لا يخلو حديث لمسؤول في شركة موبايلي إلا وتجده يعرج على دور بارز لموظفي الشركة وإسهاماتهم في النجاحات التي تحققت على أرض الواقع في فترة لم تتجاوز الخمسة أعوام. موظفو موبايلي أو كما يحلو للشركة تسميتهم (بعائلة موبايلي) هم محور حديث (الرياض) اليوم في ضيافة حامد بن عبدالله الخرجي الرئيس التنفيذي للموارد البشرية بشركة موبايلي. الخرجي أكد على أن بيئة العمل في الشركة محفزة بفضل العديد من القيم التي غرستها موبايلي في عصر أصبح استقطاب الكوادر البشرية وتطوير أدائها وإعداد كفاءات قيادية مميزة من المهام الاستراتيجية في بناء شركة قوية قادرة على المنافسة. موبايلي - التي قفزت بخطواتها نحو اعتماد آلية توظيف احترافية لاختيار أفضل العناصر وتأهيلها وتطويرها - تجاوبت بكل نجاح مع تحديات سوق العمل ونجحت في تشكيل فريق عمل متميز يلبي احتياجات المشتركين المتزايدة. * بداية هل لكم أن تطلعونا بشكل عام على الفلسفة التي تعمل من خلالها إدارة الموارد البشرية في موبايلي؟ تعتمد الفلسفة العامة لإدارة الموارد البشرية في «موبايلي» على تفعيل دورها كشريك مهم في كل نجاح يتحقق للشركة، ونحن نضع نصب أعيننا الاهتمام بالعنصر البشري وتوفير بيئة عمل صحية وآمنة للموظفين في جميع الإدارات لتحفيزهم على الإنتاج والإبداع والاستمرار في السعي وراء النجاح إضافة إلى تحديد الاحتياجات الفعلية الحالية والمستقبلية للشركة وجلب الكوادر البشرية المتخصصة في مجال تقنية الاتصالات وتدريبها لتكون على أهبة الاستعداد لتلبية المتطلبات المستجدة من وقت إلى آخر. * نجدكم في كل مرة تتباهون بموظفيكم وبيئة العمل لديكم، هل هي سياسة لتحفيز موظفيكم واستقطاب عقول ومهنية مميزة للعمل لديكم؟ مصدر تباهينا بموظفينا - كما ذكرت - هو انعكاس للجهود التي تبذلها (عائلة موبايلي) وهم بالتأكيد مازالوا يؤدون عملهم بكل تفان وإخلاص. في الحقيقة هم مصدر اعتزازنا وثروة ثمينة نسعى للمحافظة عليها بالعديد من البرامج التي استحدثتاها لهذا الغرض. ودعني أوضح نقطة مهمة وسياسة انتهجتها موبايلي في السوق السعودية فيما يتعلق بالموارد البشرية للقطاع الخاص وهي قيم موبايلي الستة، حيث عمدنا بعد بحث وجهد مستمرين للخروج برؤية حول أهم القيم التي تساهم في الوصول لبيئة عمل احترافية تركز على الاتصال الإنساني سواء في محيط العمل أو خارجه.. ولعلك تلحظ عند زيارة لفرع من فروعنا بحرارة الترحيب الصادقة التي تنبع من داخل موظفينا تجاه كل المشتركين، كما أن السياسة ذاتها ينتهجها قادة موبايلي في الإدارات المختلفة مع كافة الموظفين كل صباح إذ يسود جو الاحترام المتبادل بين طاقم العمل الواحد وهذا بالتأكيد ساعدنا في غرس قيمة أخرى تتمثل في الشفافية، وهذا المفهوم ساعد في إبداء الرأي دون قيود كما ساهم بشكل واضح في إراحة الموظف بشكل كبير لأنه يدرك في نهاية المطاف أن هناك من يستمع لرأيه ويهتم به لذا وجدنا من الأنسب أن نختار لأنفسنا شعاراً أسميناه (نحن نهتم). ولتوسيع الدائرة بشكل أكبر وإتاحة الفرصة للجميع عمدنا إلى إنشاء منتدى داخلي خاص بالموظفين على شبكة (الانترانت) تشرف عليه لجنة مختصة من إدارة الموارد البشرية مهمتها متابعة ما يدور في المنتدى من هموم واهتمامات صادرة من الموظفين والعمل على دراستها وحلها مما ساهم في تشجيع الموظفين لإبداء آرائهم بكل حرية. * وهل لديكم الوقت الكافي لدارسة كل ما يطرحه الموظفون بهذا المنتدى؟ كما سبق وأن ذكرت لك هناك لجنة متخصصة في الموارد البشرية تتولى فرز المشاركات والآراء ومن ثم الرد عليها وابلاغ الموظفين بشكل دوري بكل المستجدات سواء من خلال الإعلان الداخلي لأبرز القضايا التي تمت مناقشتها أو من خلال التواصل المباشر مع الأطراف ذات العلاقة. * وماذا عن القيم التي تحدثت عنها، هل لكم أن تطلعونا عليها والفوائد المرجوة من تطبيقها؟ قيم موبايلي التي تحملها (عائلة موبايلي) هي المعاصرة والحماس والشفافية والمبادرة والاحترام والنجاح وهي قيم تمثل الحقيقة وليست مجرد شعارات نرفعها حيث تم عمل دورات تدريبية خاصة لتعزيز هذه القيم داخل الموظفين ولمسنا الانعكاسات الايجابية لهذه القيم على موظفينا ومدى ارتفاع الولاء الوظيفي لديهم وهذا ساهم بشكل مباشر في نجاح الشركة بشكل عام. ولعلك تلحظ أن هذه القيم سهلة من ناحية الفهم والتطبيق وبالتالي يسهل علينا قياس الأثر الرجعي لها، وأحب أن أشير إلى أن موبايلي وقعت اتفاقية مع شركة ديل كارنجي العالمية للتدريب وذلك لتعزيز التطبيق الأمثل لهذه القيم في العمل ومع الزملاء داخل الشركة.. ونقوم ضمن جدولة مسبقة لطرح هذه القيم على طاولة النقاش في المنتدى الخاص (نحن نهتم) لقياس مدى تطبيق عائلة موبايلي لهذه القيم ومدى رضاهم عنها. * تشعرنا «نحن نهتم» بمعان عدة رغم قصر كلماتها، كيف تطبقون هذا الشعار؟ «نحن نهتم» ليس شعاراً فحسب بل هو برنامج يعنى بالموظف بشكل مباشر وتندرج تحته العديد من البرامج عمدنا الى تسميتها بمسميات تحفيزية تساعد على رسوخها في أذهان الموظفين، ومن هذه البرامج برنامج «أبي في العمل» الذي تنظمه الشركة مرتين في السنة وهو عبارة عن نصف يوم عمل يصطحب فيه الموظفون أبناءهم إلى الشركة، وهناك أيضاً لقاءات «بناء الفريق» التي تتم في جميع الإدارات، وبرنامج «إفطار مع الرئيس التنفيذي» وبرنامج «ملخصات الكتب»، وكل ما تقدم هو أمثلة على بعض برامج «نحن نهتم» التي نطبقها في موبايلي. وبالإضافة إلى ذلك فهناك برامج مكافآت خاصة أطلقنا عليها «بيض الله وجهك» وبرنامج «ما قصرت» الهدف منها تحفيز وتشجيع الموظفين على بذل المزيد من الجهد، ومكافأة الأداء المتميز وتعزيزه عند الموظفين. أيضا تقيم صورة جماعية لموظفي موبايلي المشاركين في برنامج ديل كارنجي الشركة اجتماعات سنوية كبيرة في المناطق الثلاث الوسطى والغربية والشرقية يشارك فيها جميع الموظفين مع الإدارة العليا للشركة وتحتوي على برامج عدة من المسابقات والفعاليات وتكريم الموظفين. * لقي خبر تعويض موظفيكم المتضررين من سيول جدة أصداء واسعة، هل تم فعلاً صرف التعويضات لهم وكيف تمت الآلية؟ نرى أن تعويض موظفينا المتضررين من سيول جدة واجب علينا نابع من اهتمامنا بهم والوقوف معهم. ولقد اعتمدنا على ما رفعه الموظفون المتضررون بعد أن أعلنا عن ذلك داخلياً، وقد تم صرف التعويضات للموظفين المتضررين وكنا على متابعة لكل التفاصيل المتعلقة بذلك. * دعنا نتحدث عن طريقة تعاملكم مع تحديات التوظيف في ضوء المنافسة الشرسة على الكوادر المؤهلة في مجال الاتصالات داخل المملكة وخارجها؟ لقد بنينا استراتيجية التوظيف الخاصة بنا على دراسة وافية للسوق المحلية والإقليمية من حيث الكوادر المتاحة وكيفية اجتذاب أفضل العناصر والمواهب والحفاظ عليها من خلال تطبيق نظام أجور ومكافآت تنافسي جعل «موبايلي» من أفضل الشركات في المنطقة من حيث احترافية العقول التي تزخر بها. ولدينا أعداد كبيرة من السير الذاتية التي أرسلت عن طريق موقع الشركة على الإنترنت، أو كتوصيات من موظفينا، والتي ساعدتنا على بناء قاعدة بيانات واسعة تشمل العديد من التخصصات التي قد تحتاجها الشركة، مما ينعكس إيجابياً على سرعة عمليات التوظيف لإرضاء احتياجات الأقسام المختلفة. هذا بالإضافة إلى الاستعانة بمكاتب التوظيف المحلية والإقليمية التي تتمتع بخبرات كبيرة وسمعة طيبة في هذا المجال. * هل تعتمدون فقط على نظام المكافآت للحفاظ على تلك العناصر المؤهلة، أم أن هناك أساليب أخرى تخدم هذا الغرض؟ منذ أطلقت «موبايلي» خدماتها ونحن نعمل على توفير البيئة المناسبة التي تعين الموظف على العمل بكفاءة وإنتاجية، وإيجاد الدعم الكافي من إدارة واعية تدأب على تدريب وتأهيل وتحفيز الموظفين، وتمنحهم من المهام والسلطات ما يتيح لهم تطوير أنفسهم وغيرهم عن طريق نقل المعرفة والإلمام بمهارات جديدة ومتنوعة. ولقد صممنا لذلك أنظمة ولوائح عمل حديثة ومرنة تتفق مع نظام العمل في المملكة، وتوازن بين مصلحة الموظف وبين مقتضيات العمل، مما ساهم في خلق ثقافة تنظيمية نابعة من النجاحات المتواصلة والتشجيع أبناء موظفي موبايلي مع آبائهم في العمل على الإبداع وتحمل المخاطر. وتقوم موبايلي أيضاً على تبني أفضل تطبيقات الموارد البشرية على مستوى العالم، وتتعاقد مع مكاتب استشارية عالمية تساعد على التطوير المستمر لبيئة العمل ورفع درجة الرضا الوظيفي عند جميع الموظفين. * كيف ساهم تدريب موظفيكم في نجاحات «موبايلي»؟ وهل تتبعون منهجية خاصة في هذا المجال؟ يكتسب التدريب أهمية كبيرة في النهوض ببيئة العمل من خلال تطوير الموارد البشرية، وترتكز فلسفتنا على تحديد الاحتياجات الفعلية للموظف والوظيفة؛ إذ يتم استقراء الاحتياجات التدريبية من مهارات وأساليب مبتكرة يحتاج إليها الموظف لمساعدته على أداء وظيفته الحالية على الوجه الأكمل أو على إعداده لتطوير نفسه ومن ثم الارتقاء إلى مستوى وظيفي أعلى مستقبلاً. وينص نهجنا التدريبي على اختيار أفضل المؤسسات التدريبية في الداخل والخارج مما يضمن الاستفادة الكاملة للموظفين والشركة، وتوفير خدمات فائقة الجودة لعملائنا على كافة الأصعدة. ولا شك أن القيمة المضافة من وراء برامج التدريب والتطوير هي قيمة مضافة عالية تتيح ل «موبايلي» ميزة تنافسية أكبر. * وكيف توفر الشركة قيادات بديلة مؤهلة للاضطلاع بالمسؤوليات مستقبلاً؟ أعددنا برنامجاً تأهيلياً متخصصاً، يستهدف تطوير وإعداد القيادات داخل الشركة. يعتمد هذا البرنامج على تحديد فئة معينة من الموظفين ممن تتوفر لديهم الاستعدادات الطبيعية والمهنية لتولي مناصب قيادية في الشركة مستقبلاً. وهذا البرنامج متاح لكل موظف في الشركة يرى في نفسه الكفاءة، شريطة اجتيازه اختبارات متخصصة وتقييمات موضوعية. * تطرأ تغييرات سريعة ومتلاحقة على قطاع الاتصالات مما يشكل تحديات عدة لإدارة الموارد البشرية خاصة؛ كيف تتعاملون مع هذه التحديات؟ - تكنولوجيا الاتصالات متنوعة وذات تطبيقات واسعة في مجال العروض والخدمات. ونحن مقتنعون تماماً بأهمية البحوث الاستشارية والدراسات التي تمدنا بأحدث الأساليب وأكثرها ملائمة لعملائنا داخل وخارج الشركة، ونسعى إلى توفير الميزانيات الكافية لذلك، ونعمل على تنفيذ التوصيات الخاصة بدور الموارد البشرية في مواجهة هذه التحديات.. لقد ذكرت سابقاً أن فلسفتنا تقوم على أساس إيماننا بأننا شريك استراتيجي يلعب دوراً فعالاً ومؤثراً، ومن البدهي أن يتبلور هذا الدور لا عن طريق الاضطلاع بالمهام التقليدية لإدارة الموارد البشرية فحسب، بل عن طريق الإلمام التام بالأوجه المتعددة لمجال الاتصالات من تكنولوجيا وعمليات وخدمات، في الحاضر والمستقبل، وما يترتب على ذلك من استعدادية خاصة للموارد البشرية في إطار استراتيجي بعيد المدى يضمن ل «موبايلي» تميزها وصدارتها. حامد الخرجي