- كأمير منطقة يتعاطى بشكل يومي مع المواطن السعودي بماذا يفسر سموكم الكريم هذا التلاحم الكبير بين القادة والمواطن في ظل هذه الظروف الراهنة؟
مما لاشك فيه أن الظروف التي تمر بها الأمة العربية دقيقة للغاية وتتطلب التأمل في الأحداث وتطوراتها على المستوى الإقليمي في ظل الاضطرابات التي تعصف ببعض دول منطقة الشرق الأوسط, ولقد كان من نعم الله عز وجل أن أكدت هذه الظروف أصالة هذا الشعب السعودي الوفي وثقته في قيادته بل رسخت هذه الأحداث من تلاحم الشعب بقيادته لمواجهة التحديات الراهنة, وبالتالي فإن الثقة المتبادلة وما تبديه القيادة الرشيدة من حرص دائم على راحة ورفاهية الشعب, بالإضافة إلى يقظة وفطنة المواطن السعودي عززت من هذا التلاحم الذي جسد بحق أسمى معاني الحب من القيادة والوفاء مع الشعب الكريم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.