تتميز محافظة الوجه بشواطئ خلابة، ساعدتها على دعم السياحة في سواحل منطقة تبوك، فضلا عن وجود الجزر التي تطل عليها، ويعتبر ميناء الوجه من أكثر أجزاء البحر الأحمر صفاء وجمالا، أسهم في جذب هواة الغطس واكتشاف الأعماق والباحثين عن صيد الأسماك ولاسيما جراد البحر (الإستاكوزا) الذي تتميز به محافظة الوجه عن غيرها من المحافظات، لكن سكانها يرون أن الإقبال على محافظتهم لا يزال دون المستوى مطالبين بتكثيف الترويج السياحي، لجذب الزوار إليها. وقال الكابتن طيار عبدالحفيظ قشقري عضو جمعية هواة اللاسلكي العرب: لم أشاهد طوال رحلاتي في الطيران اللون اللازوردي والذي اتخذت منه الخطوط الجوية السعودية شعارا لها سوى عند مجيئه لجزيرة الظهرة بمحافظة الوجه، مشيرا إلى أن المحافظة تمتاز باعتدال الطقس طوال أيام السنة. وبين ناصر العقيل عضو الهيئة العامة للسياحة بالرياض أن الأجواء بمحافظة الوجه تعتبر من أجمل الأجواء على مستوى المملكة وهو المقوم الأول من مقومات السياحة، ويؤكد ذلك مدير فرع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالوجه عبدالله بن محمد البلوي بقوله إن معدل درجة الحرارة بالمحافظة لفصل الصيف خلال هذا العام والذي امتاز بشدة حرارته على العالم أجمع هو 31 درجة مئوية. ورغم توفر كل هذه العوامل التي من الممكن أن تجعل الوجه في مصاف أهم المصايف بالمملكة إلا أن ذلك لم يشفع لها لتنعم ولو بجزء بسيط من الجذب السياحي. وأرجع الزائر هاني بن حاتم كردي عزوف السياح عن الوجه إلى المبالغة في أسعار الغرف والشقق الفندقية، ويرجع ذلك حسب رأيه إلى محدودية هذه الشقق، كما يبرر ذلك العزوف بعدم توفر الخدمات على الشواطئ من البوفيهات والمطاعم ودورات المياه وإلى غياب التجهيزات والألعاب البحرية، فيما يرى أنور بن ضيف الله الجحدلي أن السبب يرجع إلى عدم سفلتة الطرق المؤدية إلى الشواطئ السياحية وإلى عدم توفر سيارات الأجرة من وإلى المطار وإلى انعدامها داخل المحافظة، وأيضا إلى عدم وجود رحلات جوية لمدن ومحافظات المملكة عدا محافظة جدة. وأرجع عواض بن محمد الحربي غياب السياح عن الوجه إلى عدم توفر مراكز التسوق العاملة بنظام ال 24 ساعة ولغياب دور فرع هيئة السياحة بالمحافظة وفي نفس الموضوع تحدث ل «عكاظ» بعض من أهالي المحافظة، فيرى عبدالله بن محمد الحربي أن خلو المحافظة من الملاهي يؤثر سلبا على حركة النشاط السياحي، أما صالح بن حسن الصالح أحد أصحاب قوارب النزهة فيعلل ذلك بمنع العائلات من ركوب البحر . كما التقت «عكاظ» ببعض المهتمين بالجانب السياحي لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذا الركود، ففي بداية الأمر تحدث إبراهيم بن خليل الشريف أمين عام لجنة التنمية السياحية بالمحافظة والذي برر ذلك بغياب المهرجانات السنوية التي لها دور كبير في إبراز المحافظة إعلاميا كمهرجان الحريد في جيزان، فيما يرى معاذ بن عبدالله العلي رئيس المجلس البلدي بالمحافظة والمتحدث الرسمي له أن ذلك الغياب يعود إلى قلة الفنادق والشقق المفروشة إضافة إلى اقتصار الرحلات الجوية على محافظة جدة بعد إيقاف رحلات تبوك والمدينة المنورة والرياض، ويوافقه الرأي المستثمرون في الفنادق والشقق المفروشة إذ يرون أن هذا الاقتصار يعطل الكثير من الرحلات والمجموعات السياحية التي كانت تخطط للمجئيء إلى محافظة الوجه من حائل والرياض والمدينة المنورة والكثير من المدن والمحافظات الداخلية للاستمتاع بشواطئ وجو الوجه الجميلة، كما أضافوا بأن الأنظمة الصارمة التي وضعتها بعض الجهات الحكومية ذات العلاقة بالسياحة لمرتادي الشواطئ لاشك بأنها تؤثر تأثيرا سلبيا على السياحة. بينما قال فهد بن محمود الغريض أخصائي التسويق بفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة تبوك - المدير التنفيذي للفرع بالإنابة: «القطاع السياحي وما يرافقه من خدمات قطاع متشعب ومتداخل مع العديد من القطاعات الحكومية والخاصة؛ مما يجعل من تنميته مسؤولية مشتركة، فقد شكلت في وقت سابق لجان للتنمية السياحية في كافة محافظات المنطقة تعمل تحت مظلة مجلس التنمية السياحية في المنطقة برئاسة صاحب السمو الملكي أمير منطقة تبوك، وهذه اللجان مشكلة من عدد من القطاعات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بحيث تشرف وتحفز تنمية القطاع السياحي في المحافظات». وبين أنه جرى من خلال هذه اللجان اعتماد مسارات سياحية لكل محافظة ومنها المسار السياحي بمحافظة الوجه، بحيث يتم توفير الخدمات السياحية على هذه المسارات التي تخدم كافة زوار المحافظة، لافتا إلى أن هناك تعاونا وتنسيقا بين فرع الهيئة وكافة الشركاء يهدف إلى تذليل العقبات التي تواجه التنمية السياحية بأنماطها المختلفة.