اضطر عدد من الحجاج محدودي الدخل وعائلاتهم، الرضوخ للأمر الواقع في أسعار حملات الحج، رغبة في الحج، رغم عدم قناعتهم بالأسعار التي اعتبروها مرتفعة ولا تتناسب مع الكثير منهم ولا غيرهم، مما يفتح الباب على مصراعيه في كيفية فهم تلك الحملات لمبدأ الحج المخفض. وفيما أكد عدد ممن التقتهم «عكاظ» أن الحج المخفض التكاليف لا زال قليلا، اعتبروا أن التشجيع على هذا الأمر يعد الخيار الأمثل لسد كافة المنافذ على التسرب من بعض الراغبين في الحج. وكان ارتفاع سعر حملات الحج للعام الحالي مرتفعا جدا كما وصفها العديد من الحجاج لأسباب عزاه البعض إلى تقليص عدد الحجاج، وارتفاع اسعار المباني في منى وجشع بعض أصحاب الحملات. داخل أحد مخيمات الحملات المخفضة، أكد عثمان المنديلي، قادم من القنفذة، أن الحملات المخفضة لا تقل خدمة عن الحملات الأخرى مرتفعة السعر، لأن هناك حملات وصل سعرها إلى 15 ألف ريال للحاج الواحد ما جعل الكثيرين يعزفون عن الحج، أما بالنسبة لمن يريد الحج للعام الحالي فاضطر للحجز عبر حملة مخفضة. من ناحيته أفاد عبدالله الأسمري، حاج من الرياض، أن الحملات المخفضة مظلومة، ويظن البعض أنها سيئة الخدمات ولا مواصلات فيها، ونحن منهم، ولكننا فوجئنا بالوضع حينما وصلنا للموقع، فالأكل والشرب والمواصلات على خير ما يرام، ولم نندم على حجزنا فيها. وأفاد حنيش حارث عسيري، أنه حضر إلى الحج برفقة أبنائه وزوجته، ولم يكن باستطاعته حجز مخيم مرتفع السعر، ولكن الحملات مخفضة الأسعار ساهمت في تحجيجنا بأسعار معقولة، ونرغب في المستقبل القريب أن تخفض أكثر كي يتمكن محدودو الدخل من الحج خاصة وأن تصريح الحج لا يمكن تملكه إلا بحملة. واعتبر محمد بن مفرح آل مشروي، أن الحج عبر الحملات المخفضة ميسر ولا مشكلة فيه، وأنه سعيد بالحضور للحج، وإن كانت هناك مشقة فالأجر سيكون مضاعفا. وأضاف يوجد طبيب في المخيم ومرشد ديني والمأكولات والمشروبات تأتي في أوقاتها، ونؤدي الصلاة وتتكفل الحملة بتوصيلنا من وإلى جدة، فماذا نريد غير ذلك؟، مشيرا إلى أنه على الناس فهم الواقع فالفئة ه ليست سيئة وهناك شروط وضعتها وزارة الحج على الحملات لا يمكن تجاوزها بشأن السلامة والنظام والأكل والشرب والطبيب المعالج. وأفاد خالد أبو سرهد، صاحب حملة مخفضة، أن الحملات المخفضة ساهمت في تحجيج أكبر عدد ممكن من الحجاج واستيعابهم وذويهم، وقال نشعر بالسعادة عند استقبالنا للفقراء وأبنائهم الذين لا يستطيعون الحج عبر حملات مرتفعة السعر، ونساهم في تحجيجهم وسد النقص الذي عندهم، ولا نشعرهم بالنقص أبدا، فنمنحهم في المخيمات كل ما يستحقون من رعاية ومأكل ومشرب وحتى مواصلات، لأننا في الأساس هدفنا ليس المادة بل الأجر والمثوبة من الله. وأضاف أبو سرهد، نساهم مع الجمعية الخيرية في تحجيج المسلمين الجدد ونتكفل بتعليمهم أمور دينهم، وأيضا كبار السن الذين لا يستطيعون دفع تكاليف الحج، فبالتنسيق مع الجمعية الخيرية نقوم سنويا بتحجيج عدد من الفقراء والتكفل بهم. من جانبه أوضح المهندس سلطان البلوي، مدير مخيم وحملة مخفضة، أنه يحضر كل عام إلى الحملات المخفضة ويساهم في ترقيتها نتاج خبرته الطويلة في الحج، وأضاف، الحملات المخفضة لا تقل عن المخيمات مرتفعة السعر والتي أغلبها لا يقدم خدمات ترتقي بالسعر المرتفع. وأفاد بأن وفدا من وزارة الحج زار الموقع المخفض واكتشف أنه لا يقل خدمة عن المرتفعة سعرا. وأضاف أنه يتمنى أن يساهم أصحاب المخيمات في تخفيض الأسعار في السنوات القادمة أسوة بغيرهم كي يتمكن محدودو الدخل والفقراء من الحج مثلهم كباقي المسلمين.