يتزايد بشكل مطرد تعقيد الدور الذي تلعبه الموارد البشرية في عالمنا المعاصر سريع التغير، ويغدو أكثر تحديا. وقد شهدنا على مدى السنوات الماضية عددا كبيرا من التحولات على صعيد القوى العاملة في المنطقة. وقد لعبت ثلاثة عوامل تزامنت مع بعضها البعض في تغير طبيعة سوق التوظيف الشرق أوسطية المتسمة بالتنافسية العالية بشكل جذري، ألا وهي التحولات الديموغرافية وتغير الهياكل التنظيمية والمد العولمي. فضلا عن ذلك، فقد شددت على ضرورة تبني ممارسات جديدة على المستوى العالمي في حقل الموارد البشرية تعزز من أهمية مشاركة الموظفين واندماجهم وتضع هذا الشأن في صميم استراتيجيات الأعمال في كل مؤسسة. وقد بات معلوما في يومنا هذا أن تأسيس بيئة مؤسسية، تتسم بالتنوع والحيوية وتدعم معايير الإنتاجية والإبداع والابتكار، يعد أحد أبرز مقومات النجاح ورفع مستويات الأداء، وبالتالي الحفاظ على الموظفين وتحقيق الأهداف التجارية طويلة الأجل. ونحن نأمل أن نشهد المزيد من الشركات تقبل على تبني استراتيجيات فعالة لتحفيز مشاركة واندماج الموظفين. ويتسم سوق التوظيف في الوقت الراهن بعدم الاستقرار وعدم اليقين. ولهذا، أصبح من المهم بالنسبة للشركات، اليوم أكثر من أي وقت مضى، ترسيخ ثقافة مؤسسية تقوم على تعزيز التواصل بين رب العمل والموظفين، وعلى تحفيز المؤسسة لقواها العاملة. ويتضمن ذلك العديد من الإجراءات المؤسسية، وفي مقدمتها تعميق الصلات بين الموظف وعمله والمؤسسة والإدارة وزملاء العمل. وفي الواقع، تظهر الدراسات الحديثة أن الموظفين الملتزمين والمخلصين لعملهم (على المستوى العاطفي) يقدمون أداء أعلى من أولئك الذين ليسوا كذلك. وهذا يقودنا إلى سؤال يطرح نفسه بقوة؛ كيف يمكن للمؤسسات تقديم خدمات موارد بشرية فعالة يمكنها أن تلبي احتياجات القوى العاملة المعاصرة المتسمة بالتنوع الثقافي وتباين الأعمار، وفي نفس الوقت ضمان النجاح المؤسسي؟ والجواب على هذا السؤال متعدد المسارات: ليس هنالك من ينكر أن تبني استراتيجية تعزيز المشاركة للقوى العاملة، من خلال أنظمه فاعله تأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب والمستويات، هو ضرورة حيوية لإحراز نتائج مؤسسية جيدة والحفاظ على مشاركة واندماج الموظفين. وقد أدركنا منذ فترة طويلة أهمية المبادرات التي تضمن مشاركة واندماج الموظفين، ولا تقتصر على تحفيزهم فحسب، بل تتعدى الأدوار التقليدية إلى ذلك مساعدتهم على تأسيس روابط قوية للتفاعل ضمن فرق عمل متكاملة وتمتلك المهارات القيادية المثالية للعطاء بتميز كل في مجاله. وتشمل هذه المبادرات توفير رؤيه واضحة للموظفين لتوجهات المنظمة وأهدافها وخطط العمل ومعايير النجاح ليدركوا أن كل فريق وفرد له دور ذي مغزى في العمل المؤسسي يتسم بالتحدي ويجعلهم يشعرون أنهم يديرون عملهم الخاص كملاك ويحملون المسؤولية على عاتقهم. * مدير الموارد البشرية في شركة بروكتر آند قامبل في الجزيرة العربية وباكستان