تزايدت الشكوك أمس حول مصير مؤتمر «جنيف 2» حول الأزمة السورية، وكشفت دورية «فورين بوليسي» الأمريكية، عن خلاف بين وزير الخارجية جون كيري، وكبار مستشاريه الذين يصرون على إلغاء مؤتمر «جنيف 2» أو تأجيله. ونقلت عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى، قوله إن «الشخص الوحيد الذي يريد عقد مؤتمر جنيف هو كيري». وأضاف متسائلا «من سيحضره؟ وهل سيمثل أحدا؟ ولماذا نتحمل المخاطر؟». وذكرت الصحيفة أن كيري متمسك بشدة بإجراء المفاوضات، وقد أمضى الأيام القليلة الماضية وهو يحث أعضاء المعارضة السورية على المشاركة فيها، غير أن عددا من كبار مسؤولي وزارة الخارجية ومساعدي كيري نفسه، يدعون إلى إلغاء المؤتمر، بسبب استبعادهم فكرة حضور أبرز زعماء المعارضة السورية. وأشارت إلى أن عددا متزايدا من قادة المعارضة قالوا إنهم لن يحضروا المؤتمر، ما لم يتعهد الرئيس السوري بشار الأسد بتسليم الحكم إلى حكومة انتقالية والرحيل بعد ذلك. وأفادت الصحيفة أن منتقدي كيري داخل وزارة الخارجية يعتقدون أنه نظرا لرفض الأسد ذلك، فثمة احتمال كبير أن تقاطع معظم مجموعات المعارضة المؤتمر، أو أن ترسل وفدا صغيرا جدا إليها لا يكون لقراراته أي تأثير على المقاتلين الذي يحاربون نظام الأسد على الأرض. ولفتت إلى أن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، بينهم السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد قالوا لكيري إنه سيكون من الصعب تشكيل ائتلاف واسع لقوى المعارضة بحلول منتصف نوفمبر المقبل، وهو الموعد المتوقع لبدء المؤتمر، وحذروه من أن عدة شخصيات بارزة في المعارضة لن تشارك فيه. ونقلت عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية لم تكشف عن اسمه، قوله «من الممكن حصولنا على بعثة هناك»، مضيفا أن الأمر ليس مستحيلا، غير أنه سيتطلب بدون أدنى شك بعض العمل. وأضافت الصحيفة أن فورد متواجد في الوقت الحالي في إسطنبول، في محاولة أخيرة لإقناع زعماء المعارضة بتغيير موقفهم والمشاركة في مفاوضات جنيف، غير أنها أشارت إلى أنه، حتى لو نجح فورد في مساعيه، فمن غير الواضح ما إذا كان وفد المعارضة سيتحدث بالنيابة عن المسلحين الذين يقاتلون في سوريا، ولا سيما أن 65 من الجماعات المسلحة في المعارضة السورية أعلنت الأسبوع الماضي أنها تسحب اعترافها بالائتلاف الوطني السوري، مؤكدة عدم التزامها بأي اتفاقية يبرمها. إلى ذلك، رفضت النرويج أمس طلبا أمريكيا الولايات بالمساعدة في تدمير الأسلحة الكيماوية السورية. وقالت هذا الاختيار غير مناسب لأنها لا تملك الأفراد والمعدات والقوانين المناسبة. وأضافت الخارجية النرويجية أن النرويج درست بجدية وإمعان الطلب الأمريكي لكنها وجدت أن النرويج غير مناسبة للقيام بهذه المهمة، نظرا لضيق الوقت وعوامل خارجية منها القدرة والاشتراطات التنظيمية. ميدانيا سقط قتلى وجرحى أمس في تفجير سيارة مفخخة قرب مسجد في قرية سوق وادي بردى الواقعة شمال غرب دمشق. وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن عددا من المصابين هم من الأطفال.