يتسابق شباب العاصمة المقدسة هذه الأيام لاستقبال ضيوف الرحمن وخدمتهم تقربا إلى الله سبحانه وتعالى، ولأن موسم الحج يعد الأضخم والأكبر من نوعه على مستوى الحشود البشرية المرتبطة بزمان ومكان معينين، فإن شباب العاصمة المقدسة اكتسبوا خبرات كبيرة في مجال خدمة ضيوف الرحمن جيلا بعد جيل. وفي هذه الأيام المباركة، ومع العد التنازلي لموسم الحج ويوم عرفة ومع الأسبوع الأخير لأيام الدراسة، فإن بوصلة المدراس بدأت تشهدا غياب بعض الطلاب لانصرافهم إلى الأعمال الموسمية في الحج. وفي هذا السياق، أوضح العميد متقاعد الدكتور محمد المنشاوي أن على الطلاب التوفيق بين دراستهم والعمل في خدمة الحجيج، مؤكدا أنه في ظل حرص الجهات المختصة على إشراك الشاب السعوديين في خدمة الحجاج في كل عام فقد وفرت العديد من القطاعات الحكومية والأهلية العديد من الوظائف الموسمية التي يتسابق عليها شباب مكةالمكرمة لنيل شرف خدمة ضيوف الرحمن. واستطرد بقوله «أثبت شباب مكةالمكرمة على مر السنين أنهم قادرون على الإيفاء بالعمل والإنجاز الدقيق، حتى أصبح العديد من الشباب السعودي بصفة عامة والشباب من مكةالمكرمة مضربا للمثل في العمل وتحقيق الإنجازات، كما أصبح الكثير منهم في أماكن قيادة وتولي مهمات قل من يجيدها، وأثبتوا بذلك لجميع المسؤولين في كافة القطاعات أنهم أهل للثقة والعمل والأجدر بذلك من غيرهم». ومن جانبه، قال مدير عام مؤسسة هدية الحاج والمعتمر الخيرية الشيخ منصور بن عامر العامر إن عددا من شباب مكةالمكرمة يعملون في وظائف ظلت لسنوات حكرا على الوافدين، بل وتجاوز الأمر كل التوقعات بعد أن برهن الشاب السعودي بصفة عامة على أحقيته بالعمل وإظهاره الجدارة والتميز والتفاني في الأعمال الموكلة لهم. وبين مدير عام مؤسسة هدية الحاج والمعتمر الخيرية ومدير عام مشروع مليون سلام أن ما يميز شباب مكةالمكرمة هو التفاني وحب الإنجاز ليكتسبون الخبرة. وفي هذا السياق، أوضح عدد من الشباب السعوديين عن فخرهم واعتزازهم بشرف خدمة ضيوف الرحمن من خلال تواجدهم خلال هذه الأيام في أماكن يرتادها ضيوف بيت الله الحرام في موسم الحج. وأكدوا إصرارهم على تقديم المزيد من الخدمات لضيوف الرحمن تقربا لله عز وجل، وعبروا عن سعادتهم بخدمة المعتمرين. وأوضح الشاب عماد أحمد الزويهري أنه يعمل في إحدى الجمعيات الخيرية بجوار الحرم المكي الشريف مبينا بقوله «إننا في فضل كبير من الله ومنة عظيمة منه عزوجل، أن خصنا بخدمة ضيوف بيت الله الحرام في أشرف مكان وأشرف زمان». وأضاف «يتوجب علينا كشباب سعوديين ونحن نخدم ضيوف بيت الله كل في مجال اختصاصه، أن نكون على قدر المسؤولية التي نلناها من الله عز وجل»، وأضاف «سعادتي لا توصف حينما أقدم خدمة لمعتمر أو حج حيث أدخل السرور والفرح إلى نفسه بهذه الخدمة». وزاد قائلا «فعلا حينها أشعر بفرحة الإنجاز وتزيد من سعادتي تلك التمتمة من أفواه المعتمرين بالدعاء لي بعد خدمة بسيطة». وأضاف أن الدولة رعاها الله حريصة على خدمة ضيوف الرحمن وتوفير سبل الراحة لهم وتأمين الطمأنينة بما يكفل لهم أداء مناسكهم على أتم وجه وأسهل طريق. وأضاف «من باب أولى أن نقوم نحن شباب مكةالمكرمة بهذه الخدمة». ومن جانبه، قال إبراهيم هوساوي المشرف في أحد الفنادق بجوار الحرم المكي «أشعر بالفخر لأنني أعمل في خدمة ضيوف بيت الله الحرام ولا شك أن الله سبحانه وتعالى شرفنا في هذه البلاد بخدمة المعتمرين والحجيج وهذا شرف لا يعادله شرف». وأضاف أن كل من في هذا الوطن يعتز ويفتخر بهذا الشرف. وقال «أعتبر أن الله منحني أعظم منحة فأنا أعمل بين جنبات بيته العتيق وبين ضيوفه، وخصني بهذا عن غيري فله الحمد والشكر، وأسأله تعالى أن يوفقني في تقديم خدمات أكبر وأشمل لهذا البيت العظيم مأوى قلوب المسلمين»، مؤكدا أن خدمة الحجاج مسؤولية نعتز بها قيادة ومواطنين، ونحن نحمد لله أن شرفنا أن نكون خداما لبيت الله ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم. وأضاف «لا شك أنه مطلوب منا أن نقدم للحجاج أكثر ما يمكن من خدمات». أما محمد العتيبي فقال إنه في مواسم الحج والعمرة يتسابق الجميع من شباب مكةالمكرمة على النيل بشرف خدمة ضيوف الحرم المكي الشريف، وحتى إن كان بعيدا عن المسجد الحرام. وقال إن الشاب السعوديين يقدم لضيوف بيت الله الحرام كل ما يحتاجونه من خدمات، ويسخر نفسه لتلك الخدمة ابتغاء مرضاة الله ولأجل وجهه الكريم. أما إبراهيم الثقفي من طلاب المرحلة الثانوية فأوضح أن خدمة ضيوف بيت الله أكبر شرف لنا وسنبذل الجهد الكبير والإخلاص في العمل وما يلزم لخدمتهم تقربا لله عز وجل، ما سيترك أثرا طيبا عند ضيوف بيت الله، معتبرا أن خدمة ضيوف الرحمن عمل إنساني يتطلب جهودا كبيرة والدعاء بالتوفيق والقبول لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.