تقلصت حقبة الزواج التقليدي الذي يعتمد على «شورة» الأم والأخت والجيران والخاطبة، كما بدأت حقبة الالتزام بالزواج من بنات الجماعة والعشيرة في التواري. إذ تختلف الحالة في العام 2013 حيث الزواج العصري بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي، إنترنت، واتسب، فيس بوك، وبلاك بيري وغير ذلك. الفتيات صار لهن كلمة ويرفضن تقاليد الزواج الكلاسيكي وقررن الخوض في عصرنة الزواج وتحديث عاداته بعدما تطورت وسائل الاتصال وتواكبت معها طرق التعارف والقصص. في ملف «عكاظ» حزمة من القصص والروايات عن قصص ارتباط وزواج عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، فها هي «مرام» تروي حكايتها، وتقول إنها تزوجت قبل ست سنوات عن طريق الشات واصفة قصة زواجها بالغريبة ومع ذلك نجحت الزيجة المباركة، وأنجبت ثلاث بنات. تقول مرام: كنت أبحث في مواقع الإنترنت عن موديلات لفساتين بغرض حضور مناسبة إحدى صديقاتي، وفجاة أطل علي شخص لا أعرفه فارتعبت وظللت جامدة فكتب لي أنت في صفحتي على الشات لكي أتحدث معك وتحدثيني افعلي ما سأمليه لك، حقا لم أكن أعرف كيف استخدم الشات ولا أعرف كيف وصلت لصفحته في الفيس بوك، وبدأ يكتب لي وأنا أطبق ما يكتب حتى أصبحت اتقن الشات بطريقة جيدة وفي اليوم الثاني ذهبت لإحدى صديقاتي لتعلمني استخدام الشات بشكل أقوى وأصبحت مترددة على غرفة الشات أتحدث معه يوميا، أذكر أنني كنت في أولى جامعة، وشعرت بأنه جاد. بعد عام ونصف العام تقدم الشاب رسميا لخطبة مرام، وعند سؤاله كيف تعرف بي أجاب بصورة دبلوماسية: من أهل الخير، وتم الزواج ومضت ست سنوات وانجبنا ثلاث بنات، وصارت علاقتهما أشبه بالصداقة أكثر منها الزواج إذ يعرف كل واحد منهما كل شيء عن الآخر ما سهل أمر مسيرتهما الزوجية ونجاحها المطلق. قبول الصداقة مزن تخالف مرام في وصف قصتها، وتقول إنها ليست غريبة فقد أصبح الزواج عبر هذه الوسيلة مطروقا وسهلا واعتياديا، ولا تتوقع أن تقبل أي فتاة أو شاب الزواج بالطرق القديمة، وتقول إن قصتها بدأت مع زوجها عن طريق صفحتها في الفيس بوك حيث كانت مضافة عند إحدى صديقاتها وعن طريقها رأى اسمها، فطلب منها إضافته فتجاهلت الموضوع فلم يستسلم حتى شعرت مزن بفضول لأعرف ما يريد فأضافته، من هنا بدأت الحياة، أخذنا نتحدث في صفحة خاصة ثم سألته عن سر الحاحه في طلب صداقتي، فقال إنه من خلال تعليق صديقتي على بعض تعليقاتي شعر بتقارب وحرص على التعرف علي، وقد كان أول شيء سألني عنه إن كنت مرتبطة فأجبته بالنفي، بعد ثمانية أشهر تقدم لخطبتي وتزوجنا وأنجبنا طفلا، ولم أشعر يوما أنه يشك في ونحن مقتنعان بعلاقتنا الزوجية وإكمالها، وإن وصلنا في يوم لرغبة في الانفصال سنكون صريحين كما بدأنا تعارفنا بصراحة فلم يكذب علي ولم أكذب عليه وأنا الآن حامل في شهري الخامس ننتظر المولود الثاني. زواج زمان يعلق الشاب فراس على الوقائع والقصص بالقول: زواج زمان ولى وانقضى وهو قديم، أغلبه فاشل وتجربته أكبر برهان، فقد تعرف على فتاة رائعة عن طريق اليوتيوب ثم طلب إضافتها فلم تجب فكرر المحاولة حتى استجابت فأرسل لها في صفحته الخاصة وحدث تواصل، فهي راقية فعلا وصاحبة أخلاق عالية فطلب منها الزواج لأنه أحبها وشعر أنها تحبه ومع ذلك رفضت فكرة الزواج. يضيف فراس: استغربت رفضها لما بيننا من توافق في أغلب الأشياء والأفكار، فسألتها عن السبب وقد اتفقنا على الصراحة، فقالت لي أنت من عائلة ثرية وأنا من عائلة أقل من متوسطة ولا أقبل بأن تعير بي أو أن تنظر لي أسرتك نظرة دونية، فضحكت لأن هذا ليس مبدئي والغنى لا يخلق سعادة والفقر ليس عيبا ونحن كبشر لا نختار ما نحن عليه من حال فاقتنعت. يعترف فراس أن بعض أفراد عائلته تحفظوا على هذه الزيجة لأن حال أسرتها دون المتوسط ولكنه أصر على فكرته وحقق حلمه في الاقتران بمن اختارها قلبه وعقله، ومضى عليهما ثلاثة أعوام وأنجبا توأما ذكرين، وأصبحت زوجة محبوبة لدى كل الأسرة بأخلاقها العالية وحسن تعاملها ويضيف فراس ضاحكا: لو تزوجت بالطريقة التقليدية لبحثت لي والدتي عن فتاة من نفس مستوى عائلتي حتى لو كانت سيئة. قصة زواج نادر فيها شيء من المصادفة فقد تعرف عن طريق الخطأ على فتاة بعدما بعث رسالة بالواتس لأحد أصدقائه، فردت تسبه وتشتمه لأن الرسالة كانت تحوي بعض الكلمات الخاصة بالشبان فرد عليها بالمثل معتقدا أن من يرد عليه هو صديقه، لكنها عادت وهددت باللجوء إلى والدها إن كرر محاولة إرسال رسائله فاستوعب نادر حجم الخطأ الذي وقع فيه واكتشف اختلاط الأرقام في ذاكرته، فبعث يعتذر لها وللتأكيد على حسن نيته كتب لها اسمه كاملا مع عنوانه، ومكان عمله فتفهمت الفتاة الوضع وقبلت الاعتذار، ثم حدث تواصل بينهما لمدة عام وطلب منها الزواج فوافقت وتزوجا. أبغض الحلال يضيف نادر: بعد عام طلبت الطلاق وكانت محقة فأنا شكاك بدرجة كبيرة فعاشت معي في عذاب كلما أجدها ترسل بالواتساب أو تتحدث في الهاتف أسأل من يكون على الطرف الآخر وأمنعها من الخروج مع صديقاتها، وإذا استيقظت ولم أجدها في الغرفة أتسلل في المنزل لأرى أين هي فلم تتحمل فطلبت الطلاق وانفصلنا؛ سببت لها العذاب النفسي والذي تحول إلى مرض جسدي وللأمانة العيب في أنا، فالشك يلازمني في كل حياتي وفشلت في التخلص منه.