أكد سياسيون مصريون، ثقتهم بنجاح المملكة في الاضطلاع بمسؤولياتها وممارسة دورها كاملا من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي، وعبروا ل«عكاظ» عن ثقتهم في قدرة الدبلوماسية السعودية على الدفاع عن القضايا القومية والوطنية، بجانب تبني أفكار خلاقة تسهم في تطوير أداء مجلس الأمن الدولي خلال هذه الفترة. وأعرب السياسيون عن أملهم أن تشهد هذه الفترة تغييرا نوعيا في أداء المجلس حيال القضايا والملفات الساخنة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية وأسلحة الدمار الشامل. وقال رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير الدكتور محمد شاكر «أثق بقدرات المملكة وما تتمتع به الدبلوماسية السعودية من سمات من بينها الهدوء والعقلانية والقدرة على التأثير من خلال ما تتمتع به من عناصر قوى متعددة وعلاقات دولية واسعة». وأضاف أن ما يعزز أداء الدبلوماسية السعودية أنها تستند إلى علاقات متجذرة واقتصاد قوي، مدللا على ذلك بالدور الكبير الذي لعبته في تغيير النظرة والمواقف الغربية «الأوروبية الأمريكية» من ثورة 30 يونيو وتراجع هذه الدول عن موقفها العدائي المتحقظ تجاه الثورة. وأكد الدبلوماسي المصري أنه يثق فيما تتمتع به المملكة من رصيد كبير على الساحتين الإقليمية والدولية لإحداث تأثير إيجابي يسهم في منح دفعات كبيرة للأداء داخل مجلس الأمن، وتوحيد موقف الأعضاء غير الدائمين خاصة الذين تتشابه ظروفهم وقضاياهم لأجل زيادة التنسيق فيما بينهم للتوصل إلى صياغة موقف داخل المجلس من شأنه تعزيز مطالبهم. من جهته، قال مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير حسين هريدي إن المملكة لديها القدرات العديدة التي يمكن من خلالها لعب دور بارز خلال ممارستها لعضويتها في مجلس الأمن الدولي. وأضاف «صحيح أنه لا يمكن تخيل أن المجلس سيتغير بين عشية وضحاها أو يتبنى وجهة النظر العربية، لكن من المهم التحرك مع الدول ذات الظروف التي تتشابه معنا من المجموعات الإقليمية المختلفة مثل الأفريقية والأمريكية اللاتينية وغيرها لأجل تبني مواقف وخطط للتحرك تحقق مصالحنا.. وتابع هريدي «إننا نثق بأن الدبلوماسية السعودية لديها من الوعي والحكمة ما يمكنها من تبني مواقف قوية داخل المجلس، تعكس قدرتها على التأثير وتغيير المواقف الدولية». بدروه، أوضح رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط الدكتور محمد مجاهد الزيات أن الدبلوماسية السعودية تتمتع بميزة خاصة من حيث الهدوء والرصانة والتمسك بالخطاب القيمي الحضاري، الذي يرفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول ويعلي المبادئ على أية اعتبارات أخرى.. وعبر عن أمله أن فترة شغل المملكة لعضوية المجلس يمكن أن تثمر عن نجاحات وقرارات حيال قضايا الشرق الأوسط التي باتت مطروحة بقوة على الأجندة الدولية، سعيا إلى إيجاد تسوية لها سواء القضية الفلسطينية أو الملف السوري. وشدد على ضرورة تحقيق الانسجام والتنسيق مع مختلف الدول ذات العضوية الدائمة وغير الدائمة لما يحقق المصلحة سواء للقضايا الإقليمية أو الدولية ويعيد التوازن إلى أداء المجلس حيالها.