«خاب ظني في ترتيبات حملات حج الداخل، فالمخيمات عكس التوقعات والبعض منها لم يف بالوعود بالرغم من العقد الموقع والمعتمد قبل شهر على الأقل من الآن».. بهذه النبرة تحدث ل «عكاظ» عدد من الحجاج بعد وصولهم إلى مشعر منى للتروية أمس الأول، وقالوا: «كنا نعلق آمالا كبيرة بأن حج هذا العام سهلا وميسرا». 11 ألفا تشمل المواصلات بداية أبدى الحاج الشاب فيصل ناظر (من جدة) استياءه الشديد من الخدمة المقدمة في مخيمه الحالي الذي كلفه 11 ألف ريال شاملا المواصلات والمأكل والمشرب والمحاضرات التوعوية والمخيم بكامل تفاصيله، وقال «وقعت العقد مع الحملة لشخصين أنا وزوجتي خاصة أن الحصول على تصريح للحج مشروط بالالتحاق بحملة داخلية». وأضاف، «صدمت من الخدمات المقدمة في المخيم، أهمها مسألة أساسية وهي عدد الأشخاص في المخيم الواحد حيث وقعت عقدي على أن من شروط المخيمات أن يكون في المخيم الواحد عشرة أشخاص فقط، ولكنني فؤجئت ب 25 شخصا، ولا مجال أو فسحة لأداء الصلاة داخل المخيم لضيق المساحة، ناهيك عن دورات المياه المتسخة وغير المنظمة، ما أثار استغرابنا». من جهته بين جمال التميمي (حاج من جدة)، أنه بالرغم من إنفاقنا مبالغ كبيرة من أجل الحصول على راحة في المخيمات، ولم نطالب بالكثير فالمواصلات والأكل النظيف والنوم في أماكن مريحة هي أكبر همنا، وللأسف لم نحصل عليها، وتفاجأنا بأن الموقع بعيد عما وصفوه لنا في جدة عند حجزنا، والمخيم مليء بالحجاج ولا يستحق المبلغ المدفوع فيه والبالغ 9 آلاف ريال. مكان ضيق للغاية وذكر الحاج سعد القحطاني (من أبها)، أن المواصلات كانت من ضمن العقد المبرم بيننا وبين الحملة، إلا أنهم أخبرونا في وقت متأخر بأنه لا يمكننا السفر عبر الطيران، لعدم توفر الحجوزات بحجة أننا تأخرنا في حجز المخيم، وأخبرونا بأننا إذا رغبنا السفر إلى مكة لأداء الفريضة فعلينا السفر برا عبر الحافلة إلى مكة والعودة مرة أخرى، ويضيف «لم أوافق على عرضهم وقمت بأخذ مركبتي وانطلقت وأهلي إلى مكة ومن ثم تواصلت مع الحملة التي بدورها نقلتنا إلى منى». وأردف، «المكان ضيق ولا يتسع لنوم عشرة أشخاص فما بالك بأكثر من 30 شخصا ينامون في مكان تهويته ضعيفة جدا ومكيفاته خربة ويصعب التنفس فيه». توفير وسائل المواصلات وأفاد عمر جبران عطية (من أبها) أنه سدد مبلغ 11 ألف ريال مقابل أجرة الحملة التي لا تتناسب ومستوى المبلغ، وقال في إحدى السنوات حظينا بخدمة أفضل مقابل مبلغ مالي أقل من هذا بكثير. وأضاف، لا ننكر جهد الحملة في توفير موقع مميز قريب من الجمرات، إلا أنها فشلت في توفير المواصلات من مكة إلى منى، علماً بأن مسؤولي الحملة وعدونا بالحجز في قطار المشاعر في يوم عرفة والتنقل منه إلى منى، ولا نعلم هل ستصدق الحملة في وعدها أم سنقضيها مشيا على الأقدام. وأجمع كل من سلطان المازي (من أبها)، محمد علي صالح شيباني، عبد أحمد عسيري (من محايل عسير)، على ارتفاع أسعار الحملات والمبالغة فيها، خاصة أن المخيمات لا تستحق هذه المبالغ -على حد قولهم، ونطالب في المستقبل بتوفير وسائل مواصلات وسكن مناسب بأسعار مقبولة لا تثقل كاهل الحجاج. الأسعار مرتبطة بالخدمة من جهته أقر مفلح ساعي الحربي (صاحب حملة) بارتفاع الأسعار للعام الحالي، وعزاها في المباني السكنية التي شيدت في منى والتي تبدأ أسعارها من 5 آلاف للغرفة الواحدة، وقال «صاحب المخيم عند استئجار المقر يضع في حسبانه هذه الأمور، فضلا عن المأكولات والمشروبات والتوعية والتوجيه والمواصلات»، ويضيف «يعتبر ساكنو تلك المباني من فئة أ، ولذلك فإن سعر المخيم يبدأ من 15 ألف ريال شاملا المواصلات من مقر الحاج إلى المشاعر ومن ثم عودته إليها». وزاد القحطاني، «أن أغلب الحجاج يطالب بالخدمات والراحة داخل المخيم والمواصلات ولا يبالي كثيرا بالقرب أو البعد بما أن المواصلات متوفرة، وكلما زادت الخدمات التي تقدمها الحملة ارتفع سعرها، وأفاد بأنهم يتكفلون بالحاج من اليوم الثامن من ذي الحجة وحتى يوم 13، وتمنح له أساور للتمكن من ركوب قطار المشاعر».