يتسابق 3000 شاب مكي في خدمة المعتمرين وزوار بيت الله الحرام في عدد من الأنشطة كخدمة الطائفين والإسعافات الأولية في ساحات بيت الله الحرام، ونشاط إرشاد التائهين، وإفطار الصائمين، إضافة إلى برامج غذاء البدن، كتوزيع سقيا مبرة خادم الحرمين الشريفين، سقيا، إطعام، رعاية صحية. وبرامج غذاء الروح، كالتوجيه والإرشاد والترجمة وتنسيق الفتوى وتوزيع إفطار صائم وغيرها. ماذا يقول هؤلاء الشبان عما يقومون به، وكيف يشعرون عندما يقدمون خدمة ما لمعتمر كبير في السن، ما الذي يواجهونه خلال عملهم، وماذا يقولون لنظرائهم في هذا الشأن؟ «عكاظ» التقت عددا من الشباب المتطوعين للخدمة في رمضان المبارك، حيث عبروا عن سعادتهم وشعورهم بالرضى والفخر والاعتزاز، وهم يقدمون خدماتهم لضيوف الرحمن من معتمرين وزائري البيت الحرام، حيث يتواجدون في أماكن متعددة من المنطقة المركزية وداخل أروقة الحرم. وقال إبراهيم الزهراني، أحد المشاركين في فرد السفر في ساحات بيت الله الحرام لإفطار الصائمين، إنه لشرف عظيم أن أقوم بخدمة المعتمرين وزوار بيت الله الحرام في أيام شهر رمضان المبارك، لقد كانت رغبتي الكبيرة حينما سجلت في جمعية الحاج والمعتمر أن أكون في خدمة إفطار الصائم والحمدلله تحقق ذلك. من جانبه قال محمد العتيبي «منذ ثمانية أعوام وأنا في خدمة الطائفين من خلال برنامج شباب مكة، وأحرص أن أكون أول المسجلين في هذا البرنامج الذي بنى أهدافه على خدمة المعتمرين وزوار بيت الله الحرام، ورغم العناء والتعب الذي يصيبني جراء دفع العربات إلا أنني أحس بنشوة وسعادة، لاسيما عندما أشاهد يدي تلك العجوز ترتفعان إلى السماء لتدعو لي بأن يوفقني الله في حياتي ودراستي، فأكون قد نلت بذلك دعوة مستجابة». أما صالح الزهراني، أحد شباب جمعية الإحسان فقال إن خدمة المعتمرين وزوار بيت الله الحرام لشرف واعتزاز، مشددا على أنه يحرص كل الحرص أن يكون أول المسجلين في إحدى الجمعيات الخيرية التي تقدم خدماتها للمعتمرين بيت الله الحرام في شهر رمضان المبارك. وقال «ما أجمل أن ترى المعتمر يرفع يديه إلى السماء ويطلق تلك الدعوات الحسنة لما نقدمه من خدمات، اعتقد أن الكثير من المعتمرين يبتهجون بالأعمال التي يقوم بها الشباب المكيون في الحرم». وقال وسام فطاني، أحد شباب مكة الذي يعمل في نشاط الإسعافات الأولية منذ عامين «لا أنسى تلك المواقف المؤثرة التي مرت بي خلال مشاركتي زملائي في مساعدة المعتمرين وزوار بيت الله الحرام في إسعافاتهم داخل الحرم، وذات يوم كان المعتمر اليماني عبده حسين، يؤدي مناسك العمرة مع عائلته داخل المسعى، ومع التعب والإجهاد اتجه إلى برادات مياه زمزم الموجودة في المسعى ولم ينتبه لبقايا الماء التي تسيل على الأرض، فانزلق وسقط أرضا ليرتطم بعدها رأسه بالبلاط فغاب عن الوعي، فيما زوجته وابنته تصرخان خوفا عليه فبادرت وزملائي لإسعافه واستطعنا ولله الحمد إنقاذه، ثم أمرنا أحد الشباب الذين يعملون في خدمة الطائفين بأن يسعون به عبر عربة في المكان الذي خصص للعربات». وأضاف أن سعادته بخدمة المعتمرين والزوار يصعب وصفها خصوصا أننا نجد من الدعوات التي تغنينا من كل شيء. أما عبدالله العتيبي فأكد أنه يزيد شوقه يوما بعد يوم لخدمة المعتمرين «فأنا أشعر بكل سعادة وشرف واعتزاز في خدمتهم»، وعن المواقف المؤثرة قال «ذات يوم جاءني أحد المعتمرين بطفل تائه لا يتجاوز عمره الأربعة أعوام وتمكنت من إيصاله إلى عائلته بعد مضي أكثر من ساعتين من البحث، وقتها عرفت أن خدمة المعتمرين شرف عندما سمعت والدة الطفل تطلق تلك الدعوات لوالدتي». حول الرسالة التي يوجهونها لأقرانهم الشباب قال فطاني والعتيبي والزهراني وحسين، إن الرسالة الوحيدة التي نوجهها لهم هي دعوتهم إلى الالتحاق بنا في تقديم الخدمة للمعتمرين والزوار، لأن من يقوم بهذا العمل يشعر بالاعتزاز والفخر.