سددت خريجات من كلية الإعلام سهام نقد حادة إلى ما أسمينه فقر المناهج وعدم قدرتها على تخريج إعلاميات بالمعنى المتعارف عليه. وأشرن إلى أن كليات الإعلام لم تواكب التسارع الكبير الذي حدث في وسائل الإعلام بمختلف صورها وأشكالها كما انتقدت المتحدثات كفاءة بعض أعضاء هيئات التدريس في الجامعات وقلن «كليات الإعلام في جامعاتنا تقف عاجزة عن تلبية رغبات الطالبات والطلاب فيما يتعلق بالتدريب العملي والميداني والقصور في جانب تجديد مناهجها الإعلامية والتخلف عن التجهيزات المعملية ووحدات الإنتاج وتقنيات الإعلام الرقمي»، وذكرت المتحدثات أن العمل التدريبي واكتساب الخبرة لا يتمان بزيارة واحدة إلى المؤسسات الصحفية. وذكرت طالبات تخرجن مؤخرا من كليات الإعلام أن رغباتهن بالالتحاق بهذا الحقل الهام اصطدمت بعجز الإمكانات. ورصدت «عكاظ» في استطلاع معهن بعض المقترحات والرؤى التي تمكنهن وبقية زميلاتهن من خريجات الإعلام في معالجة بعض أوجه القصور والعجز خاصة أن أغلب المتحدثات اخترن حقل الإعلام والصحافة لإشباع رغباتهن في دراسة هذا الضرب من العلم وسد احتياج الإذاعة والتلفزيون والصحافة بمزيد من الكوادر النسائية المؤهلة. وترى خريجة الصحافة ابتهال الهيل أن ما دفعها إلى دخول تخصص الصحافة وفرة الفرص الوظيفية في المؤسسات الإعلامية القائمة لاسيما أن عددا كبيرا من الجامعات تنبهت إلى هذا الجانب وأطلقت كليات للصحافة. وتزيد ابتهال بالقول إن زميلات أخريات اخترن الإعلام الإذاعي والتلفزيوني والعلاقات العامة. ومع تعدد هذه الرغبات فإن جميع الطالبات انصب اهتمامهن في مجال الصحافة. هند السريحي تقول إنها وزميلاتها ظللن يطالبن بتوفير معامل صحفية للتدريب على إنتاج وإعداد مواد وتحقيقات وأشكال صحفية شاملة بواسطة فريق مدربات بارعات يتم استقطابهن من الصحف المحلية.. والملاحظ كما تقول السريحي أن الخريجات يتدربن في مجال العلاقات العامة وهي تدريبات اكتفت بزيارة واحدة لا تكفي. وتضيف أن المشرفة على التدريب وعدتهن بأن الدورة ستكون في مجال العلاقات العامة في جوانب التنظيم والتنسيق بين الجهات. ثم منحت المتدربات مجال التدرب في موضوعين لاختيار واحد وأغلب الجوانب شملت الإتيكيت والبروتكول وكلها جوانب لا علاقة لها بالصحافة والإعلام. وتواصل السريحي لتقول إن أغلب المناهج في الجامعة مصرية قديمة ولم يستحدث برنامج تعليمي مواكب حتى الآن ولم تنل الفائدة إلا من مادة وحيدة اسمها «إدارة المؤسسات الصحفية»، وقد تولى أستاذ المادة ابتعاثنا إلى مؤسسة «عكاظ» حيث جالت الخريجات على أقسام التحرير والمطابع وهو أسلوب طيب ومقبول ومطلوب. احتكار الرجال الإعلامية المذيعة مروة سالم قالت إن شغفها بالإعلام منذ الصغر دفعها إلى الدخول إلى هذا المجال الحيوي الهام إلى جانب أن المهنة ظلت حكرا على الرجال، وبعد إنشاء أقسام للإعلام في الجامعات وجدت الفتيات الفرصة السانحة للدخول في هذا الحقل. أما ولاء باحفظ الله (خريجة إعلامية وتعمل في إذاعة خاصة) فقالت إنها تخرجت في مجال الإعداد السينمائي من جامعة مصرية ثم درست الإعلام في المملكة ولم تجد الفرصة فقررت السفر إلى الخارج لدراسة التخصص الممتع كما تقول وللأسف فإن المتخرجات في هذا الحقل الهام في حاجة إلى خبرة وعناصر الخبرة غير متوافرة هنا. أين التخصص؟ خديجة المهنا تطالب بفصل قسم الإعلام عن كليات الآداب وتحويله إلى كلية منفصلة بذاتها مستقلة بوحداتها المعملية والإنتاجية واستديوهاتها. وتنتقد المهنا حصر تخصصات الطالبات في العلاقات العامة والصحافة فقط «حسب تعبيرها». ومن جانبها، تقول مريم الأحمدي (دارسة في قسم الصحافة المستوى الثالث): كنت أتمنى أعضاء هيئة تدريس متخصصين في المواد التي ندرسها فهناك عضوة تدريس متخصصة في العلاقات العامة تدرسنا مادة الخبر أين وجه الشبه بين هذا وذاك؟». وتتساءل رهام أحمد (الطالبة المنتسبة في قسم الإعلام) عن سر المقررات التي تأتي قبل الاختبارات بفترة قصيرة، وتضيف «هذا الحضور المفاجئ يصعب معه الفهم والاستيعاب والتجاوب المأمول».