كشفت دورية "فورين بوليسي" الأميركية أمس الجمعة، عن خلاف بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وكبار مستشاريه الذين يصرون على إلغاء مؤتمر "جنيف-2" حول سورية أو تأجيله. ونقلت عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، قوله إن "الشخص الوحيد الذي يريد عقد مؤتمر جنيف هو الوزير". وأضاف متسائلاً "من سيحضره؟ وهل سيمثل أحداً؟ ولماذا نتحمل المخاطر؟". وذكرت الصحيفة أن كيري متمسك بشدة بإجراء المفاوضات، وقد أمضى الأيام القليلة الماضية وهو يحث أعضاء المعارضة السورية على المشاركة فيها، غير أن عدداً من كبار مسؤولي وزارة الخارجية ومساعدي كيري نفسه، يدعون إلى إلغاء المؤتمر، بسبب استبعادهم فكرة حضور أبرز زعماء المعارضة السورية. ولفتت إلى أن عدداً متزايداً من قادة المعارضة قالوا إنهم لن يحضروا المؤتمر، ما لم يتعهد الرئيس السوري بشار الأسد، بتسليم الحكم إلى حكومة انتقالية والرحيل بعد ذلك. وأشارت إلى أن منتقدي كيري داخل وزارة الخارجية يعتقدون أنه نظراً لرفض الأسد ذلك، فثمة احتمال كبير أن تقاطع معظم مجموعات المعارضة المؤتمر، أو أن ترسل وفداً صغيراً جداً إليها لا يكون لقراراته أي تأثير على المقاتلين الذي يحاربون نظام الأسد على الأرض. ولفتت إلى أن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، بينهم السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد، قالوا لكيري إنه سيكون من الصعب تشكيل ائتلاف واسع لقوى المعارضة بحلول منتصف الشهر المقبل، وهو الموعد المتوقع لبدء المؤتمر، وحذروه من أن عدة شخصيات بارزة في المعارضة لن تشارك فيه. ونقلت عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية لم تكشف عن اسمه، قوله "من الممكن حصولنا على بعثة هناك"، مضيفاً أن "الأمر ليس مستحيلاً، غير أنه سيتطلب بدون أدنى شك بعض العمل". وأضافت الصحيفة أن فورد متواجد في الوقت الحالي في اسطنبول، في محاولة أخيرة لإقناع زعماء المعارضة بتغيير موقفهم والمشاركة في مفاوضات جنيف، غير أنها أشارت إلى أنه، حتى لو نجح فورد في مساعيه، فمن غير الواضح ما إذا كان وفد المعارضة سيتحدث بالنيابة عن المسلحين الذين يقاتلون في سورية، ولا سيما أن 65 من الجماعات المسلحة في المعارضة السورية أعلنت الأسبوع الماضي أنها تسحب اعترافها بالائتلاف الوطني السوري، مؤكدة عدم التزامها بأي اتفاقية يبرمها.