كشف ل«عكاظ» مصدر عدلي أن حالات الطلاق المثبتة في محكمة الباحة خلال العام الماضي بلغت 178 حالة من أصل 664 حالة زواج عام 1434ه، ما يؤكد أن 27 في المائة من زيجات المنطقة في مهب الريح بسبب الطلاق، مبديا أسفه وتحفظه على تصرفات الأزواج حين يضعون الطلاق خيارا أول عند كل إشكالية تقع بينهم وزوجاتهم، داعيا الأزواج لتفهم معنى الرباط المقدس بينهما واستيعاب كل طرف للآخر وتحملهما هفوات بعضهما، إذ إن تجاوز الأخطاء الصغيرة يمكن للفضائل الكبرى. ويرى استشاري النفسية والأستاذ المشارك في كلية الطب الدكتور علي الزهراني، أن المجتمع يمر بمرحلة تغير من أبرز مظاهرها العلاقات خارج إطار الزواج، وانتشار الصداقات بين الشباب والشابات، بحيث يدخل الزوج أو الزوجة الحياة الزوجية وفي ذهنه المقارنة بين الشريك والصديق، مضيفا أن بعض الشباب ينظرون للزوجة على أنها هدية تلقاها من أبيه كجهاز البلايستيشن الذي لعب فيه وأخيرا رماه، أو مثل السيارة التي استعملها ثم زهد بها، مبديا أسفه أن البعض من الشباب لم يعد يتحمل المسؤولية في العشرينيات كما كنا لأنه تعود أن ينام في أي مكان ويسافر إلى أي مكان يريده ولا يريد أحدا أن يسأله أين ذهبت ومن أين جئت، وهذا يسبب له تعاسة يومية كونه اعتاد على الانفلات من القيود على مدار اليوم، كما أن الفتاة تلبى طلباتها دون أن تتحرك أو تتبنى تقديم أي مساعدة أو خدمة لأحد في المنزل. وزاد «إن الحالة المعيشية والقدرات المالية لا يمكن أن نغفلها، إذ إن لكل من الزوجين متطلبات وللمنزل متطلباته ودخل الشباب والفتيات الشهري هذه الأيام لا يكفي لشراء جهاز جوال ناهيك عن تأمين إيجار منزل ومتطلبات ولوازم أطفال، والزوجة غالبا ترى أن الرجل هو المعني بتوفير كل شيء للبيت، حتى لو كانت تعمل ولها راتب يؤمن مع راتب الزوجة حياة كريمة. من جهتها، قالت المستشارة الأسرية الدكتورة سحر رجب «إن الطلاق يعود لأسباب منها دلال الفتاة والشباب أيضا، عدم تقبلهم للواقع الذي نعيشه، كما أن تلبية الاحتياجات بداية الزواج يدفع الزوجة إلى التمسك بذات السقف من النفقة ولا ترضى عنه بديلا»، وتحمل سحر الأسرة مسؤولية تربية الفتاة وتأهيلها لتكون زوجة وأما تتحمل كافة الأعباء الزوجية، مؤكدة أن من يقع منهم الطلاق يغفلون المودة، ويستعيضون عن النقاش بالصراخ ويتجاهلون التعامل الحسن مع زوجاتهم، مطالبة باحترام الحموات وأمهات الأزواج كون الزوجة تريد من الزوج احترام أسرتها ما يجعل الاحترام متبادلا، معولة على الدورات التدريبة للمقبلات والمقبلين على الزواج لتفهم طبيعة الحياة التي سيقدمون عليها، مشددة على أهمية اللطف واللين في استمرار الحياة، مشيرة إلى أن لكل طرف في العلاقة الزوجية عيوبه وحسناته وكل ما استحضرا المزايا والحسنات كلما كانا متسامحين.