لم تمنع ظلمة العين الحاج عبدالمنعم ناجي من أن يتلمس نور الإيمان في المشاعر المقدسة، فبدا وكأنه يرى بوضوح، على الرغم من أنه عايش الظلام منذ اليوم الأول لولادته والذي لم يكن مثل أقرانه يرى العالم للمرة الأولى، فبات يسمع العالم للمرة الأولى. ويبدو أن ناجي نجح بفضل من الله، في التعايش مع ما ابتلاه الله، مؤكدا أنه «إذا ابتلاك الله فإنه يريد رفع درجتك ويسمع صوتك»، فتحول الأمر إلى شعار يجعله ناجي نبراسا له في الحياة، ليستطيع العيش بأمان مع فقدان البصر، كما سيتقبل قضاء الله وقدره حين أصيب أربعة من إخوانه بالمياه الزرقاء ففقدوا على إثرها البصر. وعند تخرج عبدالمنعم ناجي من الابتدائية، وجهه بعض مدرسيه لحفظ القرآن فأتم حفظه حين بلغ ال18، كما انضم لحلقات طلاب العلم لينهل من العلم الشرعي، لتبدأ هذا العام تجهيزات رحلة الحاج «عبدالمنعم» في الثاني من ذي الحجة في مدينة الحديدة في الجزء الغربي من الجمهورية اليمنية، فحصل على «تأشيرة مجاملة» وهي منحة يقدمها السفير أو القنصل لبعض المواطنين. «عبدالمنعم» أكد ل«عكاظ» أنه يحج للمرة الثالثة، لكنه يشعر بالفارق الكبير في أجواء الخدمات، سواء على صعيد التنقلات داخل المشاعر المقدسة أو دورات المياه والمخيمات. وعن معايشته لرحلة الحج بين «عبدالمنعم» أنه «حين يكون الإنسان مع الله والتفكير في مخلوقات الله، لن يبالي بمظاهر الدنيا ولا بأي شيء، فيفرغ نفسه لذكر الله والتكبير، ويخلص النية ليبلغه الله الدرجات العلا في الدنيا والآخرة» ففي الثامنة صباحا من اليوم التاسع من ذي الحج اتجه إلى عرفات، ووصل إلى مزلفة في الثامنة مساء، ثم استقر به المقام في منى ليتم نسكه. ويوصف «عبدالمنعم» أن «الاطمئنان في النفس، بأن الله تعالى يأخذ منك شيئا ويعوضك بأشياء كثيرة لا تعلمها».