قال مسؤول أميركي كبير أمس الأربعاء إن مبعوث الأممالمتحدة للسلام في سورية الأخضر الابراهيمي سيجتمع مع مسؤولين أميركيين وروس في سويسرا الشهر المقبل لمحاولة تمهيد الطريق لعقد مؤتمر شامل للسلام عن سورية في جنيف. وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية - الذي يرافق وزير الخارجية جون كيري في زيارة لروما - للصحافيين إن الاجتماع الثلاثي سيعقد في جنيف في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل وإن من المتوقع أن يضم الوفد الأميركي وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية وندي شيرمان والسفير الأميركي في سورية روبرت فورد. وأضاف المسؤول: «نتطلع الى مواصلة هذا الحوار الثلاثي ومراجعة التقدم نحو عقد مؤتمر جنيف بشأن سورية». ويأتي الاجتماع الثلاثي بعدما قاومت المعارضة السورية في الخارج دعوة دول غربية وعربية يوم الثلثاء للالتزام بحضور محادثات السلام في جنيف، قائلة إنها لن تشارك إذا كانت هناك أي فرصة لتشبث الرئيس بشار الأسد بالسلطة. وحضت 11 دولة اجتمعت في لندن أول من أمس الائتلاف الوطني السوري المعارض على المشاركة في المحادثات المقترحة في جنيف، لكن الائتلاف وضع قائمة شروط وقال إنه سيقرر في الأسابيع المقبلة ما إذا كان سيحضر. وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا في مؤتمر صحافي بعد اجتماع لندن إنه لن تجرى أي مفاوضات دون ضمان أن يكون موضوع اجتماع «جنيف-2» هو الفترة الانتقالية ورحيل الأسد. وتابع أن المعارضة لن تجلس للتفاوض في ظل احتمال وجود الأسد لأن الشعب لن يقبل ذلك وسيعتبر ممثليها خونة باعوا شعبهم. لكن الجربا لم يستبعد المشاركة صراحة، وقال إن المعارضة ستجتمع قريباً ربما في اسطنبول في أول تشرين الثاني (نوفمبر) لإجراء تصويت على الحضور. وقالت الولاياتالمتحدة وروسيا في أيار (مايو) إنهما ستعقدان مؤتمر «جنيف-2» في محاولة لإنهاء الحرب لكن مسعاهما تعثر في عقبات ضخمة ولم يحدد موعد نهائي للمؤتمر. وقال بيان صادر عن اجتماع لندن إن مؤتمر «جنيف-2» سيسعى إلى إقامة حكومة انتقالية وإنه لن يكون «للأسد ومساعديه المقربين الذين تلطخت أيديهم بالدماء أي دور في سورية». وفي أحدث مؤشر على أن الأسد يشعر أنه في وضع يمكن الدفاع عنه قال يوم الاثنين إنه لا يرى مانعاً في ترشحه في الانتخابات العام المقبل. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي استضاف في لندن «أصدقاء سورية» - مصر وفرنسا والمانيا وايطاليا والأردن وقطر والسعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدةوالولاياتالمتحدة، إضافة إلى المملكة المتحدة - إن من الحيوي حضور المعارضة المدعومة من الغرب للمحادثات. وقال في مؤتمر صحافي «نحن نحض الائتلاف الوطني السوري على الالتزام الكامل (بحضور المحادثات) وأن يقود أي وفد يمثل المعارضة في جنيف ويشكل نواته الأساسية». ويرفض كثير من المقاتلين داخل سورية وغالبيتهم من الإسلاميين الاعتراف بائتلاف المعارضة في الخارج الذي يؤيده الغرب. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن المحادثات هي السبيل الوحيد الممكن لإنهاء الحرب. وأضاف: «هذه الحرب لن تنتهي في ساحة القتال ... وإنما ستنتهي من خلال تسوية تفاوضية ... البديل الوحيد للتسوية التفاوضية هو استمرار أعمال القتل إن لم يكن زيادتها».