تقدم شاب للزواج بي فرفضه أبي دون أن يحدثه أو يتعرف عليه؛ وذلك لطريقة تعرفي عليه، فأنا فتاة عمري خمس وعشرون سنة، ملتزمة وعاقلة ووظيفتي مرموقة، وذلك الشاب عمره سبع وعشرون سنة، وهو على قدر من الالتزام والعقل والنضج، وقد كنت أدخل على منتدى يناقش قضايا عامة على الإنترنت، وأبدي برأيي في بعض هذه المواضيع؛ فقرأ الشاب آرائي وأعجب بها، وكان أحيانا يعلق على ما أكتبه. وحاول ضيافتي والتحدث معي مرات عديدة على (الشات)، وقد كنت أرفض دائما؛ وذلك لأنني لا أتكلم نهائيا مع من لا أعرفه ذكراً كان أو أنثى، وبعد حوالي ستة أشهر أراد أن يتقدم للزواج بي، فسأل عني إحدى صديقاتي وهو يعرفها ويحدثها كثيراً على المنتدى، وأخبرتني صديقتي بذلك، وعندها فقط قبلت أن أحدثه لمدة أسبوع عن طريق الكتابة (الشات) بكل احترام وأدب، فأنا أؤدي الفرائض وأرعى الله في تصرفاتي، ولكنني أخطأت في أنني أخفيت ذلك عن أهلي..وبعد مرور أسبوع وجدنا أننا مبدئيا نشترك في المبادئ والأهداف ونتكافأ من حيث العقل والعلم والأسرة والالتزام، فقال: إنه أخبر أهله ووافق أن أخبر أهلي بالموضوع.. أبي رفض دون أن يراه أو يحدثه؛ لأنني راسلته لمدة أسبوع بدون علمه، وبسبب طريقة تعارفنا.. سألت صديقتي عنه ومدى معرفتها به فذكرت لي أنها بالكاد تعرفه وذلك فقط عبر (الشات) ،حينها طلبت منها أن تتقصى معي عن مدى جديته في الزواج بي، وبعد محاولات عديدة لمعرفته توصلنا إلى أنه متزوج وعاطل عن العمل، حيث يعتمد على زوجته المعلمة، حينها عدت إلى والدي معتذرة وإلى نفسي لائمة، وحمدت الله أن أخرجني من هذه التجربة قوية وواعية. حلم الأمومة أنا متزوجة منذ أربع سنوات، مررت في بداية حياتي الزوجية بمشكلات عديدة، كأي حياة فيها الحلو والمر، كان أهلي وأهله في السنتين الأوليين يتدخلون في إصلاح الأمور بيني وبينه، لكن منَّ الله عليَّ بعدها بأن أحلَّ مشاكلي بنفسي، وحاولت جاهدة أن تكون حياة هادئة لكن إلى الآن لم أنجب لأن زوجي عقيم.. ولم أعلم أنه عقيم إلا بعد مرور أكثر من سنة، كان بالبداية يتهمني بالعقم وكنت أصدقه لضعفي، وقتها تحملته طوال الأربع سنوات، وكنت دائما أحلم أن أصبح أمًا، وكنت أدعو الله أن يصبِّرني.. كان زوجي دائما يهددني بالطلاق لأتفه الأمور، وأقف أنا وقتها صامتة لا أتحدث ولا بكلمة، أتركه يصرخ ويتلفظ عليَّ بألفاظ رديئة.. وعندها فقط أقول له: إذا كان ضميرك يريحك إذا طلقتني فطلقني.. وقتها يصمت... وكأنه لم يحدث شيء وأنا أحترق من داخلي.. حدثت مشاكل كثيرة وكنت أحاول أن أنفذ كلمة والدتي عندما تقول لي اصبري واحتسبي الأجر عند الله ما ضاقت إلا لتفرج.. هو مغرور بعض الشيء لا أعلم لماذا؟ أعتقد أنه تربّى على ذلك.. تحدث إليَّ والدي أن هذا الوضع الذي يحدث بيني وبين زوجي لا يعجبه، وأنه يريد لي حياة مستقرة، وأن يكون لي منزل مستقل، وكان ينصحني أن أبلغ زوجي بأنه متضايق من أسلوب حياتنا، اجتمع والدي وزوجي فما كان من زوجي إلا أن يعتذر لوالدي عن كل ما بدر منه، مع الوعد بمحاولة العلاج، وبالفعل راجع بعض الأطباء والذين أعطوه أدوية مقوّية للحيوانات المنوية والتي تموت منها كميات كبيرة بمجرد خروجها، أي أنه ليس عقيماً.. حمدت الله على هذا الأمل، وبعد أن واصل العلاج رزقنا الله ابنة، حينها عرفت أن الصبر والاحتساب والتوكل على الله أمور لا يجب أن نغفلها في حياتنا.